يحتفل العالم في أول كل يوم أثنين في أكتوبر من كل عام باليوم الدولي للاسكان ” الملجأ، الموئل”. يوم اتخذته الأمم المتحدة عيداً وتم الاحتفال به أول مرة في العام 1986. جعلت المنظمة هذا اليوم من أجل ان نعيد النظر في مدننا و نراجع سلوكنا تجاهها. في كل عام تعلن الامم المتحدة شعارا يكون موضوعا للاحتفال، قد يستمر الموضوع كشعار لعدد من الأعوام ، مثل مشكلة النفايات التي كانت موضوع العام الماضي “إدارة المخلفات الصلبة على مستوى البلديات” لياتي موضوع هذا العام متسقا مع ما سبقه ومكملاً له .. ” التكنولوجيا الحدودية كأداة مبتكرة لتحويل النفايات إلى ثروة”.
اصبحت النفايات هاجسا يؤرق العالم عموما ، لذلك سعي لابتكار الوسائل التي تحد من تفاقم هذا الهاجس . و يسعي العالم و الامم المتحدة من خلال تحديد يوم معين في العام لمشكلة ما لأن يثقف العامة و يبصرهم بالمشكلة و يدفع الجهات المسئولة للتعامل معها بالجدية المطلوبة شحذها بالارادة السياسية اللازمة، كما يسعي لحشد التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات الساعية لعلاج الأمر.
سيعقد الاحتفال العالمي (بالموئل،لملجأ) العالمي لهذا العام في مدينة مكسيكو سيتي يوم الاثنين 7 تشرين الأول/أكتوبرو عدد من مدن العالم الكبري. وفي ظل برنامج الامم المتحدة للتنمية المستدامة و تحقيقا لهدفه رقم (11) :” جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة.”
وبنظرة سريعة لمدننا الكبيرة، هنا في السودان، سنكتشف اننا نعيش ازمة نفايات حقيقية بل ان الأمر تخطي ذلك بكثير، ولك ان تلقي نظرة علي وسط العاصمة و مواقف ” المواصلات”؛ فان استطعت النجاة من الرائحة لحق بك الوحل اللزج المستوطن في الشوارع بمنتهي الأريحية لا يكلّ ولا يمل من مطاردة الأحذية والملابس، و يجتهد جدا في انتاج كميات مهولة من الجراثيم و البكتيريا ولا يفكر احد في ازعاجه؟! محنة حقيقية يعيشها جميع المارة بطرقات العاصمة. المزعج أننا نتعامل بلامبالاة ثم نتعود علي الأمر حتي نصل مرحلة الا يلفت انتباهنا ! وهذا يقودنا لأعادة النظر في سلوكنا الشخصي و مسئوليتنا الفردية والجماعية تجاه قضايا مجتمعنا. الأمر لا يتطلب الكثير،فقط علي كل منا ادراك مسئوليته والقيام بها بصورة واعيه اضافة لتحفيز الاراد السياسية لدي المسئولين.
تغير نمط السلوك الفردي بالقطع سيحدث فرقا هائلا، خصوصا مع بوادر ارادة سياسية حقيقية للتغييروالاتجاه نحو واقع جديد يخلو من النفايات والملوثات علي جميع الأصعدة.
هذا عن المدن و لم نتطرق بعد لما يحدث في معسكرات اللجوء التي تضج بالمعاناة، لنا ان نتصور كيف تكون حياة الفرد في معسكر يخصص فيه مرحاض تقليدي قليل العمق لكل ثلاثين فرد؟ او لا يوجد مرحاض اساسا، فبعض المعسكرات وجود مرحاض فيها يعد رفاهية. لنا ان نتخيل حياة تنعدم فيها المياه النظيفة الصالحة للشرب …
وكما قال الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش :” يبدأ الحل من الخطوات الصغيرة التي باستطاعة الأفراد اتخاذها لتغيير الطريقة التي تعمل بها مدننا. فيجب علينا أن نخفض كمية النفايات التي ننتجها وأن نبدأ، في الوقت نفسه، في النظر إليها باعتبارها موردا قيما يمكن إعادة استخدامه وتدويره لأغراض من بينها توليد الطاقة.” التي ننتجها وأن نبدأ، في الوقت نفسه، في النظر إليها باعتبارها موردا قيما يمكن إعادة استخدامه وتدويره لأغراض من بينها توليد الطاقة. ❝ — أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة
الأمر يبدأ بك، يجب ان تثق في أنك قادر علي أحداث الفرق، ان تغير نمط سلوكك اليومي، أن تصبح أكثر ايجابية، ان تجد طريقك بين كل هذه الفوضي لكي تصير أكثر فائدة. الأمر يبدأ بك في منح الارادة للمسئولين و ارغامهم علي جعل عالمنا أفضل بالضغط عليهم من ناحية و دعمهم و توفير المناخ و الوعي اللازمين لانجازاي شيء. فقط ثق أن الأمر يبدأ بك.