لم يكن الفريق أول حميدتي نائب رئيس المجلس السيادي وقائد قوات الدعم السريع حاليآ قأئدآ معروفآ لدى الشعب السوداني آنذاك الإ بعد الخلاف الذي حدث بين الحكومة ممثلة في النظام السابق والزعيم موسى هلال حينما تمدد الأخير وأصبح مهدد حقيقي للمركز حيث اراد الوقوف لصف الحركات المسلحة ففطنت الحكومة لذلك، وسرعان ما يممت وجهها واصبحت تفكر بجدية في العمل علي بناء قوات من نفس طينة قوات حرس الحدود التي كان زعيمها موسى هلال ومن ثم توسيعها فيما بعد.
حيث بنيت هذه القوات وكانت ذات أهداف عسكرية محدودة الأزمنة والامكنة منها تطويع زعيم المحاميد وكسر شوكة التمرد ..
ولكن سرعان ما انتشرت هذه القوات وأصبحت ذات قوة ضاربة حققت بها انتصارات واسعة و كبيرة علي التمرد وبالتالي ارتفع واشتهر صيت حميدتي وعرفه الناس كقائد ميداني لقوات حققت مكاسب حقيقية علي ارض الواقع ..
حيث كانت هذه القوات تتبع لجهاز الأمن والمخابرات الوطني آنذاك والمسمى حاليا بجهاز المخابرات العامة وبعد نشوب خلاف بين حميدتي ومدير الجهاز الأسبق الفريق اول محمد عطا تم تحويلها للإشراف المباشر لرئاسة الجمهورية …
من هنا بدأت قصة هذا الرجل المثير للجدل كقائد سياسي
وخصوصا بعد مشاركة القوات السودانية في التحالف الخليجي في حرب اليمن حيث تم دعم هذه القوات بالمعدات والأموال حتي صارت قوة بحجم يجعلها تتمدد في كل ولايات السودان وبالتالي فرضت نفسها علي أن تكون جزء من أي حراك يحدث في السودان السياسي …
وكان دورها الأكبر في الساحة السياسية السودانية هو تصدرها المشهد من خلال دعمها الثورة السودانية التي أطاحت بالنظام السابق ولعبت دورآ اساسيآ في ذلك سوء كان ايجابي او سلبي …
ولكن كل هذا لم يشفع لهذا الرجل امام قوى الحرية والتغيير وأصبح الآن ظهره مكشوفآ تمامآ …
لأن مشاركته في الثورة بهذه الفعالية افقدته دعم الإسلاميين بجميع مكوناتهم كحاضنة سياسية وهو يريد بذلك أن يكسب قوى الحرية والتغيير ولكن لا جدوى لأن هذه القوى بنيت مشروعها السياسي علي شيطنة قوات الدعم السريع بالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون سند له حيث عملت علي تعبئة القوات النظامية الأخرى لكي ترى أن هنالك تمييز لقواته حتي يحدث شرخ بين المنظومة الأمنية ككل ..
وكذلك عملت علي شحن الحراك الثوري بسلبيه تجاه هذه القوات رغم كونهم شركائهم في الحكم حاليا كما عملت علي تأليب المجتمع الدولي لا سيما وصفها لهذه القوات بأنها مليشيات وقوات تنتهك حقوق الإنسان فضلا عن ذلك اتهامها بفض اعتصام القيادة العامة ويمكن ان يكون هذا الذي قصم ظهر البعير وعمل شرخ واضح في المجتمع ضد حميدتي وقواته ..
عبق أخير:
قد يكون مستقبل الجنرال حميدتي ومن معه في خطر اذا لم يعوا تماما أنهم في حوجه ماسه وحقيقية لحاضنة سياسية حقيقية يرتكزوا عليها غير قوى الحرية والتغيير التي اظهرت نوايها من خلال تائدها لبعض تقارير المنظمات الدولية التي تتهمهم فيها بصورة مباشرة وكثير من الوقائع التي تؤكد ذلك و في تقديري أن الحل الأمثل أمام حميدتي الان هو الرجوع لحاضنته التي خرج منها وغير ذلك سيجد نفسه مطوبآ للعدالة من حاضنته السياسية الحالية قبل المؤسسات العدلية الأخرى وفي هذه الحالة ام أن يستسلم او أن يرفع السلاح ويصبح متمرداً علي الدولة.