تكريم قوش .. قراءة في خفايا الحدث
في ظاهرة غريبة مثلت تتويجا لمساعي عديدة مشبوهة منذ نجاح ثورة ديسمبر المجيدة ، تقوم بها وما تزال ، عدة جهات لتلميع الفريق اول صلاح عبدالله مدير جهاز الامن والمخابرات الوطني السابق.
وقد حملت الاخبار ان منطقة ود شريفي بمحلية ريفي كسلا شهدت عصر يوم الثلاثاء الماضي تكريم مدير جهاز الامن والمخابرات الوطني الأسبق الفريق أول صلاح عبدالله قوش، وتم تسليمه وثيقة عهد وميثاق توضح أن شباب الشرق يؤكدون تمسكهم الكامل بالفريق اول قوش بوصفه أحد صناع التغيير الذي تم في البلاد ووصفوه بالزعيم الوطني وأحد أبرز قادة التغيير، وقطعوا برفضهم التام محاولات الإقصاء التي يتعرض لها.
ينسى الشباب الجرائم التي ارتكبها قوش قبل عام واحد فقط. في يناير 2019 ، في ولاية كسلا نفسها في مدينة “خشم القربة” تم تعذيب الشهيد احمد الخير المعلم ومربي الاجيال بصورة وحشية لا تنم الا عن خسة وقذارة الي ان استشهد في معتقلات الجهاز الذي يتبع لقوش .ولم يكتفي هو و كل الدولة المنحرفة بذلك ، وانما ذهبوا في تبريرات فطيرة ساذجة ،وكذب صراح ليخفوا جريمتهم الوحشية وساديتهم المريضة!!؟.
حتي انتصرت الثورة لتتم أدانة 40 موظفًا سابقًا في جهاز والأمن والمخابرات الوطني ، عبر قضاء مابعد الثورة.
هذا هو قوش الذي تسعي جماعات وفق مصالحها الخاصة واجندتها المرهونة لبعض المحاور لتلميعه وايجاد دور له في مستقبل وواقع البلاد!؟!
لا لانه انحاز للثورة كمايزعمون ، لان انحيازه للثورة لم يكن ناتجا عن قناعة ، وانما لمعرفة يقينية بما توافر له من معلومات وامكانات في الاستشراف ، ان هؤلاء الشباب لا محالة منتصرين وان هذه الثورة لامحالة منتصرة ، رغم انف قوش وجهازه وزبانيته وسطوته وقسوتة الغاشمة، لايملكون سوي الارادة والاقتدار والعزيمة ، والصدور العارية التي كانت تتلقي رصاص الغدر والخيانة ، وتسديدات قناصته التي كانت تستهدف رموز الحراك من شباب المقاومة.
والاغرب من كل ذلك ان تنطلق هذه الاصوات المبهمة من جهات مشبوهة للعمل علي تلميع قيادات الاجرام والقمع الباطش امثال قوش.الذي ليس له مكان في مستقبل هذه البلاد الطيبة سوي السجن بعد عقابه المستحق.
وان هذا الشعب المسالم الذي اثبت بسالة نادرة وشجاعة قل نظيرها ، لن يخضع لاوهام اصحاب الاجندة وعملاء المحاور مرة اخري!!.
واننا ندعوا السلطات لعدم التهاون في مثل هذه الاعمال التي لا تدعوا الا الي الفتنة وزعزعة السلم الاهلي وخدمة الفلول والدولة العميقة، التي تحاول الظهور مرة اخري ، نتيجة الضعف الذي تعيشه حكومة الثورة ، وعدم حسمها لمثل هذه القضايا ، استهانة وعدم مبلاة ومادروا “ان الرماح قد تقتل وهي منزوعة السنان!؟!”.