أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اليوم اعتقال السلطات السودانية الكاتب الصحفي ورئيس حزب “منبر السلام العادل” “الطيب مصطفى” على خلفية مقالات رأي نشرها أخيرًا ينتقد فيها السلطات الحكومية.
وقال المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيان صحفي، إنّ اعتقال “مصطفى” بسبب آرائه العلنية يشكل مسًا جسيمًا بحرية الرأي والتعبير وانتهاك صريح للمواثيق والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة.
استمرار السلطات السودانية في سياسة تكميم الأفواه وملاحقة المعارضين يقوّض فرص بناء مجتمع ديمقراطي، ويثير شكوكًا حول نوايا السلطات في توفير مناخ آمن لعمل جميع الأحزاب والاتجاهات السياسية في البلاد
أنس جرجاوي،المدير الإقليمي للأورومتوسطي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وذكر أن “مصطفى” الذي سبق أن شغل منصب المدير العام الأسبق للتلفزيون السوداني ووزير دولة سابق لوزارة الإعلام، تم اعتقاله من منزله في العاصمة السودانية الخرطوم وإيداعه أحد أقسام الشرطة في منطقة المقرن وسط المدينة، حيث وجهّت له النيابة تهم “القذف وإشانة السمعة ومحاولة تقويض النظام الدستوري”، على خلفية انتقادات وجهها إلى لجنة تفكيك النظام المعزول في مقالات صحفية.
وعدّ المرصد الأورومتوسطي اعتقال “مصطفى” إجراءً تعسفيًا ينتهك المواثيق الدولية التي تكفل حرية الرأي والتعبير ومنها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صادقت عليه السودان في العام 1986.
وتنص المادة 19 من العهد الدولي بأن “لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة” و”لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها”.
ولفت المدير الإقليمي للأورومتوسطي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنس جرجاوي إلى خطورة العودة إلى سياسة النظام السابق في اعتقال المعارضين وتكميم الأفواه، داعيًا السلطات إلى الوفاء بالتزاماتها ليس فقط تجاه القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، بل أيضًا تجاه تطلعات السودانيين الذين انتفضوا على السياسات القمعية وخسروا الكثير في سبيل التغيير والتحول الديمقراطي.
وشدّد جرجاوي على أنّ “استمرار السلطات السودانية في سياسة تكميم الأفواه وملاحقة المعارضين يقوّض فرص بناء مجتمع ديمقراطي، ويثير شكوكًا حول نوايا السلطات في توفير مناخ آمن لعمل جميع الأحزاب والاتجاهات السياسية في البلاد.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الحكومة الانتقالية في السودان إلى الإفراج الفوري عن “مصطفى” واحترام التزاماتها بشأن ضرورة صون حرية التعبير ووقف أي انتهاكات لحقوق الإنسان بما في ذلك الاعتقال التعسفي خارج نطاق القانون.