لعل أخلاق السودانيين قد تبدلت بشكل غريب جدا وبلغت حدا من السؤ غير مسبوق..
هذا السؤ ظهر في شكل ممارستنا الحياتية اليومية، امتلأت نفوس الناس غضبا وحسدا وحقدا أسودا..
حياتنا السياسية يتبدي السؤ فيها من خلال مانراه من سلوك وأفعال أحزابنا وحركاتنا المسلحة وغير المسلحة..
الرغبة في الانتقام والتشفي من الكيزان ربما تدفعنا الي تدمير أركان دولتنا وهدم كل أركانها..
ماجري بالامس في السلطة القضائية وإنهاء خدمة عددكبير من القضاة هو امر ستظهر آثاره السلبية السيئة قريبا وسيشعر بذلك كل من له قضية او إجراء امام المحاكم..
إنني اعلم أن القضائية بها عدد كبير من القضاة الكيزان والمنتمين الي الحركة الإسلامية، لكنني اعلم كذلك ان عددا كبيرا من هؤلاء القضاة هم من اهل القوة والعلم والأمانة ولايخشون في الحق لومة لائم..
بل انني اعلم ان من هؤلاء القضاة الاسلاميين من قام بمساندة ثورة ديسمبر وقام بتنظيم وتسيير المواكب والوقفات الاحتجاجية، ولو اني ذكرت الأسماء فسيتفاجأ الناس كيف ان هؤلاء هم في الاصل كيزان وحركة إسلامية!!!
وإني أعلم ان بعض من شملهم قرار إنهاء الخدمة ليسوا بكيزان ولاعلاقة لهم بالاسلاميين..
بل المحزن ان بعض القضاة المقالين كانوا من القوة والصدق بحيث كانوا يتصدون لقادتهم وشيوخهم مما أكسبهم عداء زملائهم الاسلاميين فناصبوهم العداء وظلموهم ونكلوا بهم وألقوا بهم الي الاقاليم البعيدة النائية حتى يجبروهم علي طاعة شيوخهم الاسلاميين، لكنهم لم يرضخوا ولم ينهزموا أمامهم وظلوا صامدين علي الحق. فهل يعقل ان نقوم الان بإحالة أمثال هؤلاء الي التقاعد وإنهاء خدمتهم!!!
إن العبرة بالخواتيم، فكل قاضي حتي وإن كان كوز، ولكن ثبت انه تم تعيينه بعد استيفاء كل الشروط التي تؤهله لتولي القضاء، ثم تبين انه كان إنسانا شريفا يتحلي بالصدق والأمانة والعلم ويؤدي عمله بكل جد وصدق وإجتهاد، مثل هذا القاضي في تقديري جدير بان يبقي في منصبه ولاتطاله يد الإقالة او الإحالة الي الصالح العام.
ربما تتعجبون لو انكم علمتم أن
لجنة ازالة التمكين داخل السلطة القضائية، بعض أعضائها أنفسهم كيزان وحركة إسلامية..!!!
وسيزذَداد تعجبكم لو علمتم أن بعض القضاة غير الأكفاء و غير الأمناء، لازالوا حتي الآن في مناصبهم لم يطالهم معول الإحالة إلى الصالح العام.. !!!
وستزداد دهشتكم لو علمتم أن من بين القضاة الباقون في الخدمة، بعضهم مصاب بأمراض ذهانية واخري عصبية والبعض منهم تنتابه نوبات الصرع فيسقط مغشيا عليه، هؤلاء لازالوا بالخدمة وبعضهم محسوب من قوى الثورة وجماعة الحرية والتغيير
أخشى أن الحقد الأعمى والرغبة في الانتقام.. ستجعلنا نخرب بيوتنا بأيدينا.
لاحول ولا قوه الا بالله العلي العظيم