Site icon المجرة برس

القصة القصيرة اغنية الفرد لا صوت الجماعة .. عبدالقادر حيدر

<h5><span style&equals;"color&colon; &num;000080&semi;">و سؤال هل ما قرأته هو قصة قصيرة يستدعي الكثير؟ هذا الفن الماكر المراوغ، ما هو ؟ كيف اميزه ؟ هل هو سرد نثري أو حكائي ؟ أجل و لكن هو في ذلك لا يتميز عن الرواية أو الخرافة و الاسطورة &lpar; الاحاجي&rpar;&period; هل بكميته ؟ أي أنَّه يكتب في حدود الفيّ كلمة او ما يعادل عشرين و رقة ؟ هذا تعريف حيادي لا علاقة له بالابداع &period; كما أن الحجم قد يدخلنا في متاهة من نوع آخر، فقد يرص الكاتب عددا من الاسطر ليقول شيئا يمكن أن يقال في سطر واحد كما في &lpar;الققج&rpar;، كذلك قد تتوافر عناصر القصة القصيرة في عمل قد يتجاوز تلك العشرون صفحة المذكورة كما في أعمال انطوان تشيخوف و التي ما زال الجدل دائرا حولها بين النقاد بشأن تجنيسها هلي هي قصة قصيرة طويلة ام رواية قصيرة ؟ الحجم يكشف عن تداخل الاجناس، فالرواية قد تطول أو تقصر، كذلك القصة القصيرة قد تطول لتتماهي مع تقاليد الرواية، و قد تقصر حتي تقارب شعر الهايكو &period;<&sol;span><br &sol;>&NewLine;<span style&equals;"color&colon; &num;000080&semi;">اذن لابد من استقراء بنية القصة القصيرة عبر تاريخها، لتحديد هوية هذا الكم التراكمي من الجمال الذي ابدعه عباقرة الحرف عبر الزمن&period; و هنا يمكن القول بثقة ان القصة القصيرة هي &lpar; سرد نثري حكائي يكتب غالبا في عشرين صفحة أو أقل و لكن الأهم أنه سرد واحدي &rpar; اي أن القصة القصيرة غالبا ما تتمركز حول&colon;<&sol;span><br &sol;>&NewLine;<span style&equals;"color&colon; &num;000080&semi;">&&num;8211&semi; شخصية مركزية واحدة &comma; حتي لو صاحبتها شخصيات ثانوية اخري &period;<&sol;span><br &sol;>&NewLine;<span style&equals;"color&colon; &num;000080&semi;">&&num;8211&semi; حدث اساسي واحد&period;<&sol;span><br &sol;>&NewLine;<span style&equals;"color&colon; &num;000080&semi;">&&num;8211&semi; مشهد واحد &period;<&sol;span><br &sol;>&NewLine;<span style&equals;"color&colon; &num;000080&semi;">هي اذن لا تشتغل بمرض شخص ما منذ بدايته و رحلة علاجه، انما &lpar;بلحظة&rpar; موته مثلا &period; هي في ذلك تتجنب الاستطرادات و الشروحات و المقدمات &&num;8211&semi; ذاك ما يفعله كاتب الرواية- و يمكن تلخيص ذلك في &lpar; التكثيف، التكثيف، التكثيف، في الشخصيات، الحدث و المشهد&rpar; &period;<&sol;span><br &sol;>&NewLine;<span style&equals;"color&colon; &num;000080&semi;">قد تتمحور القصة حول شخصيتين و لكن تظل الصدارة لأحدهما، كذلك المشهد، اذ انه يمكن للقصة ان تستدعي مشاهد من الذاكرة او تقوم بعملية استرجاع أو استباق، الا ان الصدارة دائما ترتبط بمشهد رئيسي وحيد&period; لذا شئنا أم ابينا فالقصة القصيرة تحدد شخصياتها في أقل عدد ممكن &period;<&sol;span><&sol;h5>&NewLine;<h5><span style&equals;"color&colon; &num;ff0000&semi;">العنوان، الحبكة، الثيمة لاساسية<&sol;span><&sol;h5>&NewLine;<h5><span style&equals;"color&colon; &num;000080&semi;">قد يكون العنوان هو أول أو آخر ما يكتبه الكاتب، و هو قد يأخذ شكل المفرد او المركب الاضافي الوصفي الدال علي الحدث او البطل، وربما يعمد البعض الي التمويه و اخفاء هوية النص في العنوان، الا أنه يظل العتبة النصية الأولي التي تخلق علاقة مع خارج النص من ناحية، و مع جسد النص من ناحية أولي، من هنا تأتي أهميته، و هنا لابد من الأشارة الي أن العنوان الناجح يبتعد عن الجمل التامة نحويا و دلاليا، لأن هذا الاكتمال &&num;8211&semi; النحوي و الدلالي &&num;8211&semi; هو بمثابة اجهاض و قتل مباشر لاحتمال قيام اي علاقة بين القارئ و النص &period; نقص العنوان نحويا و دلاليا هو أول توتر جاذب لإيقاع القاري في شبكة القص &period;<&sol;span><br &sol;>&NewLine;<span style&equals;"color&colon; &num;000080&semi;">تظل الشحنة الفكرية و النفسية و الدلالية للعنوان قابعة في مكان ما في ذهنية القاري لتعينه علي الفهم و التأويل و هو يجتاز هذه العتبة ليدلف الي عتبة البداية التي تصدمه بتوتر جديد، عدد الاسئلة و التشوش و اللا انتظام والنقص هي ما يثير الاسئلة، تعرف القصة القصيرة بأنها ناقصة البداية&period; مثلا نجد بداية كهذه &lpar; وقفت في انتظار من لا يأتي، علمت جريمتي الكبري &period;&period;&rpar; مدخل أو بداية كهذه تستدعي و تخلق تشوشا كبير، عدد من الاسئلة، من هي ؟ أين وقفت؟ وما هي جريمتها و و و &&num;8230&semi;&period; هذا هو توتر البداية الذي ينقلنا الي الثيمة الاساسية للنص، هو دافع القارئ لمواصلة القراءة بحثا اجابات &period; ترتبط القيمة السردية للنص بعدد ما يفرضه من اسئلة و بمقدار ما يثير من فوضي في طبيعة الاشياء في افتتاحيته، يظل القارئ علي توتره هذا في توالي السرد و صيغته الدراماتيكية حتي تأتي لحظة التنوير الكاشفة في الخاتمة، القفلة، نقطة النهاية، ايا كان اسمها&period; بينها و البداية تظل الثيمة الاساسية هي الايقاع المتصاعد الذي يقود في هذا الطريق، و غالبا ما لا توافق النهاية البداية و هنا تأتي المفارقة التي اهتم بنسجها و حبكها عظماء القصة القصيرة، يضعون لها قوالب مميزة من تهكم و سخرية او فجيعة و لوعة، المفارقة هي جوهر القصة القصيرة و سر تميزها، و تظل العلاقة بين البداية و النهاية في القصة القصيرة في غالب الاحوال علاقة تضاد تنسج لوحة جمالية و تظهر كل منهما الاخري &period;<&sol;span><&sol;h5>&NewLine;<h5><span style&equals;"color&colon; &num;ff0000&semi;">الخاتمة<&sol;span><&sol;h5>&NewLine;<h5><span style&equals;"color&colon; &num;000080&semi;">النهاية هي زبدة النص وخلاصته، وكما ذكرنا قد تشكل لحظة التنوير و الكشف النهائي، كما أنها قد تأتي عادية في شكل اشارة تدل علي استمرار الحدث&period; أو قد تنتج اسئلة جديدة تجعل القاري في حالة استفزاز فكري لاستنباط الحلول &period;يبقي ان المفارقة في الخاتمة هي عنوان النص الناجح وأقوي عناصره التي تمكنه من الاستمرار في انتاج المعني&period;<&sol;span><&sol;h5>&NewLine;

Exit mobile version