في الفكر السياسي المتقدم يربط بين القاعدة والقيادة حبلان حبل سري وحبل اسرار الأول يقوم مقام شريان الحياة والثاني وريد الحيوية والتي ذروتها الثقة في الأداء والعطاء وحفظ أسرار الأمانة ومن أمانات الثورة الشعبية الشبابية الظافرة والمستقلة التي تحزبت في ليل بهيم دون أن يكون لها في ذلك لا إيد ولا كراع من اماناتها الغالية شعارها حرية سلام وعدالة ولما كان الشعار كما اشرنا إلي ذلك من قبل بأنه صيغة منتهي جموع الأهداف وبالتالي فان أهداف الثورة لاتقبل التطفيف ولا الخصخصة ولا الخساسة والتطرف الحزبي الاقصائي العرقي العنصري المبطن بالحرية والتغيير مثلما كان ذلك بالضبط مبطنا عرقيا وعنصريا بالتوجه الحضاري نعم أن من أخطر أهداف الثورة الحرية والاستقلالية والانعتاق والتحرر من براثن الشمولية والدكتاتورية ايا كان مصدرها دكتاتورية عسكرية فتاكة او مدنية أشد فتكا ومن الأدوات التي تروج لفجر الحرية والحريات الأجهزة الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي ولكن هذه الوسائل والأجهزة والوسائط تتطلب من يقف من خلفها ويضع سياساتها ويصيغ رسالتها فنيا يؤمن إيمانا كاملا بقدسية الحريات وحق التعبير وعدالته وبمبدأ الحرية لنا ولسوانا وسوانا هؤلاء هم حملة الراي والرأي الآخر حيث عرف عن هؤلاء في علم الاجتماع والسياسة المحترمة انهم يقولون الذي يعجبك والذي لايعجبك والذي تتعجب فيه فإن كنت قائد اجتماعيا او سياسيا حقيقيا فما عليك الا أن تتعامل مع هذه المسلمات السياسية بكل احترام وتقدير وفي هذا السياق نشهد بأن السيد وزير الثقافة والإعلام الأستاذ فيصل محمد صالح منذ لحظة توليه مهام التكليف قد وضع موجهات واضحة للسياسات الثقافية والإعلامية وهي سياسيات من وحي أهداف وموجهات أنفاس الثورة وأحكام الوثيقة الدستورية ولكن بكل أسف الموجهات والسياسات في واد والممارسة الإعلامية في واد آخر ففي ظل الحرية والتغيير ظهر ماهو أسوأ في السياسيات الإعلامية والبرامجية مما كان يحدث في النظام السابق فالنظام السابق صحيح مكّن وبشكل واضح لمن كانوا يعرفون بالمنظمين من الدرجة الأولي وليس ناس قرعتي راحت وزرع من كانوا يمارسون أبشع عمليات التلمذة و الوصايا الإعلامية والبرامجية بحق الكبار والصغار تحت ظل ذو ثلاث شعب الهيمنة والتخويف والتصنيف والاقصاء والأبعاد التعسفي هذه الأجواء اليوم والمتتبع للأجهزة والأداء الإعلامي مطبقة بالكربون والقدة والميزان والمسطرة كانك يا أبوزيد لاغزيت ولا شفت الغزو الدكتور لقمان احمد مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وهو من الإعلام السودانية البارزة الذي شق طريقة عن جدارة واقتدار في المجال حتي تبوء مواقع متقدمة بالإعلام الدولي فكان شرفا له ولنا السيد لقمان صرح في صحف الامس بأنه يهدف لبناء اعلام سوداني حر ومستقل يعتمد على الموارد الذاتية وإسناد دافع الضريبة السوداني والدور والدعم الفني للاصدقاء والاشقاء حديث السيد لقمان لمبشر ومبني علي الواقعية والموضوعية ولكن اكبر تحدي يواجه السيد لقمان داخل المؤسسات الإعلامية المسكوت عنه في المجالات الاجتماعية والسياسية والتحديات التاريخية لاستحقاقات السلام وفي مقدمتها الحقيقة في كل شئ أولا ثم المصالحة ثانيا الأمر الذي لايروق ومرفوض علنا ومبطنا من قبل عناصر ومرجعيات الدولة السودانية العميقة الرئيسية التي تسلمت تركة البلاد من الاستعمار وجيرتها وجيلتها بعد ان ألغت مبدأ المواطنة زهاء٦٤ عاما معتمدة بشكل أساسي علي الانقلابات العسكرية والانتخابات الديمقراطية والأطر الحزبية التاريخية المؤدلجة والانتفاضات الشعبية واخريات جميعها هي الادوات والآليات الذكية القابضة للدولة السودانية العميقة الرئيسية بل حتي فرعها الرئيسي ١٩٨٩ ٢٠١٩ نقول للسيد لقمان بأن التجارب التراكمية المريرة علمتنا بان الدولتين العميقتين وعناصرها الحزبية العرقية الاستعلائية عبر تأريخ تجربة الدولة وبمختلف مرجعياتها الذكية تقبل شركاء الوطن عاملين وموظفين فقط وفي أعلى الدرجات فمن حق اي مناضل ومناضلة أن يجرب والأرضة جربت الحج