خرج القائد حميدتي من صلب المجتمع السوداني ، حيث بادية العرب ، فعاش ظروفها الإجتماعية والمعطيات الاقتصادية المحيطة بها .وهي غنية بقصص الصحراء المخبأة تحت الرمال ، تحرسها أساطير تاريخ تلك السلاسل الجبلية الراسية . وبين عمق الصحراء وغموض الجبال وفراسة البادية وكرمها نشأ الرجل وشب عن الطوق، وهو صاحب مهارات وعزيمة وإرادة تواكب قسوة طبيعة الحياة في الريف السوداني المبرأ من أمراض المدينة الملوثة بجراثيم الكذب الضار والانتهازية المتسلقة، والنفاق الرخيص . فشق طريقه نحو القمة، فعبر مساحات شاسعة من التجارب الصعبة والاختبارات المؤلمة في عالم التجارة والعسكرية والسياسة، حتي بلغ ما هو عليه بجهده الخالص، من خلال بناء علاقات استراتيجية منحته القدرة علي الصعود رأسيا باجتياز العقبات ، والتأقلم مع المتغيرات( وما اكثرها ) من حوله أثناء الصعود والعبور أو الارتكاز . وفي كل الأحوال كان القائد حميدتي صادقا مع توجهاته ومباشرا في التعبير عن نفسه وعن قناعاته ،الأمر الذي اكسبه مزيدا من النقاط الذهبية في رصيده المهني والاجتماعي. فاقبلت اليه الدنيا بكل مفاتنها وزخرفها وسعة انتشارها علي خلفية بزوغ شمسه وشهرته التي ملأت الآفاق.
ولذلك كان من البديهي أن يكون للرجل القدح المعلي في التغيير وكان الدرع الحامي للثورة والثوار ، ولم ينتهي دوره بعد الثورة، بل كان اللاعب الاساسي لكل الأدوار ،سواء كان في السلام أو العمل علي تخفيف آثار الأزمة الاقتصادية وفرض هيبة الدولة واغاثة المنكوبين في جميع بقاع السودان مطبقا شعار قواته ( جاهزية ، سرعة ، حسم ) ،وهو يعمل دون كلل أو ملل وبحماس منقطع النظير ،وأصبح لسان حال الموطن يقول ( حميدتي بس ) .