انتقد محللون سياسيون تسرع الحكومة الانتقالية باعلانها الحظر الشامل بولاية الخرطوم اعتبارا من السبت القادم بسبب تخوفها من انتشار مرض كورونا بالخرطوم وانتقاله الى الولايات الأخرى.
واكد المحللون عدم جاهزية الحكومة لاعلان الحجر. اقتصاديا كما انها غير قادرة على ضبط اسعار المواد الاولية في ظل تصاعد الطلب من قبل المستهلك مضيفين ان الحكومة لم تقم باتخاذ اية اجراءات لدعم المواطنين وفي السياق أشار محللون الى عدم جاهزية وزارة الصحة لمقاومة فيروس كورونا منوهين الى انه وبالرغم من خطورة الموقف لا يوجد في الافق اي مسعى من الحكومة لاتخاذ خطوات عملية وعلمية لمحاصرة كورونا اقلها ادوية ومواد ومعدات كاشفة عن الاصابة.
واوضح محلل سياسي انه (من سابع المستحيلات أن تستطيع الدولة أو أي دولة في العالم تطبيق حظر التجول الكامل”24 ساعة” لمدة 5 أيام ناهيك عن ثلاثة أسابيع كما أعلن هؤلاء الذين لا يقرأون الواقع في الخرطوم مضيفا بان حتى في الدول الغنية لا يستطيع كل أفراد الشعب شراء المواد الغذائية لكل هذه الفترة وفي أي دولة فقراء). وأضاف وبالنسبة للسودان الوضع كارثي، وإن طبق الحظر دون السماح بعدد ساعات معينة للشعب لشراء إحتياجاته الضرورية ستحدث كارثةوسيتم كسر حظر التجول وسيخرج الشعب بالقوة للشوارع وينهبون المحلات تماماً كما حدث بالأمس في دولة جنوب أفريقيا وليس كل الأسر تملك المال وهناك من يعملون رزق اليوم باليوم.!). وزاد بقوله ( العاصمة الآن فيها أعداد مهولة من سكان الأقاليم إنقطعت بهم السبل دون العودة لأهلهم لأن القرار طبق عشوائياً وبفترة سماح 72 ساعة فقط قبل سريانه والقانون يكفل لأي مواطن أن يعود لمحل إقامته ومن السهولة بمكان تسفير البصات بنصف أو ثلث عدد ركابها لوجود مسافة بين كل راكب واخر كما تفعل كل الدول الغربية هنا.!).
من جهته انتقد خبير في طب المجتمع حديث وزير الصحة الذي ذكر فيه أن البلاد بها ٧٢ من أجهزة التنفس الإصطناعي لمجابهة جائحة كورونا مؤكدا ان هذا العدد لايفي بمتطلبات المرحلة الحرجة التي يمر بها السودان والتى تحتاج إلى تدابير كثيرة للحد من انتشار وباء كورونا.
وأوضح الخبير ان مثل هذه الأحاديث لاتبعث على التفاؤل وتشيع حالة من الإحباط في اوساط المواطنين داعيا المسؤولين في الحكومة الانتقالية للكف عن إرسال الإشارات السالبة خاصة تلك المتعلقة بالاوضاع الصحية بالبلاد وقال إن السودان تنقصه أجهزة التشخيص المتطورة والمعامل الحديثة التي تكشف عن مرض كورونا مشددا على ضرورة إهتمام حكومة حمدوك بالقطاع الصحي والذي ظل مهملاً منذ عهد النظام السابق .
وأبان الخبير في طب المجتمع أنه بحديث وزير الصحة فإن السودان ليس جاهزا فقط لفيروس كورونا وإنما غير جاهز حتى لحالات الالتهاب الرئوي الحاد التي تتطلب أجهزة تنفس إصطناعي معربا عن دهشته واستغرابه لعدم انتباه المسؤولين في الدولة لما يعانيه القطاع الصحي من إهمال وهو ما قد يتسبب في ازدياد حالات الإصابة بوباء كورونا مشيرا الي هروب بعض المواطنين من مراكز الحجر والعزل الصحي بسبب عدم توفر الامكانيات والرعاية الطبية الجيدة وقال انه إذا إستمر الحال في مجال الصحة على ماهو عليه فإن المواطنين سيواجهون مصيراً مجهولاً غير مأمون النتائج.