تبلغ حصة السودان من مياه النيل (20.5) مليار متر مكعب من مياه النيل، كما توفر الأنهار غير النيلية (7) مليار متر مكعب، إلى جانب (4) مليار متر مكعب من المياه الجوفية حسب تقدير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
يعتبر عدد من الخبراء في البيئة ان التغلبات المناخية غير المتوقعة والتي تنعكس تاثيرها علي معدلات هطول الامطار وتوزيعها وقصر موسم تساقط المطر يقود الي الجفاف والتصحر مايعني تعرية التربة وفقدان خصوبتها ومن ثم قلة انتاجها الذي يؤدي الفجوات الغذائية والمجاعات .
وتؤكد الارقام والحقائق عن المياه المتوافرة بالسودان من مصادرها المختلفة بالرغم من ان مؤشر نصيب الفرد يجعل السودان من الدول الآمنة مائياً الأ ان الواقع المعاش وما يتوقع من زيادة في السكان مستقبلاً يشير الي زيادة الطلب بصورة كبيرة تفوق المتوفر من المياه وبذلك يتوقع حدوث انكشاف مائي مستقبلا بسبب المتغيرات المناخية والاحتباس الاحراري أذا لم تطبق مشاريع ضبط زيادة ايرادات المياه.
ومع تغير الكثير من المواقف الدولية ودخول بعض المنظمات الدولية في مجال رسم السياسات المائية قد يتأثر السودان بما يجري التخطيط له من سياسات في دول المنبع فاذا لم يكن هنالك التفكير والتخطيط سيؤدي الي الضغط علي المصادر المتوفرة واستنزافها ومن ثم تعاني الاجيال الحالية والقادمة من نقص المياه.
ويرى المحلل السياسي الاستراتيجي دكتور محمد علي تورشين ان دخول اسرائيل غير المباشر في الصراع المائى بالتزامن الاحتباس الحراراي والتغيرات المناخية بين دول حوض النيل من خلال تمويل المشاريع وتوفير الخبرات يعطي المسألة الميائية بحوض النيل بعداً خطيرا حاليا ومستقبلا علي الامن الوطني السوداني وتاثيرا مباشرا او غير مباشرا من خلال الامن المائي .
ويؤكد الباحث الاكاديمي الخبير الرشيد ضوالبيت أن أكثر الموارد المائية وفرةً هي مياه الأمطار، وقد انخفض معدل هطول الأمطار السنوي في السودان منذ انفصال الجنوب من (1,060) مليار متر مكعب إلى حوالي (442) مليار متر مكعب.
وتُستخدم مياه الأمطار لزراعة حوالي (35) مليون فدان من الذرة البيضاء ومؤن الدخن والزراعة البعلية نصف التقنية وتتبخر معظم مياه الأمطار، بالرغم من أن بعضها يُعيد تغذية المياه الجوفية أو يجري في الجداول الموسمية.
ويضيف الخبير الرشيد ان على مستوى مستجمعات المياه،يوجد في السودان سبعة أحواض رئيسية أهمها نهر النيل مجاري المياه المؤسمية (الأخوار) التي تجري خلال موسم الامطار القصير ومياه مثل نهر القاش وبركة وخور أربعات في الشرق ووادي أزوم وجلول ووادي هور في دارفور وخور ابوحبل وفي جنوب كردفان .
وفي ذات السياق يؤكد الخبير في الغابات دكتور عبدالعظيم ميرغني ان هنالك بحيرات المياه العذبة مثل “الرهد، وكوندي، وكيلك، والأبيض في غرب السودان وهي غنية بالتنوع البيولوجي، وخاصة الطيور المائية واللافقاريات الدقيقة” ، بجانب البحيرات الموسمية في مناطقة مختلفة وتشمل بوطة ريا ، ام بادر والفولة وراس أمير وأم البقارة وكيبو وأندر و زيلي، والبحيرات البركانية في بركانيتان في جبل مرة (دريبة) وتلال ميدوب بالمالحة وهي بيحيرات مالحة.
ويعتبر الخبير الميرغني ان الاحتباس الحراري يؤثر علي الوديان الجبلية مثل وادي شلنغو، الذي يستنزف مساحة مستجمعات تبلغ حوالي 8,450 كيلومتر مربع على الجانب الغربي لجبال النوبة، ويمتد من الجنوب إلى الجنوب الغربي عبر تلال من الحجر الرملي لتصريفها في منطقة دلتا تبلغ مساحتها حوالي 2200 كيلومتر مربع حول نعيمة، وتُستنزف الحافة الجنوبية للدلتا بمجمع قناة الرقبة الزرقا، الذي يرتبط ببحر الغزال على بعد حوالي 150 كيلومتر عند مصب مدينة أبيي ويعتبر أربعات المجرى المائي الدائم الوحيد الذي يستنزف تلال البحر الأحمر، والينابيع الحارة التي تعتبر حمامات عكاشة عند ذيل بحيرة النوبة، الأسهل وصولاً، والينابيع الأخرى في كويلا (جبل مرة)، والحارة (وادي أزوم) وفي تلال ميدوب.
ويشير الخبير دكتورعبدالعظيم ميرغني ان السكان في السودان يعتمدون بشكل كلي تقريبا علي المياه الجوفية غير النيلية لانها المصدر الوحيد للمياه ويبلغ حجم المياه الجوفية المتوفير (900) مليار متر مكعب .
ويتشارك كلٌ من السودان ومصر وليبيا بخزان الحجر الرملي النوبي المائي، تتم إعادة تغذيته من نهر النيل في السودان بمساحة تغطي حوالي 29% من مساحة السودان،ويعتبر الخزان الأكثر أهمية في السودان للمياه الجوفية .