ليس غريباً بأن يبيع الصادق المهدي نفسه ِ ومواقفه ِ وأن يتنازل عن قراراته ِ ، فهذا الرجل أصبح يدمن ذلك النوع من الرشوة السياسية، ما أن تندلّع في عهد النظام الجبهة اللأسوموية، ظلّ يصرخ لاتباعه مندداً بحرارة النضال، حتي يبرد أمام قيمة الرشوة ؛ هكذا يتثعلب في الساحة السياسية العاتمة ليصور نفسه أباً للنضال الوطني. لكن الحقيقة ما هو ألا أسُ للأزمة الجيوسياسية في الوطن، منذ خروج المحتل أصبح هو وطائفته مهدداً للصحوة السياسية يعزفون علي اوتار الخيانة، يصحون من اجل قضايا نافدة.
اعتقد بأن مقياس حزب الأمة كحزب طائفي، لا يضيف رصيداً سياسياً ،بل يكون خصماً علي روح السياسة، فالحزب الذي يكن بمثابة طائفة هندوسية تقدس آله لا يضر ولا ينفع تثبت مدي الجهل الإنساني، وكذلك طائفة حزب الامة تقدس تاريخ ملوث و تنقّب عن بطولات كرتونية لأجل اثبات وإيهام الجهلاء بعظمة القائد وزمرته، إنه الجهل في أبهى صوره ِ ،الصادق المهدي، الذي قال مقولته ِ حينما خرج الشباب يتحدون اجهزة ومرتزقة النظام«هذه بوخة مرقة» ليس غريباً بأن تخرج هذه الجملة التي توضح مدي العُهر السياسي، العُهر الذي ظل يضاجع النفاق حتي انجب لنا من بعد ” البوخة“ اجهاض سياسي متناسل، ماذا يريد هذا الكاهن السياسي ..؟ متي تآتي خشية الله عليه ليتوب عن ذنبوبه ؟ ،الجيل الذي ولد في عهد الانقاذ واسقط الانقاذ وضع الصادق المهدي في مقبرة النفي السياسي، فقد سقط في اعين الاحرار، سقط لانه ساقط منذ ولادته في قصور السياسة البرجوازية.
ليس غريباً أن يخرج من مكونات الثورة وهو كان يستهزأ بالثورة وينتقضها ،فقد فعل ذلك في الثورات السابقة، وجاء يفعل نفس الاسلوب في هذه الثورة، اخرج غير مؤسفاً عليك، فأنت لا تسوي قطرة من دماء الاحرار، وابحث عن ارتزاقك وانه الفصل ما بين الذي رضعة الاستبداد وما بين الذي فطم نفسه عن الاستبداد، والذي يركع للعبودية لن يطالب بالحرية..