Site icon المجرة برس

محجوب فضل بدري : تُبْنَا تُبْنا يا البشير!!

– لا أدري لماذا ألَحَّ على خاطري هذا الهتاف (تبنا تبنا باالبشير) وقصته كانت في قاعة الصداقة – بالقاعة الدولية – عقب إعلان المحكمة الجنائية المسماة دولية، البشير مطلوباً لديها، وإجتاحت البلاد الإحتجاجات الشعبية العفوية رافضة لهذا القرار الذي يمس رمز إستقلال وكرامة بلادنا السودان، وكانت بداية تلك الملاحم الشعبية من أم درمان في أصيل ذات اليوم الذي أعلنت فيه المحكمة المسيَّسة قرارها الجائر ذاك، وانتظمت البلاد من أقصاها إلى أقصاها في وحدة وطنية رائعة خلف الرئيس البشير، وتداعت جميع فئات المجتمع، حتى (السجناء) وهم المحكومون بعقوبة السجن أبوا إلَّا أن يشاركوا (الأحرار) في هذا الموقف البطولي، وكان لقائهم بالبشير في قاعة الصداقة، وعبَّروا عن موقفهم هذا، ولم ينسوا مطلبهم بالحرية فهتفوا جميعاً (تبنا تبنا يا البشير)، وفي نهاية اللقاء خاطبهم البشير وأستجاب لمطلبهم، وأستثنى المحكومين في الحق الخاص، والمدانين بتهمة حيازة وتجارة المخدرات!!.
– واليوم قررت محكمة مدبري (انقلاب الثلاثين من يونيو ١٩٨٩م) نقل جلساتها إلى قاعة الصداقة، فبدت المفارقة في إستخدام قاعة الصداقة كمحكمة بينما كانت تستخدم في عهد الانقاذ كمثابةٍ للناس وأمناً، حيث شهدت عدداً كبيراً من المؤتمرات القاعدية والقطاعية التى إجترحتها الانقاذ منذ صرخة ميلادها، فكان مؤتمر الحوار الوطنى حول قضايا السلام-١٥ سبتمبر – ٢١ أكتوبر ١٩٨٩م، تلته مؤتمرات عن الاقتصاد، والاعلام، والمرأة، والشباب، والنظام السياسي، وكانت خاتمة المطاف مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والحوار المجتمعي، الذي مثَّلت مخرجاته خارطة طريق للخروج من النفق المظلم الذي تتخبط في جوانبه بلادنا منذ الإستقلال، وقد وافق علي تلك التوصيات، الطيف السياسي بكل ألوانه، بما في ذلك حملة السلاح.
– ولا أتوقع أن يفتح الله بصيرة من هم في سدة الحكم اليوم على النظر في تلك المخرجات التي هي ليست ملكاً للإسلاميين ولا الانقاذيين بل هي وبكل تواضع وأمانة عصارة فكر وتجارب الغالبية العظمى من أهل السودان.
– ولم تعدم الساحة اليوم من الذين يهتفون سراً وعلانية (تبنا تبنا يا البشير) وهذه ليست دعوة لعودة البشير للحكم، ولكن ربَّما بكاء على اللبن المسكوب.

الانتباهة

Exit mobile version