Site icon المجرة برس

الصحفي ضياء الدين بلال يدخل نادي الكورونا ويخرج بقطعة ادبية نادرة

الزميل الصحفي الجسور ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة السوداني انضم إلى ضحايا فيروس كورونا الا انه (كتمها في حنانو) ولم يصرح باصابته بالمرض اشفاقا منه على زملائه الذين يكنون له الحب وعلى اهله في مناقل الخير الذين يبادلونه (ودا) ب (ود) ولكنه بعد التعافي بحمد الله كتب عمودا يصف فيه مجالدته الفيروس اللعين ……..

العين الثالثة
(كورونا)..قبلة على خد (ريان)!

ضياء الدين بلال
-١-

قبل أكثر من شهر بدأت الأعراض (حمى وصداع وفتور ( ما تقدر ترفع إيدك) لاشهية في الأكل ولا رغبة في النوم مع شعور بالكآبة

ظننتها زائرة المتنبئ التي عرفتها منذ الصغر في مناقل الخير والوفاء، ولكن كانت في هذه المرة أكثر جراءة.

لا أذكر متى آخر مرة تذوقت فيها أنثى الأنوفلس دمي ودست شرها فيه؟!
-٢-
المهم مضى أسبوع وأنا على ذلك الحال، منذ اليوم الأول عزلت نفسي عن أسرتي والمجتمع.

استعنت بالفاتمينات ،دعمني بها صديقي العزيز المحامي الضليع دكتور عادل عبد الغني ،لعادل تجربة إنسانية تستحق الكتابة عنها.

حجر لمدة ثلاثة أسابيع استعنت على الكورونا بالبندول والمشروبات الساخنة ولم يغادر دخان القرض غرفتي.
-٣-
كان رفيقي التلفزيون، شاهدت كثيرا من الافلام المصرية القديمة (البائخ) منها والجميل.
تابعت مسلسل (العراف) بطولة عادل إمام، لم أعد معجبا بهذا الممثل النرجسي الدكتاتور ، تعود في السنوات الأخيرة أن يضع نفسه في اﻷفلام والمسلسلات مركز الأحداث ومصدرها والجميع (كومبارس ) حتى المشاهد!

شاهدت مسلسل (سرايا عابدين ) وتعرفت على شر ودسائس مكائد النساء في القصور، تأسرني يسرا منذ زمان بعيد .
-٤-
بعد مرور أسبوع نصحني الدكتور المحترم موسى محمد خير بفحص الكورونا ،كان وقع النصيحة الطبية على أذني قاسيا وصادما .

بتشجيع من الصديق العزيز الشاب النبيل الهمام أحمد عمر (معامل مستشفى الفيصل ) قمت باجراء الفحص.
-٥-
احاطت بي مجموعة من شباب الوبائيات ، أصدقكم القول كنت متوجسا من إدخال (ذلك الشيء) في أنفي.

لولا وجود بعض الحسان وابتسامتهن التشجيعية، لتفاجأ الشباب بجرستي !

صبرت على (ذلك الشيء) وهو يقتحم أنفي بعيدا، كادت أن تنفلت مني صرخة جافلة.

(أبوك يا رنا) ،كان (الجماعة شالوا حالي ) تمت عملية أخذ العينة بنجاح، لتأتي النتيجة بعد إسبوع (إيجابية) .
-٦-
عدت الى المنزل والحمى تحولت لسخونة ولم يعد يزورني الصداع.

عدت لتناول الطعام، لم أكن أشتهي غير (الكسرة بالموية والشطة وزيت السمسم والطماطم والبصل) مع قليل من الدكوة، غير ذلك فلا.

وصلني صديقي اللدود الحبيب دكتور نزار خالد بدكتور يسرى عبدالله طه ،الطبيب السوداني، عالم الفيروسات.

دكتور يسري تدرس مراجعة في كليات الطب اﻷوربية واﻷمريكية وتم اختياره ضمن فريق العلماء البريطانيين لتجربة جامعة اكسفورد في لقاح الكورونا.

هو رجل فاضل ومتواضع، طمأنني وقال لي : بعد ٤٨ ساعة من انتهاء الاعراض ،ستكون شفيت واصبحت غير معد.
-٧-
لم أخبر الأصدقاء واﻷقارب بمرضي حتى لا أقلقهم وأزعجهم ،فعلت ذلك بعد الخروج من الحجر المنزلي .

كانت زوجتي العزيزة أم البنات (رانيا) تصر بإلحاح على دخول غرفتي مع اتخاذ التدابير الاحترازية، رغم منعي المشدد لها.

كانت كلمتها هي العليا وقتذاك، فقد كنت لا أقوى على النقاش أو رفع الصوت ،عادتي الذميمة حين الغضب.
-٨-
أكثر ما أحزنني حد البكاء صوت طرق ابنتي الصغيرة (ريان) على الباب.

ريان عمرها عامان،كانت تنادي (بابا افتح أفتح) ،فقد تعودت على النوم بجانبي.

غادرت كل الأعراض جسمي المعلول، لم يكن بينها (القحة ووجع الحلق)،الحمد لله الرحيم اللطيف .

قضيت ثلاثة أسابيع في الحجر، عادت شهيتي للأكل .
-اخيرا-
بعد التأكيد الطبي من الشفاء التام،خرجت في الاسبوع الرابع من محبسي، ووضعت أول قبلة على خد (حبيبتي ريان).

Exit mobile version