Site icon المجرة برس

“سكة قلم” .. د.خالد مريود .. “العرجاء لي مراحا”

khallidmariod@gmail.com

السودان هذا الوطن الفسيح الممتد من أقاصي دار (اندوكا) غرباً، إلي فيافي وقفار (قرورة) شرقاً، ومن ربوع حلفا إلي (جودة) و(المابان، والكرمك وقيسان) جنوباً، يعتبر واحدا من أغني الدول العربية والأفريقية، و(أغني) هذه ليست ضرباً من الخيال، بل هي حقيقة ماثلة، حيث تقدر الثروة الحيوانية فيه ( أبقار، أغنام، ضأن، ابل، ماعز) بما يزيد عن ال(107) مليون رأس! نعم مئة وسبعة ملايين رأس من الماشية والنعم والخيرات التي تمشي علي أرضه. 30 مليون رأس من الأبقار، 37 مليون من الأغنام، 33 مليون رأس ماعز و3مليون رأس من الإبل، أضف إلي ذلك كله أكثر من 45 مليون من الدواجن هذا غير الثروة السمكية.
الا أننا وللأسف الشديد، نعيش واقعاً مغايرا تماماً من البؤس والجشع وانعدام الضمير، واقع يصعب تصديقه، يتحكم فيه حفنة من تجار الغفلة والمنتفعين، حيث يتجاوز سعر الخروف حاجز ال 20 ألف جنيه في الأعياد؛ بل أكثر بينما يصدر للخارج بأقل من ذلك بكثير.
لم تصدق آذاني ما سمعته، عندما حدثني احد التجار؛ عن طريق الصدفة، أن سعر الخروف السوداني خارج السودان، لا يتجاوز حاجز المائة دولار!! أي والله، فقط مائة دولار، وقليل يتجاوز ذلك بعشرة دولارات او اقل، بينما يباع داخليا أضعافا مضاعفة.. اذاً لماذا لا يباع للمواطن وبذات المبلغ (مائة دولار) هذا؟ لما ذا يحرم المواطن من خيرات بلاده ليستفيد غيره؟
حقيقة لم أجد مبرراً أو مسوغاً أو تحليلا؛ يقنعني بكيف تصدر ثروتنا لتباع بذلك الثمن البخس بينما يعاني المواطن ويدفع حصاد أسبوعه او شهره في (كيلو) فقط؟
انه الجشع سادتي.!! الجشع الذي جعل مجموعة من التجار، وفي لمحة بصر يوم وقفة عيد الأضحى المبارك، تقوم بشحن كل الوارد من الولايات إلى السعودية، ليعود بين عشية وضحاها، بعدما رفضته السلطات هناك لينطبق عليهم المثل السوداني (العرجاء لي مراحا).

Exit mobile version