Site icon المجرة برس

الترسانة….يوسف المقدوم ….الرجال تناكر

الترسانة

بقلم : يوسف المقدوم

الرجال تناكر

علي ضوء “ورطة سنبلة ” و علي إيقاع المثل المحلي المعروف ” الرجال دناقر ما كبر عناقر ” و الذي يشير إلي ضرورة حكمة الرجل و وضع قوتة و حكمته في خدمة أهله و الآخرين كذلك يحث المثل علي ضرورة تمتع الرجل بقدرة التحمل و سعة البال و أن يَستخدم قدرته هذه في حل القضايا التي تقابله في التعاملات الحياتية المعتادة و الإستثنائية و المثل بطبعه ينبذ أن تكون الرجالة “زينة” او مجرد اسم فهو يخرجه من الزقاقات الضيقة الي رحاب التقيم و التقدير و الاستغلال الجيد و الأمثل لمميزات و قدرات الرجال.

علي صعيد تورط نجل قيادي “سُنبلة” معروف في عملية ربما تكون مشبوهة بالفساد و هو علي وشك التصرف في “تانكر وقود كامل ” ، بدورهم الشعب المكلوم لا يعلم كيف امتلكه اصلا و من اين له بها و ما الطريقة التي اتبعها المعني للحصول علي تانكر وقود في وقت يمر فيه الغالبية الساحقة من الشعب بمرحلة ” الواي خلاص ” بالطبع ضجت الاسافير ، و حتي الان تبدو الأمور طبيعية عدا مستوى السطحية التي تم و يتم بها تناول مثل هذه المواضيع كالعادة .
استحضر في إحدى اللقاءات الاولى للدكتور حمدوك عند إجابته للصحافيين عن أي السياسات المالية و الاقتصادية التي سيتبعها حكومته و إن لم تخني الزاكرة ان إجابته كانت : أن العالم قد تجاوز المفاهيم الأحادية و اصبح يعتمد علي الاقتصاد البراغماتي ، و بطبيعة الحال بدت المفردة جديدة و دخيلة و نالت ما نالت من الاستهلاك و إعادة التدوير دون النظر إلي ما وراءه أو ما يترتب علي المفردة من المفارقات الواسعة و التضاد بين مفهوم و آليات كل مدرسة اقتصادية عن الأخرى و التي قد ينتج عنها مسخ مشوه في ظروف اقتصادية مماثلة لظروف هذا البلد.
اذا احسنا الظن و افترضنا أن السنبلة بن السنبلة قد امتلك التانكر بناءا علي حقه في الحريات الاقتصادية و حرية التملك المتاح و المشروع اليس هذا الحق يجب أن يكون حقا عاما يمكن لأي أحد أن يتمتع به ؟! ام هو حق امتياز يتمتع به صفوة و شريحة معينه دون الآخر ؟!
لماذا هو الوحيد الذي يعلم تلك الطريقة المشروعة للحصول علي تانكر وقود ؟!
لكم من السنين كان يمارس هذا الحق الذي يمكن أن نصفه بإحدى آفات الاقتصاد الذي نعاني منه ، وهي آفه كبيرة طبعا بالنظر لكونه سنبلة أو أبيه الذي يدافع عنه طارح ذاته كرجل تغيير ؟
إن مثل هذه التقاطعات التي تقع بين الفينة و الأخرى يرجع إلي عدم وجود تعريف معين للسياسات المالية المتبعة مؤخرا ، فمفردة براغماتي هي في حد ذاتها كلمة براغماتية لا يمكن أن تُعطي وصفاً معيناً لهيكل الاقتصاد العام كما أنها تشوه السياسات المالية و بإمكانها أن تؤثر علي القرارات التي تتُخذ علي هذا الصعيد و لربما تعطى فرصة لإستغلال المفردة ذاتها ، عزيزي القارئ حلو الكلام و عذب الحديث الذي يقع علي مسامعك و الذي تٌعجب به و تَستهلكه دون تفكير ستقوم انت بدفع ثمنه آجلا و سيجعلك عرضة للإستغلال في احسن الأحوال فهي سياسات فإن حسنت تمتعت انت و ان ساءت فعليك السلام .

كبادرة اولى لم يسبق لها مثيل في تاريخ السياسة السودانية قام المسؤول السُنبلة البرجوازي و الذي يصفه البعض كأحد ركائز الرأسمالية المتوحشة بالخروج ” لايف” ليبرر و يبرئ ابنه و حبيب قلبه المتهم “بتانكر الوقود ” حتى هنا نصف الأمر بأنه سُنة جديدة تمت اضافتها في العمل السياسي و نتوقع أن يقوم السياسيين الآباء بإتباع هذه السنة و لا تنسوه من خالص الدعاء .
المثير للشفقة أن الرجل قام بالمزايدة علي لجان المقاومة واستحضر أسهمه التي سبق و أن وضعها في وعاء الثورة و ماضيه السياسي و صبره علي الاذى و غيره الم يسمع هذا السنبلة بالمثل :” الرجال دناقر ما كبر عناقر ” الم يسمع ؟! و لمن سبقوه من الاسلاميين مقولة و مبدأ عادة ما يستخدمونه و هو ان “العبرة بمن آمن لا بمن سبق” لم يكن من الحضارة المزايدة علي رفاق دربك فقط لأنهم أوقفوا ابنك علي قضية اشتباه أو فساد.
كان بالإمكان التمتع بالقليل من الحكمة علي الاقل الانتظار حتي يتم الفصل في القضية و أن يُترك الأمر للقضاء اوليست هي العدالة ذاتها التي ينشدها الجميع ؟! ان كُبر عنقرتك لم يسمح أن يطال ابنك بعض الايادي ! صدقني الأمر لا يستحق كل هذا إلا إن كانت للقصة بقية لا نعلمها .
جاء في الحديث وصف لجان المقاومة بأنها لجان خارجة عن القانون و هو وصف نستغربه جدا و نراه ضربا من الإستهبال السياسي هل لأنهم تعرضوا لأبنك فقط تصفهم بأنهم خارجين عن القانون ؟!
هذا الوصف مليئ بالنفاق و انت الحاكم نحب أن نلفت إنتباهك الي ممارسات العنف التي طالت رفاق الثورة الاستاذ معمر موسى و الاستاذ ذو النون وغيرهم كثر فأن لم تكن ترى الممارسات التي طالت هؤلاء خروجا عن القانون فدورك آتٍ لا محال حيث لا ينفع كُبر العنقرة ولا ضخامتها .

Exit mobile version