في الوقت الذي أكدت فيه منظمة العفو الدولية أن اتفاق السلام الموقع بالأحرف الأولى في جوبا يمثل بصيص أمل للملايين من السودانيين الذّين تعرضوا لمختلف أنواع العنف المروع وانتهاك حقوقهم الأنسانية بشكل مُمنهج من قبل حكومة البشير في دارفور جنوب كردفان والنيل الأزرق.
في هذه الأثناء أعلن عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية – شمال رفضه التفاوض مع الوفد الحكومي المفاوض برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو في جوبا كذريعة لعرقلة جهود الوساطة لتحقيق السلام الشامل وتمرير أجندة الدول الغربية التي تريد تحويل السودان إلى دولة علمانية المنهج، اشتراكية الاقتصاد وثقافية الانجلو- افريفكانية لتسهل لهم عملية تقسيم السودان إلى دويلات صغيرة.
وتساءل المراقبون للمشهد السوداني هل يسمح أبناء جبال النوبة والمكونات المجتمعية ل “عبدالعزيز الحلو” تحويل جبال النوبة لحديقة خلفية لتصفية الحسابات السياسية لبعض الدول الغربية وتهجير المواطنين الأصليين إلى مناطق أخرى بهدف تحقيق مكاسب اقتصادية وتوفير الأمن الغذائي لتلك الدول؟ وماذا سيتفيد الحلو من حرمان مواطنين جبال النوبة نعمة السلام وترشيد الأجيال القادمة؟
للإجابة على هذه الأسئلة الملحة يرى بعض الخبراء ان القائد عبدالعزيز الحلو من خلال رفضه للجلوس مع وفد الحكومة المفاوض في الوقت الذي التزم كافة حركات الكفاح المسلح في السودان بوقف الحروب استجابة لدعوة الأمم المتحدة بتوجيه الطاقات لمكافحة وباء فيروس كورونا يكشف نقاط ضعفه كقائد ثوري ولم يكن له كاريزما قيادة بعد الأطاحة برئيس الحركة الشعبية مالك عقار وهو يحاول تقليد الزعيم جون قرنق الذي صنع السلام للشعب السودان لكن التاريخ لا يرحم فقد أرتكب العديد من الفظائع خلال مسيرته النضالية في الحركة الشعبية بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق قبل توقيع اتفاق السلام الشامل مع حكومة البشير.
يدعو الخبراء القائد عبدالعزيز الحلو الأستماع إلى صوت العقل وتحقيق مطالب مواطني جنوب كردفان ولا يركب رأسه حتي لا يكون كبش الفداء وانما تأكل الذئاب المتعطشة للسلام بعد ثلاثة عقود من الحروب والدمار الممنهج من نظام البشير واعوانه ، ولابد ان يعرف اين يضع قدمه قبل ان يرفع رجله الثانية لان المكونات المجتمعية التي حاربت الحكومات المتعاقبة علي نظام الحكم في السودان هي التي ستطلق الرصاصة في صدور كل من يقف ضد ان ينعموا بالسلام .
ويرى الخبراء ان ابناء جنوب كردفان والنيل الأزرق دفعوا فاتورة الحرب مرتين في عهد الرئيس الاسبق جعفر نميري وعهد نظام الأنقاذ فلا يمكن ان يدفع فاتورة الحرب مرة ثانية لتحقيق اجندة عبدالعزيز الحلو والبارونة كوكس وصراع الأديان والهوية بين العروبة والأفريكانية بالاضافة إلي المسيحية والأسلاميوية العروبة فقد تحرر شعب جبال النوبة بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي اطاحت بالبشير الذي مارس ابشع انواع الرق والعبودية ضد شعب جبال النوبة والنيل الازرق وطبق سياسة الأرض المحروقة بقتل الاطفال والنساء.
وينصح الخبراء القائد عبدالعزيز الحلو حتى لا تكون مكان سخرية وذلة وهوان الجلوس مع الحكومة الأنتقالية في مفاوضات مارثونية للانضمام إلى سلام وتحقيق مطالب شعبك في مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق ولا يركن نفسه لمصالح الدول الغربية فان إرادة الشعوب لا تقهر، وغضب الشعب سيل عارم لا يستطيع الوقوف أمامه، وساعة الصفر اصحاب المصالح الأقليمية والدولية سيدير ظهره عنك، ومع قاله الرئيس ماكرون للشعب اللبناني ان حكومة فرنسا جاهزة لتقديم العون لكم، لكن قادتكم لم يكونوا على قدر المسؤولية في بلادكم فلا يمكن ان ندفع شيكا على بياض !
ويشير الخبراء حسب تحليلاتهم للمشهد السياسي الراهن في ولايتي جنوب كردفان وبعض مناطق النيل الازرق ان السواد الأعظم مع السلام وانهم اجمعوا كلمتهم علي قلب رجل وان لحظة انفجار البركان الهائج ستقضي علي تجار الحرب ولم تبقى الإّ صناع السلام وسيذهب العديد منهم قربان للسلام ،الأيام حبلى بالمفاجآت وان ارادة الشعوب لا تقهر وان كلمة الشعب هي التي تسود.
الانتباهة