Site icon المجرة برس

سهير عبد الرحيم : الكارثة القادمة

المجرة برس – الانتباهة اون لاين
قلت لكم في هذه المساحة يوم أمس إن هنالك سيناريوهات سيئة قادمة لا محالة، وان تلك السيناريوهات لا يعلم عنها المواطن ولا يتوقعها ، أبرزها اننا سنصل مرحلة إحجام نسبة من الطواقم الطبية عن العمل .
الإحجام لن يكون بسبب حنث الطواقم بقسم ابوقراط وتخليهم عن المرضى أو جبن في مواجهة الفايروس، ولكن سيكون بسبب عدم تأكدهم من تأمين انفسهم من قبل وزارة الصحة .
أي بمعنى عدم ضمان اجراءات السلامة والوقاية لهم و فشل الوزارة في طمأنتهم بوجود فرص علاج كافية لهم ان اصابهم الفيروس وهو المتوقع لجهة ارتفاع نسبة انتقال العدوى لعدد من الكوادر الطبية في كل العالم وليس السودان وحده .
موضوع عدم توفير الوقاية والعلاج ليس الأبرز لإحجام الطواقم الطبية المتوقع ، ولكن السبب الاول والمباشر شعور عدد كبير من العاملين في المجال الصحي انهم سيكونون الناقل الأول للفيروس لأهاليهم .
هنالك من له أب مسن وأم قد تقدم بها العمر او شقيقة تعاني من مناعة ضعيفة أو شقيق مصاب بالأزمة او مشاكل قديمة في الجهاز التنفسي .
وهنالك ايضاً من له أطفال صغار وزوجة ومن لها زوج مريض او اطفال في اعمار صغيرة يعانون من نقص طبيعي في جهاز المناعة .
وغير ذلك من الأمثلة للعاملين في المجال الطبي بمختلف درجاتهم وتخصصاتهم و وظائفهم تجاه معاينة المرضى والاهتمام بهم والفحص وغيرها ، الذين يصارعون شعوراً عميقاً بأنهم سيكونون مصدر نقل العدوى من المستشفيات والمراكز الصحية وأماكن عملهم الى منازلهم .
في احد المستشفيات التي شهدت انتقال العدوى مؤخراً ، اتصلت والدة إحدى الطبيبات بابنتها وقالت لها 🙁 ما عافية منك أكان قعدتي لحظة تانية واحدة في المستشفى دي)، وهكذا يتنازع الاطباء بين الواجب المهني المقدس وبين والدة او والد يربط عفوه ورضاه بالعودة الى المنزل، او زوج يحلف طلاق على زوجته بأن لا تخرج للعمل لأنها ستنقل العدوى لأطفاله .
لكل ما سبق يبقى الواجب الاول حالياً تجاه الدولة ووزارة الصحة توجيه ميزانية مقدرة لحماية الطواقم الطبية ورفع درجة استعدادها، فالعاملون في الحقل الصحي هم في خطوط الدفاع الاولى وما لم تتم حمايتهم فسينهار خط الدفاع وستدخل الكثير من الاهداف في مرمى وزارة الصحة.
خارج السور :
بعض الطبيبات يسعين هذه الايام لإيجار عدد من الشقق المفروشة بأرقام فلكية وذلك لتجنب نقل العدوى لاهاليهم، اين رجال الاعمال في السودان من مثل هذه المبادرات الانسانية لماذا لا يفرغ احدهم ابراجه لتوفير سكن مناسب للعاملين في الحقل الطبي، متى يستيقظ رجال الاعمال في السودان لأجل الوطن.

الانتباهة

Exit mobile version