Site icon المجرة برس

إسحاق أحمد فضل الله : طالعني

<p>وفي الساعات العشرين الماضية كانت كل جهة &lpar;تصل الحد&rpar; وتقول للآخر الجملة السودانية أيام الأربعينيات والتي تقال لحسم الجدال بالضرب&period;<br &sol;>&NewLine;طالعني…<br &sol;>&NewLine;وغداً أو بعد غدٍ الخطيب يطالع صديق يوسف<br &sol;>&NewLine;ونهر النيل القوم هناك يلتقون غداً لنفرة السيول بقيادة الفريق شرطة محجوب حسن سعد &period;<br &sol;>&NewLine;ومحجوب لم يقل شيئاً&sol; وآخر ما قاله المحجوب هو في السطر الأخير من الحديث هذا&sol;<br &sol;>&NewLine;لكن الناس يجعلون كل أحد يفهم أنهم يقولون &period;<br &sol;>&NewLine;ما عايزين الولية دي&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;ويقصدون الوالي&rpar;&period;<br &sol;>&NewLine;قالوا يحدثون البرهان&period;&period;<br &sol;>&NewLine;إن رأينا رأسها من خلف النوافذ تركنا القاعة لها &period;&period; ولك&period;&period;<br &sol;>&NewLine;وفي أيام وصول كل جهة إلى الحد&period;&period; أحدهم يكتب أمس متحسراً على إفلات قوش من الاعتقال&period;<br &sol;>&NewLine;وقوش أمس يقول لجلسائه &colon;الراجل دا أنا طرقت بابه منتصف الليل لأقول له إنني مسافر بعد ساعة&period;<br &sol;>&NewLine;وقوش له حديث طويل نعود اليه&period;<br &sol;>&NewLine;لكن&period;&period;<br &sol;>&NewLine;يوسف إدريس في قصة ممتازة&period;&period; يجعل ساعي البريد أيام البوستة يفتح الخطابات ويشرع في قراءتها<br &sol;>&NewLine;وسطور الخطابات المئات تصرخ بكل لسان&period;&period; الخطابات التي يكتبها كل أنواع الناس تغلي في لحظة واحدة بمائة لسان&period;<br &sol;>&NewLine;والمشهد هذا ما يشبهه هو جدال الشيوعيين أمس&period;<br &sol;>&NewLine;وحديث عشرة عشرين شخصاً داخل القاعة في لحظة واحدة&period;&period; حديثه كانت خيوطه المتداخلة المستصرخة هي<br &sol;>&NewLine;اجتماع&period;&period;؟؟<br &sol;>&NewLine;اجتماع&period;&period; نعم<br &sol;>&NewLine;لكن&period;&period; بعد&period;&period; قبل…<br &sol;>&NewLine;والاجتماع الذي يغلي يتجه لحسم الشجار بين الخطيب ومجموعته وبين صديق يوسف ومجموعته&period;<br &sol;>&NewLine;وغليان الحديث الذي يركب بعضه بعضاً كان هو<br &sol;>&NewLine;الحلو&period;<br &sol;>&NewLine;كيف يرفض توقيع جوبا ونسعى لتوقيعه في أديس؟<br &sol;>&NewLine;قال<br &sol;>&NewLine;منذ أن كانت سهرات صديق وحميدتي في فندق جوبا لا تنقطع أصبحنا نشك<br &sol;>&NewLine;قال&period;&period; نشك&period;&period;؟؟<br &sol;>&NewLine;&lpar;وغليان اصطراخ وشتائم&rpar;<br &sol;>&NewLine;قال صديق شيوعي منذ ان كنت انت تمشي خلف أمك&period;<br &sol;>&NewLine;قال نوقع مع فصيل نحاربه؟؟<br &sol;>&NewLine;قال حمدوك وقع&period;&period;<br &sol;>&NewLine;قال هذا انتصار شخصي&period;<br &sol;>&NewLine;قال متى نسحب كل الوزراء والولاة الشيوعيين من قحت؟<br &sol;>&NewLine;قال لماذا لم تحتج على نقد في تعامله مع الإسلاميين&period;<br &sol;>&NewLine;قال&period;&period; نقد كان &lpar;محترماً&rpar;&period;<br &sol;>&NewLine;والحديث عن صلة المحترمين من الشيوعيين مع المحترمين من الكيزان يغلي&period;&period;<br &sol;>&NewLine;وفي الغليان جاءت كلمات الهبوط الناعم والكباري والإسلاميين&period;<br &sol;>&NewLine;والاتفاق على اجتماع سري حاسم بقيادة الشيوعي كان ما يرسمه هو جملة واحدة<br &sol;>&NewLine;الاتفاق على أن يقوم التأمين بتفتيش كل أحد عند الباب&period;&period; إلى حد السراويل&period;<br &sol;>&NewLine;فلا أحد يثق في أحد&period;&period;<br &sol;>&NewLine;والعربات توقف بعيداً عن مكان الاجتماع&period;<br &sol;>&NewLine;كل أحد كان &lpar;يصل الحد&rpar; في عدم ثقته بالآخرين في قيادة الحزب&period;<br &sol;>&NewLine;خارج القاعة كان الحديث عن قوش وعن عشرين شخصية&period;&period; حديث هو وحده ما يجعل للاحداث الآن معنى&period;<br &sol;>&NewLine;وقوش شخصية في بطنها زحام من الشخصيات&period;<br &sol;>&NewLine;وما يدهش هو أن ابنعوف وقوش والبرهان وحميدتي &period;&period; و… و…&period;&period;<br &sol;>&NewLine;لم يكن لهم علم بالانقلاب حتى الأيام الأربعة التي سبقت الاعتصام&period;<br &sol;>&NewLine;وقوش وشخصية أخرى يقرأ الاحداث المتدفقة&period; ويجد أن السيل يحمل اليه كرسي الرئاسة&period;<br &sol;>&NewLine;وأجهزة المخابرات العشرين تقرأ الكتاب ذاته وتكتشف الأمر ذاته&period;<br &sol;>&NewLine;ومدهش أن قوش يقرر القيام بانقلاب<br &sol;>&NewLine;بمسدس أحد الضباط من حرس الرئيس البشير ملصقاً برأسه ليحسم كل شيء&period;<br &sol;>&NewLine;والرئيس يمنع الضابط ويقول<br &sol;>&NewLine;لا نريد الدم<br &sol;>&NewLine;بعد دقائق كان قوش يستخدم هاتفه ويطلق خطوات الانقلاب&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;كل هذا له تفصيل كثيف نعود إليه&rpar;،<br &sol;>&NewLine;يبقى من مشهد نهر النيل أن الفريق محجوب يدعو الولية الوالي&period; والمرأة ترفض الدعوة&period;<br &sol;>&NewLine;والرفض يصبح صفحة أخرى من كتاب<br &sol;>&NewLine;الوصول إلى الحد&rpar;<br &sol;>&NewLine;والوصول إلى &lpar;طالعني&rpar;&period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>الانتباهة<&sol;p>&NewLine;

Exit mobile version