لايختلف أثنان بأن حشد بعض جماهير وحلفاء الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة الحلو في مطار الخرطوم لاستقبال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بعد لقاءه وتوقعه مع الحلو (إعلان المبادئ ) تضمن مبدأ فصل الدين عن الدولة وان لاتتبنى الدولة أي ديانة رسمية) بمثابة حملة إعلامية مخططة لها من قبل مستشارين شلة المزرعة لتلميع حمدوك بعد انخفاض شعبيته.
ويرى الخبراء ان لقاء حمدوك وعبدالعزيز الحلو في اديس ابابا بعض انسحاب وفد الحركة الشعبية برئاسة عمار آمون دلدوم من الجلسة التفاوضية مع والوفد الحكومي المفاوض في جوبا الشهر الماضي لمناقشة القضايا الخاصة بالعمل الإنساني ووقف العدائيات وإعلان المبادئ كان سيناريو مخطط من عبدالعزيز الحلو لعرقلة جهود الحكومة بغرض تلميع رفيق الدراسة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي وعد الحلو في كاودا بالبحث عن معالجة موضوع العلمانية الدولة من خلال خارطة طريق لمناقشة فصل الدين عن الدولة في مسار مختلف.
يؤكد الخبراء في علم التفاوض و تحليل فض النزاعات أن انسحاب الحلو من المفاوضات مراوغة ومناورة منه لفت انظار المجمع الدولي والإقليمي بانه شخصية قوية وموجودة في الأرض ولا يريد التوقيع في آن واحد مع جناح مالك عقار رئيس الحركة الشعبية شمال بهدف وضع العربة امام الحصان وعرقلة الجهود التي تقوم به نائب رئيس مجلس السيادة حمدان لتوقيع اتفاق السلام مع الجبهة الثورية السودانية.
وأعتبر الخبراء ان لقاء حمدوك بقائد الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو بصورة سرية وفردية خارج إطار طاقم الوفد الحكومي المفاوض في أديس ابابا تفضح دعاوي الحركة بخصوص مناقشة القضايا الخلافية المطروحة للتفاوض مثل اشكالية العلاقة بين الدين وحق تقرير المصير وتؤكد انهما تنفذا اجندة غربية معلنا على ان يسري الاتفاق المشترك ويصبح ملزماً بعد المصادقة عليه من قبل المؤسسات المعنية .
ويعزز ما ذهب اليه الخبراء ان حمدوك والحلو يبحثا عن مجد جديد ومصالح لهما وليست لحل مشاكل الشعب السوداني ويكشف مدى مصداقية قوات العسكرين التي تدخلت في احداث بورتسودان وكسلا وجنوب دارفور وغرب دارفور لضبط الوضع الأمني في كل ولايات السودان، ولولا جهود القائد محمد حمدان في تحقيق السلام مع حركات الكفاح المسلح لما تم اختياره لقيادة الوفد الحكومي المفاوض لأنه رجل السلام ويبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق السلام والتنمية ولا يمكن ان ينكره الإّ انسان مكابر.
وفي ذات السياق أعرب الخبير في الدراسات الاستراتيجية دكتور عبدالمجيد أبوماجدة أن رفض الحلو قيادة حمدان الوفد الحكومي بعد تحقيق نجاح منقطع النظير في ملف السلام لتسليم غصن الزيتون لحمدوك بدلاً من حمدان لتمرير أجندة الحركة الشعبية المنادية بعلمانية الدولة السودانية دون مراعاة لقيم ومعتقدات وحضارة الشعب السوداني وتنفيذ مخطط الدول الغربية لتفتيت البلاد إلى أجزاء بمثابة طعن الوطن من الخلف بواسطة أبناءه.
وعلى صعيد متصل أكد الخبير في الدراسات الاستراتيجية دكتور محمد تورشين أن الحزب الشيوعي يريد تحويل السودان إلى دولة علمانية ولكنه يخاف من غضب الشعب السوداني لأنه لا حاضنة سياسة له ويختبئ وراء الحركة الشعبية بقيادة الحلو لتمرير أجندته السياسية بشيطنة العسكريين من خلال وضع خارطة طريق تضمين بند علاقة الدين بالدولة في التفاوض حتى يتمكن من السيطرة على السلطة ومقاعد المجلس التشريعي في البرلمان لتفصيل القوانين حسب رؤيته المستقبلية.
الانتباهة