الاهمال وضعف التنسيق الحكومي في التعامل الجدي للاحتراز الصحي من كورونا
المجرة
في الوقت الذي تكونت فيه لجنة عليا لتدابير السلامة الاحترازية من جائحة كورونا بعد اعلان مجلس الدفاع والامن الطوارئ الصحية بالبلاد وحتى بعد تحذير منظمة الصحة العالمية لافريقا ان تستعد لايام صعبة !! هذا التحذير الذي يفتح مخاوف القارة السمراء على توقع المجهول خاصة مع ضعف اغلب دولها في نظامه الصحي والعلاجي ؟! والسودان احد اضعف هذه الدول باعتراف وزير الصحة الذي اكد لقناة الجزيرة انه ورث نظام صحي وعلاجي منهار تماما !! ورغم هذا الاعتراف وعلي رغم ذلك التحذير من المنظمة الاممية فضلا عن اعلان الطوارئ الصحية الا ان الملاحظ هنالك اهمال واضح وعدم مبالاة من قبل الشعب والاجهزة الرسمية معا بخطورة الوباء القاتل !؟! ظهر اهمال الحكومة منذ معالجاتها الاولى لاول ازمة بخصوص اجراءات السلامة من المرض بالطريقة الغريبة التي اجلت بها العائدين من المعابر بين الحدود السودانية المصرية فضلا عن عدم عزل مخالطي الحالة الوحيدة التي اكد وزير الصحة وفاتها جراء جائحة كورونا !! وهي مؤشر لاهتمام الدولة ومتانة اجراءاتها بخصوص السلامة من الوباء القاتل يعكس مدى جديتها في النظرة لجائحة كورونا حيث بان عدم التنسيق بين الاجهزة المختصة لمعالجة الازمة ولم يعد سرا تسرب المئات من العائدين دون فحص او اي اجراء لمعرفة اماكن سكنهم واين يمكن ان يكون تواجدهم في الايام القليلة المقبلة !! وهو فشل قاتل يبين كيف تتعامل البلاد مع الوباء في الايام المقبلة خاصة اذا لا سمح الله بتحقق اسوأ مخاوف وتحذيرات منظمة الصحة العالمية والتي ربما تكامل لديها من المعلومات علي قلتها وقصر مدة دراسة الوباء القاتل مايحفز مخاوفها الي اصدار مثل هذا التحذير المخيف لدول القارة . وحينها لايجدي التلاوم اذا استمر ضعف الاجهزة الرسمية بهذا المنوال في مقابلة الازمة الا مزيدا من الموتى وضحايا المرض القاتل لايعقل ان تستهتر الدولة بهذا القدر بالمرض من خلال ما ظهر من تعاملها الميداني مع العائدين من المعابر بهذه الصورة اللامبالية من عدم الحزم والفعالية والتنسيق الامر الذي قاد الي تسربهم سواء في طريق عودتهم من البصات او حتى بعد وصولهم المواقع المخصصة للعزل الصحي تجلى في الغياب التام للخدمات وعدم وجود اي ادارة من ادارات الازمة لتوجيه العائدين ومراقبتهم حتى يتضح سليمهم من سقيمهم , هذا اذا اخذنا في الحسبان ان موقع الحجر هذا في قلب العاصمة حيث الوفرة والقرب من كل اماكن توفر الخدمات بما يعطينا لمحة عن كيف يمكن ان يكون عليه الحال اذا توسعت او تناءت مواقع العزل الصحي وكيف يرضى الاخرون بالذهاب الي مواقع العزل الصحي وهم ينظرون الي واقع التعامل مع من سبقوهم في هذا الجانب وهو ما تحقق من خلال رفض البقية القادمة الذين اجبروا سائقي البصات بالتوقف وهم علي مشارف ام درمان ونزلو من البصات التي تحملهم الي مواقع العزل وترسو الشارع استنكارا منهم ان يذهبوا الي المواقع المخصصة للعزل بل وقد هرب عدد كبير منهم ولك ان تتخيل حجم الكارثة اذا لا سمح الله ان احدهم كان موجبا لفايروس كورونا القاتل ؟؟! ما الذي يجعل اجهزة الدولة تخالف ما تقوله من كلام جميل حول الاستعداد للمرض ولا تعمل وفق ما تصدره من قرارات للسلامة ؟؟ هل هذه القرارات حقيقية لمجابهة الوباء القاتل ؟! ام انها للعالم الخارجي ؟! الا ان واقع الحال يؤشر الي عدم الاهمام والمبالاة من قبل الجميع وكأن هنالك شعورا داخليا باقتناعنا باننا محصنين مما اصاب العالم ؟! وهو وهم ان تلبس العامة فليس خليقا به ان يتلبس البقية ممن بهم مسكة من الوعي بالخطورة الداهمة للوباء المرعب القاتل !!؟!