يرى عديد من الخبراء السياسيين والمراقبين للوضع السياسي الراهن في السودان أن المناكفات السياسية والضرب تحت الحزام وأضطراب مواقف القيادة السياسية لقوى إعلان الحرية والتغيير، والحرص علي محاصصات حزبية أدت إلي تآكل الثقة بين مكوناتها وأتت بنتائج فاشلة ومستفزة أوصلت البلاد إلي مشارف هاوية تنذر بتبديد المصير الوطني.
ويؤكد الخبير في العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية دكتور محمد علي تورشين من جنيف ان الخلافات بين مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير وقعت منذ ان نكثت العهود والمواثيق مع الجبهة الثورية السودانية، وتنكرت علي قوى الهامش السوداني وكتفت الثورة التي انتصرت بعزيمة شباب ونساء السودان وانحياز القوات المسلحة لخيار الشعب لمصالح ذاتية.
ويقول الخبير السياسي تورشين عادت الخلافات من جديد للعلن بصورة قبيحة بعد طرح مصفوفية بين اضلاع المثلث الحاكم ( مجلسا السيادة والوزراء قوى اعلان الحرية والتغيير)والتي بموجبها حددت تعيين حكام الولايات وتشكيل المجلس التشريعي الأمر الذي ادى إلي تبادل الاتهامات ووجهت الجبهة الثورية السودانية تحذيرات شديدة اللهجة للحرية والتغيير واتهمتها صراحة بالسعي لتعطيل جهود السلام التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو والتي شارفت على نهايتها.
و في ذات السياق يؤكد الخبير الاستراتيجي دكتور عبدالمجيد عبدالرحمن ابوماجدة ان الاستمرار في تجاهل الوضع المتردي لا يجدي بل يمثل تنصلا من المسؤولية الوطنية لإجهاض اعلان جوبا الذي وقعت عليه قوى اعلان الحرية والتغيير مع الثورية والتخفي وراء الخلاف لا تثمن ولا تغني من الجوع ولا بد من العمل لتكوين اصطفاف تشترك فيه القوى السياسية المدنية لانقاذ البلاد من الانهيار. ويرى الخبير ابو ماجدة أن الحرية والتغيير حاولت مرارا وتكرارا عرقلة جهود العملية السلمية في منبر جوبا ونسف جهود السلام التي يقودها القائد دقلو بعد أن أصبح السلام قاب قوسين او أدنى واقترابه من آخر محطاته المتمثلة في الدخول في مناقشة ملف الترتيبات الأمنية واصرار تعيين ولاة الولايات وتشكيل المجلس التشريعي في التاسع من ابريل الحالي لكن رفض الجبهة الثورية حالت دون ذلك.
ويضيف ابوماجد ان تهديد حزب الامة القومي بتجميد أنشطته في كافة هياكل قوى اعلان الحرية والتغيير وامهال حلفائه اسبوعين للوصول الي الاصلاح او الطلاق البائن ليس بالامر القريب في ظل المناكفات السياسية والمصالح الحزبية بين تيارات قوى اعلان الحرية والتغيير التي حدثت اصطفافاً حاداً لا يمكن احتوائه.
ويشير الخبير ابوماجدة ان الضحية في الصراعات الحالية هي حكومة حمدوك التي سمحت لاطراف السلطة الإنتقالية بتعدي اختصاصاتهم بخرق الوثيقة الدستورية التي تقف عليها كل الترتيبات الفترة الانتقالية دون منهجية استراتيجية فتح المجال لمزايدات ومطالب تعجيزية وعرقلة جهود السلام واتاحة الفرصة للتدخل في الشأن السوداني عبر دعوة حمدوك للأمم المتحدة لتعيين بعثة سياسية وعسكرية قابلها مجلس الأمن الدولي بالموافقه السريعة على إرسال القوات.
ويتفق الخبير الاستراتيجي تورشين مع الخبير ابوماجدة في ان الخلافات الحالية بين مكونات ” قحت ” بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وستؤدي الي خروج حزب الامة القومي وحزب المؤتمر السوداني وبعض تيارات الاتحادي الاصل من تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير وتكوين تحالف جديد من القوى المدنية الاخرى وبعض حركات نداء السودان.
وقرر مجلس التنسيق الأعلى بحزب الأمة القومي تجميد أنشطته في كافة هياكل قوى إعلان الحرية والتغيير ولجانه الراهنة لمدة اسبوعين لتجاوز المصفوفة المطروحة وعقد مؤتمر تاسيسي لقوى الثورة من كافة الموقعين علي إعلان الحرية والتغيير داخل وخارج هياكل قوى إعلان الحرية لدراسة وأعتماد عقد اجتماعي الجديد لاصلاح هياكل الفترة الإنتقالية بمثابة تحرير شهادة وفاة ل” قحت” فهل يدرك حمدوك ان سفينة قوى اعلان الحرية والتغيير أقترب من مثلث برمودا.
كوش نيوز