توقعت قيادات أهلية تقديم معظم ولاة الولايات المضطربة استقالاتهم لفشلهم في تلبية مطالب جماهير الولايات، في ظل غياب دعم المركز. واعتبرت خروج المواطنين على الولاة بالتظاهرات واعتراض مواكبهم التشريفة ورفض الاستماع لخطبهم اشارة للولاة بمغادرة كراسيهم. ورأت قيادات أهلية أن موجات السخط الأهلي الواسعة بعدد من الولايات، قد تضطر الولاة تقديم استقالتهم.
وهتفت جماهير غاضبة الاسبوع الماضي بمنطقة سنجة في وجه والي سنار لفشله في التعاطي مع الآثار الكارثية التى خلفتها السيول والأمطار ما أضطره إلى مغادرة مبنى رئاسة الولاية بعد أن رددوا شعارات (سنجاوية الوالي أذية). من جهة أخرى منع أهالي المجلد بولاية غرب كردفان المعتصمين لأكثر من اسبوعين أمام مبنى المحلية والي الولاية من مخاطبتهم احتجاجاً على بطء تحركه وعدم الاستجابة لمطالبهم أو زيارتهم.
وتسلم الولاة المدنيين الشهر قبل الماضي زمام الادارة في ولايات البلاد المختلفة باستثناء ولاية كسلا تسلموها من الولاة العسكريين بعد المطالبات المتكررة من قبل قوى الحرية والتغيير وبعض أهالي الولايات بضرورة تغيير الولاة العسكرين بمدنيين.
وأعتبر القيادي بولاية غرب كردفان موسى محمدين ما يحدث بالولايات من مشاكل خدمات أساسية دون أن تجد معالجات من الولاة الجدد أعتبره فشلاً مبكراً، منتقداً عدم تفاعل والي الولاية مع مطالب أهالي منطقة المجلد بالحصول على التنمية المتوازنة، وعدم الإلتفات للاعتصام الذي نفذوه منذ فترة طويلة مشيراً إلى حرص الوالي السابق في التفاعل مع قضايا وهموم المواطنيين مقراً بأن مطالبهم بتعيين والي مدني اصطدم بواقع الفشل المبكر للوالي الجديد وعدم احساسه بمواطنيه مؤكداً وجود فرق شاسع ما بين الولاة العسكريين والمدنيين في سرعة الاستجاية.
ويرى مراقبون ضرورة الاستفادة من العسكريين في بناء أجهزة الولايات بالصورة المثلى لخبرتهم، لتهيئة الظروف المؤاتية للولاة المدنيين بدلاً من التنكر لهم وما قاموا به من أدوار في فترات حرجة، خصوصاً أن وجود العسكريين في بعض الولايات المضطربة كان له كبير الأثر في تحقيق الاستقرار ومنع كل مظاهر التفلتات.
الانتباهة