البعثة السياسية تصل البلاد
الاول من يناير .. مابين دلالات الاحتفال بالاستقلال والاستعمار الجديد
صرح وزير الدولة بالخارجية “عمر قمر الدين” إن البعثة المتكاملة لمساعدة حكومة السودان في الانتقال(يونيتامس) ستنتشر في مطلع يناير المقبل بالبلاد، بعد انسحاب بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة (اليوناميد).
وأضاف أن “السودان عضو في الأمم المتحدة وأن من حقه المطالبة بها، والعمل وفق المطلوبات التي يحتاجها السودان”.
بهذا التصريح تم حسم الجدل الكثيف الذي دار حول البعثة وحرك ساكن المشهد السياسي السوداني بين المؤيدين لها والرافضين لانتشارها تحت اي مبرر واي فصل!؟! وللمفارقة مانزال نحتفل في الأول من يناير من كل عام بيوم استقلال السودان!.
يبدو أنه يجب نقل هذا اليوم إلى تاريخ آخر حيث يعود السودان مرة أخرى بعد اكثر من ستين عام بفضل جهود حمدوك وحكومته تحت رعاية إنجلترا ، من خلال بعثة للأمم المتحدة؟!.
بحيث تبدأ المهمة الاممية رسميًا عملياتها في الأول من يناير 2021م !! بما يجعلنا نتساءل هل للتاريخ اي ايحاءات مقصودة ؟! او اي محمولات ذات دلالات في الخافية البريطانية !؟! ولكن بأي حال من الأحوال يظل للتأريخ المذكور لانتشار البعثة رمزيته ودلاته في وجدان المجتمع وضمير الامة ، بحيث يصبح من الغباء الاحتفال بعيد الاستقلال ، في اليوم الذي يبدو فيه السودان وكأنه يعود مرة أخرى مستعمرة لإنجلترا بتاريخ 1 يناير!؟!
بالطبع سوف يستغرب كثيرون لهذا الطرح ويعتبرونه غاية في التطرف !؟! ولكن ببسيط من التامل يمكن ان يكون غاية في الموضوعية ، خاصة بالنظر لحساسية الامر وارتباطه بالوجدان القومي والضمير الوطني ، مقارنة باعتداد نفس هذه الدول المتداعية الي (قصعة السودان) واحترازاتها القومية في التعامل مع تاريخها الوطني!؟!.
فهل يحتاط السودان ايضا لتاريخه الوطني ؟! خاصة وان البعثة وان اصبحت امرا واقعا الا انها ماتزال مثارا للخلاف وانقسام المجتمع.