السؤال المفتاحي الاكبر.. لماذا نحن هنا.. وماهو المقصد؟عرفنا انواعا مختلفة للارهاب… لكن ماهو الارهاب الفكري باسم العلم؟!
كنت قد كتبت خلال الاعوام القليلة الماضية سلسلة ( المعرفة من يجرؤ) من اربع حلقات علي صفحات صحيفة (الوطن) والموقع العربي (ثقافات) حول المعرفة وحفرياتها وقد تنقلت مابين روادها ومفهومها كسلطة ومعاركها في مختلف مناهج العلوم واستحقاقاتها التي تطرق الأبواب بعنف بطريقة لم تترك لترتيباتها التي أمضتها تحكما في العلوم والمعلومات ان تظل كما خططت لها أطرا حاكمة للمعارف البشرية ومرجعيات للعلم والمعرفة.. مطلوبات (حفريات المعرفة) تصاعدت أهميتها مع الثورة العالمية الحاليه الكبري في تكنولوجيا الاتصال حيث زادت سرعة تبادل المعلومات والبحوث وتطور البرمجيات من أهمية هذه المطلوبات والرفع من سقفها في كل مرة كاستحقاق عاجل أدي الي ان يقفز التسأول بصورة يومية ثم ماذا بعد؟
لم تعد اطر الخلاصات القديمة للعلوم والمعارف الانسانيه لاسيما غير المحسومة او تلك التي تقوم علي احتمالية فرضيات منظرييها مقنعه في كثير من المناهج، ولم تفلح قبضة (سلطة المعرفة ) في المحافظة علي مقرراتها بهذه الفرضيات (المحنطة) مع الحركة المتصاعدة للحفريات التي لاتمل في البحث عن (الحقيقة المجردة) فنجدها اختطت طرق ووسائل ومنابر جديدة مكنتها من ان تسمع صوتها رقم محاولات (الإحاطة والتشكيك) في خلاصاتها التي هي بالطبع ستكون مخالفة للسائد وماهو معروف ومسلم به فهكذا هو حال الحفريات!!
وما عزز رغبتي وشهيتي في الكتابة هو كتاب (جوهر الحياة) لمولانا الشيخ النيل ابوقرون والذي هو مواصلة لجهود له سابقة افترع بها حفرياته المعرفيه والتي ابتدرها (بالتراث الاسلامي) مقدما منهج (العصمة النبوية) كشارح للقران وقراءة التراث الاسلامي خلص بها الي عدم قبول ما يخالف (عصمة النبي) صلوات ربي وبركاته عليه ووالديه واله التي هي مبينه وشارحه للقران العظيم بنص القران هلي ذلك تحديدا فهو المبعوث للهداية و الشرعه الي الله الذي يجب إتباعه لبلوغ الكمال الانساني الذي تمثل ذاته الشريفة قدوته الممدوحة ، فلا يصح ان يقال في حق النبي الاكرم انه يخطئ ، فالذي يخطئ هو المتبع له لان فعل وقول النبي الاعظم صلوات ربي وبركاته عليه ووالديه واله هو التشريع الذي يجب إتباعه لانه الاصح الذي يستحيل ان يخالف الحق جل وعلا او يتعارض مع القران العظيم .. ما اعظمها من مرجعية تعيد (تجاوزات) ماهو موجود في (التراث) في حق الانبياء الذين هم قمة اممهم الي (صراطه المستقيم) ويقدم خلاصات جديدة عارضها (بضجيج) جماعة النقل في معارك مشهورة ومجاهدة استمرت لسنوات واجه فيها كل محاولات اغتيال الشخصية كان اخرها ظفره بحكم قضائي حاسم لصالحه.. كنتيجة نهائية للمعركة التي نقلها هو (بحكمة) الي سوح القضاء ، وخلاصاته المختلفة هي بالطبع من اثر الحفريات وذلك لتمددها خارج الصندوق المعرفي (الموروث) الذي اعتادته الاجيال (…حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا.. )، واعقب ذلك بحفريات اخري مختلفة في جهده البحثي النادر في العام 2010 في قصة موسي عليه السلام وفرعون في كتابه الموسوم (نبي من بلاد السودان) والذي اعقبته كذلك عاصفة من الاهتمام المحلي والاقليمي متزامن مع اكتشافات شارلي بونيه واخرين لتعيد الانتباه للدور الحضاري لهذه البلاد وضرورة اكمال هذه الحفريات،وجهد ابوقرون في الحفريات المعرفيه فعل نادر وهو يؤكد ما سبق وان ذكرناه في الاجزاء الاولي من هذه السلسلة في ما قاله (لالومون) عن مدرسة ميشيل فوكو:انه لايمكن وضع ديباجه موحدة لمقرراتها البحثية ان كانت تاريخية او اجتماعيه او نفسيه وذلك لشمولها لانها تماثل عمل التنقيب في الارض بغرض تفكيك الخطاب الذي انتجته حقبة معينة لفرز المعرفة وحدها عن ما سواها، الا ان ما يميز مراجعات الشيخ النيل بصورة واضحة انها ورقم تنوعها وتعدد ساحاتها تعتصم بمرجعية واحدة وهي ان الانبياء عليهم السلام هم القمم في اممهم وتهتدي بمقصد وهو الاخلاق وهذا هو الامر المدهش الذي سيكتشفه الناس عندما يقبلوا عليها بحيادية خاصة انه يقدم مرجعية لادواته البحثية يمكن للمهتم ان يقييم منتوجها المعرفي بناء عليها.
يؤكد كتاب الشيخ النيل ابوقرون (جوهر الحياة) الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت :ان الرسالة الخاتمة جاءت لرفعة الانسان وخلق المجتمع الفاضل فهي مؤيدة ومبينة لماسبق من الرسالات وكذلك التقدم العلمي والاكتشافات التي تؤدي الي تطور الحياة الدنيا وتسهيل المهام فيها،وتوجب احترام اصحاب التقدم العلمي والاهتمام بالتطور والاختراع المادي الذي يفيد الحياة البشرية علي الا يكون ذلك علي حساب (الثوابت من الاخلاق) والسمو الروحي والا يقصد به (الطعن) في ما جاء به الرسل عليهم السلام من عند الله. فالاكتشافات العلمية والتطور المادي مرتبط بتحسين هذه الحياة الدنيا،فلا حاجه للناس ان يجنح به اصحابه لحرب المعتقدات والايمان، فحفريات الشيخ النيل ابوقرون المعرفية المتنوعه في كتاب (جوهر الحياة) تبرز بوضوح الارهاب الفكري باسم العلم وتبين خطورة الخضوع الكامل اليوم لسطوة كل مايسمي علما وما وصل اليه العلم الحديث رغم ما اثبته واعاد التأكيد عليه من احترام جهود البحث العلمي الصادقة غير المتجاوزة للاخلاق والتي هي (لخير البشرية) مؤكدا ان المقصود بالعلم النافع ماهو الا الدعوة لخلق المجتمع الفاضل الذي تسود فيه مكارم الاخلاق ومعرفة الخالق ومعرفة النفس لان من عرف نفسه عرف ربه، ومحال ان يكون هناك علم يقصد به سعادة الانسان وخلق مجتمع الحب والسلام وصاحب هذا العلم يبدا الانسانية باكبر كذبة كونية لايستحي من افشائها!!! ومن ثم الخلاصة المهمة.. ليس في ادعاء هذا الامر الا اظهار القوة للاستعلاء علي بقية الامم وهو الارهاب الفكري الكوني.
ولعلنا اليوم ونحن نشهد احداث هذه الجائحه الكونية التي كشفت الكثير ادعي للانتباه والتدبر وهو المطلب الالهي الدائم للانسان الخليفة في الارض بان يتدبر ويتفكر ويتبصر .. فيقدم الكتاب امثلة لهذا (الارهاب الفكري باسم العلم) مثل : النقاش المتواصل والخلاف المتاجج حتي يومنا هذا عن حقيقة صعود الانسان الي القمر، فالمصدق استند علي خبر حادثة يري كثيرون انه لم يقم عليها دليل قاطع وصارت مجال للتشكيك من علماء انداد اخرين لنصف قرن من الزمان، وبالتالي سوف يقبل منهم كل ما يقولون لانهم قد صاروا في نظره واعتقاده اصحاب العلم والتصريف في الكون وهذا هو الارهاب الفكري باسم العلم الذي يجعل الانسان منحازا لما يقولون وينبري للدفاع الاعمي عن اباطيلهم دون تدبر وذلك ليس بعيد عن قوله تعالي: (… سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم) ووفقا له بان هذه الاية لاتنحصر في سحرة فرعون والا لصار القران غير صالح لكل زمان..ومن صدقهم في ذلك سيصدقهم بان الشمس ثابتة،وهنا عليه ان ينتبه الي انه بهذه الحالة سيكذب الله تعالي في قوله (والشمس تجري)!! حتي لو فرضنا صحتها فما هي الفائدة المرجوة منها لهذه الارض لخلق مجتمع الحب والسلام وليس في ادعاء الامر الا اظهار القوة للاستعلاء علي الامم، ويتسأل الشيخ ابوقرون عن الفائدة التي جنتها الانسانية من القنبلة الذرية مثلا وعن مصلحة الانسان البسيط في كل ذلك وفي رفعة مستوي الحياة من الفقر الذي يسود اكثر الامم.. ويؤكد ان الامر ماهو الا القفز من جانبهم الي استحقاقات هذا الارهاب العلمي بان الكون شاسع يزدجم بالمجرات والكواكب وان الارض لاتكاد تري والايحاء بان لاقيمة لها وان الهدي الالهي فكر بشري بائس وناقص و لامكان له في عالم اليوم.. بينما الارض هي الاهم في الوجود..(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخري) وفيها اهم ما خلق الله وهو الانسان الذي كرمه وفضله ونفخ فيه من روحه وجعله خليفة فيها فهي دار القرار في النشأة الاخري (..خالدين فيها ما دامت السماوات والارض)..لايهام الناس بالسكن علي كوكب المريخ وغير ذلك، فليس في قصدهم اخر الامر انشاء المجتمع الفاضل ولا الحياة التي يتمناها الانسان من السعادة علي هذه الارض بل قصد السيطرة الفكرية علي عقول الناس وانكار الهدي الالهي والرسالات وماجاءت به الرسل ثم انكار الخالق وهو امر لايفيد بشئ كما ان الاصرار علي مقولات معينة في العلم علي اساس صحتها المطلقة يعد ايضا من انواع الارهاب الفكري وللانسان كامل الحرية للقبول او الرفض او النقاش حولها دون اجبار.
ويعزز الشيخ النيل من الامثلة التي توضح الارهاب باسم العلم كالجدال العالمي المتزايد يوما بعد يوم.. حول (الارض المسطحه) والذي هو عنوان لحركة المناهضة العالمية المتناميه علي ما تؤكده وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) التي تقول بانها (كروية) ويدعم ذلك كل ارث العلوم والمناهج ومؤسساتها!! وعليه ان عدم الخوض في المسكوت عنه بسبب الارهاب العلمي والخضوع لسطوة كل مايسمي علما امر يجعل الانسان مقلدا مثل ببغاء مرددا مايرغبون لايجرؤ علي مخالفة الذين عمدوه بالشهادات العلمية ، ولايشك للحظة ان التزوير قد يطال العلوم واهلها !! فاذا كان الله سبحانه وتعالي يقول ان الارض مسطحه (والي الارض كيف سطحت ) ولها اطراف (اولم يروا انا ناتي الارض ننقصها من اطرافها) وهم يقولون بانها كرة وقال تعالي ( والارض فرشناها) وايضا ( والارض مددناها).
يواصل كتاب (جوهرالحياة) في ايراد امثلة الارهاب باسم العلم في جوانب اخري كالتغذية والصحة مثل التحذير الشديد الخاطئ لمخاطر الدهون الحيوانية علي صحة الانسان بطريقة تؤدي الي حرمانه منها، فالحرمان كان هو العقاب الالهي علي بغي بني اسرائيل (..ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها الا ماحملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون)… لانه جاء في الحديث (لم يستشف الناس بافضل من السمن) فمن افضل الغذاء بل الدواء هو السمن والشحوم الحيوانية الا ان الارهاب الفكري باسم العلم طغي علي الناس حتي صدقوا من قال ان العلم الحديث يرفض هذا العلم الالهي!! وان الدهون تفتك بالانسان ورجح الناس كفة العلم الحديث سنين عددا حتي اتضح لهم اخيرا ان الحق هو ماجاء من عند الله والاعتراف المتأخر بانها من افضل الغذاء بل والدواء كذلك والقصد منها ابعاد الناس عن الغذاء المفيد لتكثرالعلل..
المقولة الشهيرة لاشي يبقي علي حاله وخير الهدي …”ويبقي وجه ربك ذو الجلال والاكرام” وهو تدبر ضروري لتبيان مرجعية الامر والتفكر في سنن الله في الناس والارض ، فما شهدته البشرية في العقود الاخيرة يؤشر منذ مدة دخولنا مراحل لو تبصرنا وتدبرنا في سنن الله في الامم السابقة لبتنا اكثر يقينا باننا علي ابواب استحقاق وهو ما ظل يحدث علي الدوام علي امتداد القرون منذ بداية الاستخلاف البشري للارض ، كان في ما اعقب دعاء نوح عليه السلام الذي سبق الطوفان (..اني مغلوب فانتصر) مرورا بغلبة السحر في زمان موسي عليه السلام الذي هزمه بعصاه وتسليم من كان يدعي (انا ربكم الاعلي) ، وفي تقدم الطب والعلوم في زمان عيسي عليه السلام والذي اعجزهم باحياء الموتي وابراء الاكمة والابرص…ولكل مأخوذ بالتقدم التكنولوجي الهائل الذي وصله العالم الان ان ينتبه ويتدبر الي ما فعله ذلك :العبد الصالح الذي عنده علما “من الكتاب” بعرش بلقيس في زمان سليمان عليه السلام (وهو احد تلاميذه)…وهوفعل لم يجاري او يماثل منذ ذلك الزمان السحيق!! لم تستطيع تكنولوجيا اليوم..رغم ادعاءات التفوق بدرجة تصل لمرتبة التقديس..لم تستطيع بلوغ درجته ومستواه في الاعجاز!! فاستحقاق التدبر والتفكر والانتباهة يجب ان ينصب في حديث الصادق الذي لاينطق عن الهوي ولايقول الا حقا لانه حق…”…وشهدوا ان الرسول حق” وافادات نبي الرسالة السماوية الخاتمة صلوات ربي وبركاته عليه و والديه واله ( ما اوذي احدا مثل ما اوذيت) هذه هي (المعركة الكونية الكبري) التي تتقزم دونها كل المعارك الصغري لتعيد الامر لمرجعيته الاصلية…مرجعية الغيب الالهي الكبري في كل زمان ومكان بعد ان تتنكب امراض النفس والتسلط (بالانسان الخليفة) ليطغي مخالفا للهدي منازعا لقانون الاخلاق الالهي.
لم تعد اطر الخلاصات القديمة للعلوم والمعارف الانسانيه لاسيما غير المحسومة او تلك التي تقوم علي احتمالية فرضيات منظرييها مقنعه في كثير من المناهج، ولم تفلح قبضة (سلطة المعرفة ) في المحافظة علي مقرراتها بهذه الفرضيات (المحنطة) مع الحركة المتصاعدة للحفريات التي لاتمل في البحث عن (الحقيقة المجردة) فنجدها اختطت طرق ووسائل ومنابر جديدة مكنتها من ان تسمع صوتها رقم محاولات (الإحاطة والتشكيك) في خلاصاتها التي هي بالطبع ستكون مخالفة للسائد وماهو معروف ومسلم به فهكذا هو حال الحفريات!!
يواصل كتاب (جوهرالحياة) في ايراد امثلة الارهاب باسم العلم في جوانب اخري كالتغذية والصحة مثل التحذير الشديد الخاطئ لمخاطر الدهون الحيوانية علي صحة الانسان بطريقة تؤدي الي حرمانه منها، فالحرمان كان هو العقاب الالهي علي بغي بني اسرائيل (..ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها الا ماحملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون)… لانه جاء في الحديث (لم يستشف الناس بافضل من السمن) فمن افضل الغذاء بل الدواء هو السمن والشحوم الحيوانية الا ان الارهاب الفكري باسم العلم طغي علي الناس حتي صدقوا من قال ان العلم الحديث يرفض هذا العلم الالهي!! وان الدهون تفتك بالانسان ورجح الناس كفة العلم الحديث سنين عددا حتي اتضح لهم اخيرا ان الحق هو ماجاء من عند الله والاعتراف المتأخر بانها من افضل الغذاء بل والدواء كذلك والقصد منها ابعاد الناس عن الغذاء المفيد لتكثرالعلل..