ثمة اسئلة تفرض نفسها .. هل بالفعل هناك محاولات او ارهاصات لانقلاب عسكري حسبما راج على نطاق واسع، وما هي فرص نجاح اي تحرك من هذا القبيل، ومن اين يستمد من يطلقون الشائعات معلومات بوجود انقلاب وشيك او قريب؟.
الاجواء السياسية والظروف التي تعيشها البلاد بعد عام من انطلاق ثورة ديسمبر وقرابة الثلاثة اشهر من تكوين الحكومة الانتقالية هي ظروف اكثر ما يمكن ان نصفها بالهشاشة في الاوضاع .. هشاشة في تكوين هيكل الدولة وهشاشة في اوضاعها الاقتصادية وفي خططها وبرامجها للمعالجة وتطبيع الحياة، لكل ذلك تصبح هذه الاجواء مثار لكثير من الشائعات والاحتمالات والاقاويل؛ نتيجة لهذه الهشاشة والضعف في معالجة القضايا الاساسية للمواطنين . اشاعات مثل مارشح من محاولة انقلابية او كما صرح احد قيادات احزاب قوى الاعلان بانه نما الي علمه ان هنالك جهة ما تعمل علي احداث انقلاب او ما اعلنه محاولة انقلابية وشيكة، لاتخرج كما يراها البعض من باب هذه الاجواء التي تنتج مثل هذه الاقاويل والاشاعات، نتيجة لهذه الاوضاع المأزومة وهو ما كذبه الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، وأكد علي ان مثل هذه الأقاويل ما هي الا اشاعات وفرقعات اعلامية يحاول مطلقوها التشويس علي الراي العام . الا ان السؤال الاهم هو لماذا يتم اطلاق مثل هذه الشائعات ومن هو المستفيد من اطلاقها وما هي الفوائد المرجوة من سريانها بين المواطنين . ويتضح كل ذلك من خلال النظر الي واقع الأوضاع التي تعيشها البلاد لمعرفة من هو وراء هذه الشائعات ومن هو المستفيد منها . ويتضح ان هناك أزمات متراكمة ليس أهونها الاوضاع الاقتصادية المتأزمة التي يعيشها المواطن، من ضيق في المعيشة وانعدام للمواصلات وغيرها من ضروريات الحياة الاخرى التي قادت لمايشبه الثورة من احتجاجات ومظاهرات، بالاضافة الي ماينذر بتخريب الوثيقة الدستورية وخرقها بعدم تنفيذ بنودها واستحقاقاتها في تجاوز المدى الزمنى الذي حددته بانشاء المجلس التشريعي الذي تم بحجة التفاوض بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح ، السلام الذي اصبح هو نفسه مواجهة بمشكلات عويصة من خلال طلب الوسيط الجنوب افريقي بتأجيله عن مواقيته التي حان اجلها الي قريب الشهر، وهي كلها مشاكل تنذر بتفجر الأوضاع أو علي الأقل بهشاشتها بما يدعونا الي التفكير بان هنالك جهة ما مستفيدة من هذه الشائعات لصرف انظار الناس عن هذه الخيبات المتلاحقة، وهو مؤشر يقود الي الجهة المستفيدة من اطلاق مثل هذه الشائعات لاشغال الناس عن التفكير في اوضاعها المعيشية وازماتها المتلاحقة وصرفها عن التفكير في مجمل مآلات الاوضاع بالبلاد التي تتطور في كل يوم الي الاسوأ دون ادنى مؤشر بالحل او الانفراج.