كسلا تدابير احترازية لمواجهة خطر كورونا شملت إغلاق الحدود والتوقيف
المجرة
كورونا مرض قاتل ينتشر الفيروس المستجد (Covid 19) المسبب له بسرعة ويتوقع ان يتسبب في وفاة اعداد كبيرة من سكان العالم قد تصل إلى ١٠٪ من السكان، وسيؤدي الي انهيار وكساد اقتصادي حسب مؤشرات وتنبؤات لخبراء اقتصاد عالميين . ونظرا المخاطر الكبيرة الناجمة عن انتشار كورونا فقد شرعت ولايات البلاد المختلفة في إجراءات تحوطية لمنع دخول الوباء ورغم الأوضاع الصحية الهشة بمعظم الولايات وخاصة الحدودية إلا أن السلطات الولائية نفذت خطة بحسب ما أتيح لها من إمكانات محدودة للتصدي للوباء. وفي هذا الخصوص ولمقابلة المخاطر المحتملة التي يسببها الفيروس فقد شرعت ولاية كسلا في تطبيق حزمة ضوابط وإجراءات احترازية. و جاءت هذه الإجراءات التي كشف عنها والي كسلا اللواء محمود بابكر محمد همد تاكيدا للجهود الجادة لمنع تسرب المرض عبر الحدود خاصة ان كسلا ولاية حدودية وظلت تشهد تدفقات من اللاجئين والنازحين من دول الجوار كما تعتبر منطقة عبور الجريمة العابرة وجماعات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية والمخدرات والتهريب،فضلاً عن وجود معسكرات اللاجئين والنازحين بالمنطقة والتي شهدت ظهور حالات لأمراض مختلفة في السابق مثل حمى الكنكشة وغيرها. واقر الوالي بتسجيل ولاية كسلا عن حالة اشتباه واحدة بفيروس كورونا تم عزلها وإرسال عينة للمعمل القومي (إستاك) بالخرطوم، ويتوقع قريبًا معرفة نتيجة الفحص. وناشد المنظمات العاملة في معسكرات اللاجئين بالولاية أن يمتد عملها إلى المجتمع المضيف مؤكدا اتخاذ كافة الاحتياطات لمنع تسرب الوباء حسب الإجراءات الصحية التي تمنع التجمعات والاحتفالات كما تقوم الولاية بتوعية المواطنين بخطورة المرض عبر اللهجات المحلية والإعلام بوسائطة المختلفة. فيما طالب ناشطون الحكومة الاتحادية ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الوطنية والاجنبية العاملة في الحقل الانساني بمساعدة حكومة وشعب ولاية كسلا نسبة لموقعها الحدودي المتاخم لدولتي إريتريا واثيوبيا و تحيط بها عدد من معسكرات النزوح واللجوء والذين يعمل بعضم في عدد من الأنشطة ويختلطون بالمواطنين في رحلة عملهم اليومية. من فيما اشتكي المواطنون من خطورة الحدود المفتوحة مع دول الجوار الشرقي ودخولهم المباشر إلى عمق السودان عن طريق التبضع إلى جانب انفتاح حركة الرعاة بين تلك الدول جيئة وذهابا دون قيود الأمر الذي سيشكل خطورة على كل السودان في حال انتشار المرض. وحول الخطة والاستراتيجية التي أعدتها الولاية لمحاربة فيروس كورونا قال الوالي إن الولاية بحسبانها إحدى ولايات التماس أعدت خطة كاملة لمواجهة كورونا وذلك عبر عدة محاور أهمها ضبط الداخل والخارج عبر الحدود الواسعة وذلك بالتنسيق مع الأطواف العسكرية والسلطات الصحية وإدارة المعسكرات في محاولة لتوقيف الداخلين والخارجين منعًا للإصابة. وأوضح همد أن الولاية أعدت مواقع للاستقبال بها كشف مبدئي للفيروس في معسكرات اللاجئين وكذلك يتم التعامل مع المواطنين المحليين الموجودين في تلك المناطق من المزارعين والرعاة. وأكد اللواء همد أن مواقع الحجر الصحي يتم اختيارها وفق شروط وزارة الصحة وليست هناك أية خطورة على المواطنين، مضيفًا أن هذه التدابير ليست جديدة على الولاية التي تعاملت سابقًا مع حالات مشابهة. وتتخوف الولاية من فشل الاحتفالات بحصاد القمح نهاية الشهر الجاري بسبب كورونا. واشار الوالي الي أن الحدود مغلقة مع الجارة إريتريا حاليا وهنالك ترتيبات عبر معبر حمدايت مع إثيوبيا لمنع دخول فيروس كورونا عبر الحدود الشرقية، وقال إن الأيام المقبلة ستشهد فتح الحدود مع إريتريا بعد إجراء بعض الترتيبات. وتشكل تهديدات كورونا الصحية والاقتصادية تحديا كبيراً ليس على مستوى السودان فحسب وإنما على مستوى العالم الأمر الذي جعل ولايات السودان وفي مقدمتها ولاية كسلا الحدودية وضع تدابير وتحوطات احترازية لمجابهة خطر كورونا.