تقرير- المجرة
في موقف جديد من مواقفه السياسية المتقلبة، وجه الأمام “الصادق المهدي” رئيس حزب الامة القومي سهام نقده صوب الحكومة الانتقالية، واصفاً برنامجها الاسعافي بالضعيف، مشدداً على أنه أي – البرنامج – يواجه تحديات قال انها جسيمة وستؤدي الى طريق مسدود.
تحديات الحكومة
ظل الامام الصادق المهدي طوال مشواره السياسي ممسكاً بالعصا من المنتصف، فلم يكن يوماً ذلك الحليف الدائم، وقائد المراحل الى نهاياتها، فبالنظر الى تاريخه الطويل نجد كيفية خوض الرجل لتحالفات كثيرة سرعان ما خرج منها اخرها تحالف نداء الذي قدم استقالته منه مؤخرا لأسباب لم تكن مقنعة للآخر، ليكتسب بذلك حزب الامة قدر عال من خاصية التمدد والتحرك السياسي، وفق ما تقتضيه الظروف الراهنة، وفي ظل مواقف الأمام المتعددة.
فها هو في موقف جديد ينتقد برنامج الحكومة الانتقالية الاسعافي خلال خطبته يوم الجمعة بمسجد ود نوباوي، وذكر ان التحديات ستكون بسبب الحالة الاقتصادية ومناورات السلام وتدخلات خارجية وصفها بالانتهازية وما اسماها بمؤامرات السدنة بالداخل بجانب اختلالات قوى الحرية والتغيير.
انسلاخ قادم
ويعتبر مراقبون حديث المهدي عن الاختلالات داخل قوى الحرية والتغيير التي ذكرها ضمن التحديات في خطبته، بمثابة اشارة منه لانسلاخ قادم من اعلان قوى الحرية والتغيير ربما تتكشف ملامحه في الفترة المقبلة، سيما في اعقاب استقالته المفاجئة من رئاسة قوى نداء السودان، حيث ان البعض ذهب الى اقبال زعيم الانصار على برنامج ضخم تكشف المرحلة القادمة، فيما يرى البعض زهد رئيس حزب الأمة القومي وقناعته من مكون قوى الحرية والتغيير في ظل الانقسام الذي يشهده المكون، وحذر المهدي خلال لقائه بالأنصار من ذهنية بعض الفئات “المؤدلجة” التي لا تحمل سند شعبي حقيقي وذهنية بعض السدنة من الانسداد إذا حدث للتآمر الانقلابي، وذكر الى أن الشارع السوداني بعد التجارب الفاشلة اصبح مصفحاً ضد الديكتاتورية، لافتاً الى أن حزبه سيواجه الانسداد إذا وقع بالعمل بالاحتكام الى الشعب عبر الانتخابات الحرة.
عهد الديمقراطية
بالمقابل لم يستبعد المحلل السياسي د. صلاح الدومة انسلاخ الأمام الصادق المهدي، من تحالف قوى الحرية والتغيير، وذكر في حديثه لـ”المجرة برس” ان في عهد الديمقراطية هناك كثير من الاحزاب المؤتلفة التي انسلخت، وقال ان مخالفة الرأي لا تعني الانتقال الى صفوف المعارضة، مع ضرورة النظر في التحديات التي ذكرها رئيس حزب الأمة القومي.
وقال: على الرغم من مواقف المهدي المتقلبة لكن حديثه عن تحديات لا يعني نقد للفترة القادمة، واضاف: نحن في عهد الديمقراطية ومازلنا حديثي العهد بها.
محاصصات حزبية
وكان من قبل انتقد المهدي الطريقة التي تم بموجبها ترشيح أسماء وزراء الفترة الانتقالية، من قبل قوى إعلان الحرية والتغيير، وأن الترشيحات أظهرت عدم الالتزام بالمعايير المتفق عليها في اختيار المرشحين.
وابدى الحزب عبر بيان سابق أسفه لتجاوز المنهجية والأسس المتفق عليها، إذ أظهرت الترشيحات التي دُفع بها للسيد رئيس الوزراء بواسطة لجنة الترشيحات تكرار لذات المنهج السابق من عدم الالتزام بالمعايير المتفق عليها في اختيار المرشحين، وان “ما تم عبر عن محاصصات حزبية دون إعطاء أي اعتبار لمعاني التنوع والتمييز الإيجابي، والتمثيل المتوازن للأقاليم الذي تتطلبه ضرورات مرحلة صناعة السلام الشامل والمستدام ومواجهة تحديات المرحلة، و أن عمليات التقييم أظهرت بعضا من المرشحين للمؤهلات والخبرات الأساسية المطلوبة لشغل المواقع.
عدم رضا
وبحسب المحلل السياسي عبد الرحمن ابو خريس فان حديث المهدي عن برنامج الحكومة الانتقالية من ناحية استراتيجية يعتبر بوادر انسلاخ عن اعلان قوى الحرية والتغيير كما انسلخ من نداء السودان.
وقال ابوخريس لـ”المجرة برس” ان المهدي غير راض عن سياسات “قحت” وقد ظهر ذلك في عدة مواقف وتصريحات للأمام عن عدم علمه بما يدور داخل قوى التغيير وانتقاده للمحاصصة التي مورست في اختيار وزراء الحكومة، واضاف: حزب الأمة حزب سياسي كبير وله توجه مقبول وخاض انتخابات سابقة وفاز بها، ولذلك يرى المهدى لما تواجههة قحت من خلافات انه لا يمكن أن ينساق وراء هذه الاحزاب الصغيرة وسيصبح في مواجهة الانصار، وزاد: استمرارية المهدي مع قحت ضعيفة.