تقرير – المجرة برس
السلام احد اولويات الحكومة الانتقالية التي وضعته ضمن مصفوفتها للفترة الانتقالية خلال الستة شهور الاولى من عمرها التي انطلقت في جولة مفاوضات بجوبا عاصمة دولة جنوب السودان حيث بدات المفاوضات بصورة مبشرة من خلال ما اعلنه رئيس الوفد الحكومي المفاوض نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو حميدتي من استعداده للتنازل عن منصبه في المجلس السيادي الانتقالي لصالح رئيس الحركة الشعبية شمال القائد عبد العزيز الحلو كما بشر ايضا حمدان جموع الشعب السوداني والثوار الذين يترقبون عملية السلام التي جعلوها احد مطلوبات الثورة وحكومتها حيث بشر الجميع بقوله ان السلام بات وشيكا وكل ذلك ليس رجما بالغيب او تلاعبا بعواطف الجماهير ولكن ذلك من المعطيات التي اتوجدت علي طاولة المفاوضات من خلال الدفع الثوري الكبير وتحولاته التي اتاحت ان يكون كل ذلك ممكنا وقد كان لحمدان الموقف الحاسم في هذه التحولات فضلا عن الجدية الكبيرة التي تحلى بها الوفد الحكومي المفاوض ورئيسه الذي لم يدَّخِر جُهْدا لتحقيق السلام او بابا اليه الا وطرقه ومن المعلوم ان هنالك العديد من الاعمال والمواقف التي تعجل بالسلام وتكسبه مصداقية عالية لازالة ازمة الثقة منها الاطمئنان المتبادل بين طرفي التفاوض ومايتركه في نفوس بعضهم البعض تجاه الالتزام بما يتم التوقيع عليه من بنود ويصادَق عليه من اتفاق .
لهذا كان للخبر الذي حملته الصحف الذي جاء في فحواه : ارجاع نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي لبعض السفراء بالخارجية الذين تم اعفاءهم من قبل المجلس العسكري الانتقالي السابق . كان هذا الخبر مؤشرا يؤكد التزام الجانب الحكومي ممثلا في رئيس وفده المفاوض بالعهود والمواثيق التي يتم المصادقة عليها بحيث مثلت هذه الخطوة اهمية بالغة لعملية التفاوض وتقوية السلام وفي ذات السياق كانت إشارة لمَّاحة للاطراف المتفاوضة . حيث كان السفير او السفراء الذين هم في حكم المشابهين له كانوا ضمن المحاصصات التي تمت وفق اتفاقية الدوحة وتم تعيينهم بموجب هذه الاتفاقية وهي تعتبر اتفاقية شرعية بنظر الوثيقة الدستورية الامر الذي يستوجب الالتزام بها والوفاء بعقودها .. كان موقفا موفقا ترك جميل الاثر في نفوس الذين لم يوقعوا بعد ، وترك انطباعا بجدية الحكومة في عملية السلام الجارية فاذا كانت تعمل علي المحافظة علي الاتفاقات السابقة مع الجماعات المشابهة من الالتزام بما تم من عهود ومواثيق معها ، الامر الذي يترك مساحة واسعة من الرضا في نفوس المفاوضين الجدد وايضا مع أولئك الذين وقعوا من قبل اتفاقات سلام ايدتها ووافقت عليها حكومة الثورة .
تدخل نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي حميدتي في ارجاع السفراء المعفين من الخارجية ممن تم استيعابهم نتيجة الاتفاقات السابقة والتي اجيزت من حكومة الفترة الانتقالية ، يعتبر انتصارا لقيمة الوفاء بالعهود والتزام المواثيق مما يشجع عزيمة الاطراف التي لم توقع بعد في المفاوضات الجارية علي الثقة وبث الاطمئنان في نفوسها لاختلاف الوضع الجديد ومن يفاوضون باسمه عما كان سابقا مما جعلهم يحسون بالفرق الكبير ببن العهدين خاصة وان الاشارة الواردة هنا من الوفاء بالعهود لم تأت من شخص عادي وانما من رئيس الوفد المفاوض بما له من رمزية راجحة ذات تأثير كبير في مجمل الاوضاع في البلاد بعد الثورة وهي مما يدعو الي تقوية اواصر الثقة ويبعث علي الاطمئنان في نفوس الاطراف المفاوضة التي باتت تعلم مقدار مايتحلى به الوضع الجديد من مصداقية تجلت من خلال رئيس الوفد الحكومي المفاوض بما ابداه من صدقية تجاه تحقيق السلام بما يحملها حملا هذه الحركات المسلحة لانجاح عملية التفاوض والوصول بها الي سلام دائم شامل يؤسس لعهد جديد من التعامل بين المكونات والكيانات المختلفة بالبلاد . لكل ذلك تدخل حميدتي لارجاع السفراء المعفيين من حركة التحرير والعدالة الذين سبق ان تم استيعابهم نتيجة المعالجات لتنفيذ اتفاق الدوحة لسلام دارفور ، يظل تدخلا ذكيا وإشارة ايجابية تصب في خانة تحقيق السلام الذي تجري المفاوضات حوله الان وايضا في استدامة السلام الذي تم الاتفاق حوله من قبل بين الحكومة السابقة وحركات الكفاح المسلح الموقعة علي اتفاقات تمت الموافقة عليها واجازتها باعتراف الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية الحالية.