لماذا يتجاهل مناصرو البعثة الأممية سماع الشعب السوداني في تحديد مستقبله
بات من الواضح انه ليس بمقدور اي جهة او طرف دولي بخلاف السودانين الذين يتوجب على الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي السماع لهم لتقرير مصلحتهم المشتركة وتحديد مستقبل بلادهم في أعقاب التغيير الكبير الذي حدث في السودان وفي ظل حكومة الثورة والتغيير الواسع الذي قادته وتم الاعتراف به .
بينما يصر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي على ابقاء البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي – اليوناميد. وهو بشكل عام كان مؤيد للسودان؟ ولكنه في ظل ما تقوم به بريطانيا العظمى (التي تروج بنشاط محموم لمهمة الأمم المتحدة المعسكرة في السودان) والولايات المتحدة الأمريكية (التي تطالب الالتزام بأهواءها وابتزاز السودان بقائمة الدول الإرهابية) اذن هناك جملة أسئلة مشروعة لهؤلاء لماذا لا تريدون ان تسمعوا رأي السودانيين؟ و ما هو اختيار الشعب ؟ ومن هم هؤلاء الذين يفرضون قراراتهم على الشعب السوداني؟ لماذا لا يسمعون صوت روسيا والصين اللتان اعلنتا في جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة على أن تفويض الأمم المتحدة يجب أن يتطابق بالدرجة الاولى مع مصلحة الشعب السوداني
يتبين ان من خلال جملة الأسئلة المشروعه للمراقب للاوضاع في اضابير مجلس الأمن إن ما بذل من جهد وسكب من عرق بطريقة متكاملة لخروج يوناميد وضمان أن يتم ذلك بتوافق وتفاهم مشترك مع الأمم المتحدة هو عمل مهني وطني خالص وينبغي أن ينظر إليه على هذا النحو وإن يتم البناء عليه، وأنه يتوجب دائماً استحضار القواسم المشتركة للسودانيين في وطنهم عند اختيار المناسب مما تقدمه المنظمة الدولية في السياق الزمني المحدد وفي المرحلة الوطنية المحددة.
ويرى عمر دهب مندوب السودان السابق في الأمم المتحدة إن التقرير المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بتاريخ 12 مارس وما دار في جلسة مجلس الأمن يوم 24 أبريل مقدمة أولى لضمان بقاء البعثة القادمة وتحورها وتحولها في المستقبل لما يسمى ((بتسلل البعثات)) ((mission -creeping)) وللتأثير المستقبلي الحاد على التطورات
ولفت دهب إلى إن نظام تقديم التقارير الدورية (reporting) هو الذي سيضمن استمرار وبقاء حالة التسلل.
وقد بذلت دولتا روسيا والصين جهود كبيرة لمساندة السودان في تنفيذ قرار مجلس الأمن القاضي بخروج يوناميد النهائي إلا أن المراقبين لاحظوا انه بعد بدء تنفيذ استراتيجية خروج يوناميد في عام 2017م، حاولت بريطانيا في عام 2018م تعطيل تاريخ اكتمال الخروج في يونيو 2020م وتمديده حتى عام 2022م غير أن المجلس تمسك بذلك التاريخ (يونيو 2020)
وقد وقفت روسيا بقوة إلى جانب السودان وكسرت ما يسمى في مجلس الأمن (بالإجراء الصامت Silent procedure) مرتين لصالح السودان والذي وقفت إلى جانبه دول عديدة في المجلس منها الصين والكويت والدول الأفريقية الثلاث إثيوبيا وساحل العاج وغينيا الإستوائية. مما بلور موقفا حاسما في الخصوص دفع المترددين من أعضاء المجلس إلى مؤازرة موقف .
ويقول الخبير في فض النزاعات الدكتور عثمان ابو المجد ان محاولات فرض الوصاية على السودان بواسطة المنظمة الأممية دون الالتفات الي الشعب السوداني مازالت مستمرة دون مراعاة لحق السودانين الذين قادوا التغيير حيث يشير التقرير إلى أن البعثة (يوناميد) تتطلع للعب دور في تطبيق اﻻتفاقيات المنتظرة في جوبا كما يقترح التقرير نشر عناصر مسلحة وخبراء عسكريين وشرطيين فى البعثة السياسية القادمة مع التوصية بأن يواصل الخبراء العسكريون في يوناميد عملهم في البعثة الجديدة.
وتساءل دبلوماسي سابق عمل بالامم المتحدة هل ستكون البعثة الجديدة بمثابة (يوناميد الثانية 2UNAMID) بعد أن تخلقت من الرماد وعادت الي الحياة كما يعود طائر الفينق في الأساطير القديمة .
و يضيف بقوله انه يتضح جلياً من خلال رسالة رئيس الوزراء للأمم المتحدة في 27 يناير و27 فبراير 2020م أن الرسالة الثانية قد نسخت الأولى التي جمعت كل ما يمكن أن تقوم به بعثة ميدانية سياسية خاصة دون استثناء. غير أن التقرير المشترك للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عندما أتى على الفقرة الخاصة (بخيارات بعثة المتابعة المنتظرة) أشار إلى رسالة 27 يناير بحسبانها المرجع لهذه الخيارات. وانطلاقاً من هذا التقرير ذكرت وكيلة الأمين العام للشئون السياسية في بيانها أمام مجلس الأمن يوم 24 أبريل فيما ذكرت إصلاح القطاع الأمني والقضاء وغيرهما باعتبارها أبرز مهام البعثة السياسية.
ويجمع مراقبون إن مستقبل السودان يقرره السودانيون انفسهم وعلى أصدقاء السودان تحمل مسئولياتهم وعدم التهرب من الوفاء بوعودهم في دعم السودان اقتصاديا حتى يتجاوز هذه المرحلة بدلاً من السعي المحموم الي التدخل في شأنه الداخلي وممارسة الضغوط المتنوعة وتحت مختلف الزرائع لإعادة استعماره من جديد وهي خطوات بات مكشوفة .