أنهى والي كسلا صالح عمار حقبة طويلة من الصمت وعدم الإدلاء بتصريحات بشأن كثير من الأحداث التي صاحبت تعيينه والياً على الولاية. وكشف صالح في منشور على حسابه بـ «الفيسبوك»، أن سبب إقامته في الخرطوم طوال الفترة الماضية ومنذ منذ أدائه القسم والياً لولاية كسلا تمت بطلب من رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، مشيراً إلى أن الجهاز التنفيذي طلب منه عدم التصريح لوسائل الإعلام والتعليق على الأحداث التي تشهدها الولاية، وهذا ما يفسر ابتعاده عن إبداء وجهة نظره في القضايا المهمة التي كان يجب التعليق عليها. وأضاف صالح: (كما أن ابتعادي سببه احترامي التام لكل التنوع الممثل في مكونات ولاية كسلا، ولا أزال أومن بأن قوتنا في وحدتنا، وأن هذا يفتح الطريق للتسامح والتعايش السلمي).
(شجعت الكثير من الوسطاء على التواصل مع المجموعة التي ترفض تعييني والياً وأكدت قبولي بأي حل وفاقي بغرض المحافظة على السلام، وهذا موقف أصيل لا سيما وأن هذه المجموعة لا تعبر عن كل أهلنا في قبيلة الهدندوة، ولعمري لهي قبيلة لها تاريخها ومساهماتها الوطنية الكبيرة، إلا أن هذه المجموعة للأسف رفضت كل مقترحات الحلول وتمسكت بموقفها المتعنت). وقال صالح ان جماعات النظام البائد تسعى لنسف استقرار شرق السودان ووقف عملية إكمال مؤسسات الحكم الانتقالي، ويتم ذلك بدعم مباشر وسخي من جهات إقليمية مرتبطة بالنظام السابق. وأضاف الوالي: (لم تقدم المجموعة المشار إليها أعلاه أي حجج لرفض شغلي لموقع الوالي سوى الطرق على وتر القبيلة والتشكيك في الوطنية، بل وإثارة أحد المكونات السودانية، إلا أنني فضلت الصمت وعدم الخوض فيما يزيد من الانشقاقات). وقال صالح: (بعد التشاور مع عدد كبير من الشركاء وصلنا إلى قناعة أن الاستجابة إلى مطالب هذه المجموعة سيفتح الباب لمزيد من الضغوط والابتزاز حول قضايا وطنية مهمة وبينها تفكيك التمكين ومحاربة الفساد، ورفض شاغلي مواقع قيادية آخرين دون أسباب موضوعية، مع العلم أنه لا يمكن تحقيق الإجماع حول أي شخص في هذه المرحلة). وأكد عمار أن الوضع الحالي في ولاية كسلا حرج وتعاني الولاية من أزمات سياسية واقتصادية وصحية حادة تستلزم من الحكومة المركزية الاستعجال بالحلول. وقال صالح: (سأبذل قصارى جهدي من أجل السلام الاجتماعي والتخفيف من الأزمات الاقتصادية والصحية ولديّ برنامج جاهز لمواجهة هذه الأوضاع أتطلع لتنفيذه في أقرب وقت على أرض الواقع بالتعاون مع الشركاء في (الحرية والتغيير)، (لجان المقاومة)، (قادة المجتمع) و(جهاز الدولة). وناشد الوالي أهل ولاية كسلا بضبط النفس والتمسك بالسلام إلى حين عبور هذه المرحلة الحرجة، وأجدد دعوتي بمبادرة السلام الاجتماعي ووقف التحشيد القبلي الذي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان. وطالب صالح الأجهزة الأمنية القيام بواجباتها في احترام حرية التعبير وحفظ الأمن وعدم الانحياز لأي طرف من أطراف الصراع والوقوف على مسافة واحدة.
الانتباهة