ايضا بدات بذات الواو هي واو منصور خالد عندما سالت الدكتور عبدالله علي ابراهيم عن سر الواو في مجموعة مقالاته (ومنصور خالد ) والتي طبعت كتابا من دار المصورات ضحك الرجل وقال هذه واو الحلبية لكنه استطرد انها واو عمر الحاج موسى الشهيرة في خطابه الاشهر الاخير عندما قال جيناك حجل وشوتال وملفحة وووووومنصور خالد من هذه الواو ابدا بعض التداعي عن هذا الرجل فمنصور خالد وحسن الترابي ومحمود محمد طه اجتمعوا في صفة واحدة اثارة الجدل بين مجالس الصفوة والعامة بين مؤيد ومعارض وبين محب ورافض اصلا لوجود الشخص منهم لكن والحق يقال انه رغم مايكون ظاهرا من تناقضات في الرجل الا انه متميز وخاص الحضور بين اقرانه وحتى ممن سبقه فلمنصور خالد قدرات خاصة في اكتشاف اصحاب الراي والفكر مبكرة واقول اكتشاف فالكثير من اطباء اليوم مثلا خاصة جيل الستينات درس على يد الراحل العلامة التجاني الماحي لكن لم يستفيدوا من كل قدرات ومعارف الرجل فقط لانهم لم يكتشفوها والبعض ذكر لي ذلك ويعضون على اصابع الندم لانهم اضاعوا فرصة لا تعوض ،لكن منصور خالد كما ذكر الطيب صالح عندما نعى الراحل جمال محمد احمد قال كان منصور خالد اعرفنا بالرجل فتقرب منه والتصق به وكانت هذه في بواكير منصور خالد قدرة حباه بها الله تشبه الفراسة البدوية في معرفة اصحاب الفكر والشان والقرار نهل من جمال محمد احمد الكثير من الصفات والمعارف الانسانية واهمها استغلالية الراي والدفاع عنه بقوة، لكنه لاحقا وعندما كان وزيرا للخارجية اخذ منه ميله ودفاعه عن الافريقانية فكانت الادارة الافريقية بوزارة الخارجيه التي اسهم في هيكلتها وبنائها الدبلوماسي منصور خالد ، الدكتور عبدالله علي ابراهيم يرى ان سر تقارب منصور خالد بعبدالله خليل هو عدم قدرته على اقتحام الطائفتين وقتها لكن اغلب الظن ان منصور راى في عبد الله خليل وقتها ماراه في جمال مع اختلاف المراكز والمواقع لكن المهم ان وجوده في مكتب عبدالله خليل ساعده في خلق شخصية مستقلة ومتعمقة في قراءت الواقع السوداني لا ينكر احد ان منصور خالد نشا في بيت ديني كبير لكن لحداثة الدراسة ولفترته وظرفه التاريخي اوائل الخمسينات وحتى ما بعدها وم اشهده العالم من حركات تحرر ذهب الى اسباب الاستعمار وكيف ان الغرب بعجلة التقدم وثورته الصناعية والزراعية وفكره الاستعماري ورث تلك الشعوب فكان متجدد الرؤية في معالجة المجتمعات المستعمرة بما فيها السودان والميل للانتاج والعمل مستصحبا معه التخلف الفكري وجلوس العامة والخاصة تحت اصحاب النفوذ الديني او الطائفي دون وجود اي عقل انتاجي يحرك عجلة البلد وهذا مما نعاني منه حتى يومنا هذا ورغم ان معاركه مع الماركسية كانت كبيرة والمساجلات بينه والحزب الشيوعي السوداني اكبر الا ان عبدالله علي ابراهيم ذكر لي ان افضل مما كتب منصور خالد هو سفره (حوار مع الصفوة) سلسلة مقالات الايام ، ان من اميز قدرات الرجل الاستباقية ايضا صداقاته مع بعض الشخصيات التي جمعته بيها اما ظروف الدراسة او ظروف العمل مثل بوتفليقة والاخضر الابراهيمي ونبيل شعث، وغيرهم لكن هذا يؤكد ان منصور لم يكن فقط افريقاني بل كان عروبي ايضا وهذا ما ذكره لي مجموعة من السفراء مثل الصديق السفير سيد الطيب الذي دخل الخارجية على ايامه ومن مزايا الرجل صرامته في اختيار من يعمل معه فهو لا يميل لانصاف المواهب ولا الحلول خاصة في العمل الدبلوماسي فكان صارما جدا في اختار السفراء ‘ان من اهم صفات منصور خالد هو عدم انسياقه ورى القطيع وهي النظرية الاولى في مجتمعات العالم الثالث وهو ماقاله جوستاف لوبون ان العظماء فقط لا يكونوا جزء من سايكولوجيا الجماهير التي تشبه الغوغائية والادراك المتاخر لحقائق الاشياء لذلك عندما تستمع او تقراء الى منصور فانت تعيد اكتشاف ابن القيم وابن رشد وابن حزم الاندلسي وتعيد قراءة التفاسير بشكل اثقب ان النقطه على الحرف عنده لاتعنى مجرد شكل زخرفي لتمييز الحرف من غيره لكنها تعني ملايين الذرات من المعاني التي تسقط منا يوميا حتى ونحن نقرا القران ،اكثر الناس يرون ان ذهاب منصور لمهاجمه مايو في كتبه النخبة السودانية ولا خير فينا ان لم نقلها ومهاجمته لقوانين سبتمبر ماهي الا تعبير صارخ ومعادي للدين او محاولة للنيل من جعفر نميري بعد ان ابعده من الوزارة وايضا ذهابه للحركة الشعبيه مع الدكتور جون قرنق هي سقطات الرجل لكن لمنصور خالد دفوعات فيها الكثير من المنطق لهذه التهم ودفعها ،ورحل منصور بكل تجربته رحل وكما قال لي الصديق السفير الاديب خالد فتح الرحمن في حكمة رحل الى ربه وهو اعلم به فلا احد ينكر قدرة الرجل على اضفاء لون جديد لم يرى…