Site icon المجرة برس

أحمد يوسف التاي : كالتولي يوم الزحف

<p>&lpar;1&rpar;<br &sol;>&NewLine;قبل بضعة أشهر هاتفني رجل أعمال صديق وزميل دراسة يلفت انتباهي إلى أمر في غاية الخطورة ويريد أن أسلط الضوء عليه، وهو موضوع «Ø§Ù„تحصيل» …الحقُ أني لما سمعته يذكر التحصيل ظننته يشتكي من كثرة الجبايات وازدواجية الرسوم وتعددها وكثرتها والغلظة في تحصيلها فضلاً عن تقديراتها الجزافية كما كان سائداً، وهي شكوى لن يملها التجار ورجال الأعمال ومن هم على شاكلتهم، وظلت تطرق مسامعنا على أيام النظام المخلوع، ولهذا ظننتُ أن الموضوع لا يخرج عن هذه الاسطوانة القديمة ولا أقول المشروخة&period;<br &sol;>&NewLine;لكن كانت المفاجأة أن صديقي رجل الأعمال يشكو من غياب التحصيل، ويقول إن ما لفت انتباهه أنه ولمدة طويلة جداً انقطع عنهم المتحصلون وجباة الضرائب والرسوم وكان ذلك موضع نقاش طويل بينه وبعض زملائه في الغرف التجارية والصناعية ، ولم يقف صديقي عند هذا الحد بل أردفها بعبارة تتوقد حذراً&colon; &lpar;اخشى أن يكون الأمر مقصود لخنق حكومة الثورة&rpar;…<br &sol;>&NewLine;&lpar;2&rpar;<br &sol;>&NewLine;كنتُ قد أشرتُ في مقال سابق إلى ظاهرة انكماش التحصيل وتوقفه تماماً في بعض الجوانب وذكرتُ بالطبع طلب صديقي رجل الأعمال بتسليط الضوء على الغياب المتعمد للتحصيل …بالأمس وبينما أتابعُ الورقة التي قدمها رئيس الوزراء د&period; عبدالله حمدوك أثناء المؤتمر الاقتصادي الذي انطلق أمس تذكرتُ حكاية التحصيل تلك ، عندما ذكر حمدوك أن نسبة تحصيل الضرائب الآن في البلاد تراجعت إلى ما نسبته &lpar;6&percnt;&rpar; فقط …&excl;&excl;&excl;&excl; وعلى ذلك قِس تحصيل الرسوم الأخرى من الجمارك وحتى النفايات التي توقفت تماماً ، وكذلك مخالفات المرور التي تراجعت إلى حد التلاشي، وانتهاءً برسوم الخدمات الأخرى&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;3&rpar;<br &sol;>&NewLine;على أيام النظام المخلوع كُنا نُدهش بتقارير المراجع العام حينما يذكر فقدان خزينة الدولة لمبالغ ضخمة نتيجة للتهرُّب الضريبي والإعفاءات التي يحظى بها أولاد &lpar;المصارين البيض&rpar; وهي مبالغ كبيرة جداً…والآن كل الشعب السوداني في حكم المُتهرِّب من دفع الضريبة أو المعفي منها بسبب الغياب المتعمد للتحصيل…التهرب الضريبي والإعفاءات كانت لا تتعدى الـ &lpar;5&percnt;&rpar; ، والآن نحنُ نتحدث عن فقدان خزينة الدولة لـ &lpar;94&percnt;&rpar; من إيرادات الضرائب…السؤال الجوهري لمصلحة من يحدث ذلك ؟ وهل تحولت الدولة إلى جمعية خيرية ذاتية الموارد تدفع ولا تأخذ شيئاً…<br &sol;>&NewLine;&lpar;4&rpar;<br &sol;>&NewLine;دفْعُ الضريبة في كل دول العالم هو رمزية للانتماء واعتزاز بهذا الانتماء لوطن تدفع أعزَّ ما تملك لنمائه ونهضته وعزته وكرامته ولكي يبقى سيداً عزيزاً موفور الكرامة، وإذا كان غيرك يدفع الروح رخيصةً فلن يغلى بعدها شيء من لُعاع الدنيا الفانية… في دول العالم المتحضر يفتخر الناس بدفع الضريبة للوطن وهذا هو ما يؤكد الشعور بالانتماء للوطن …في رأيي أن التقاعس عن دفع الضريبة والتراخي المتعمد عن تحصيلها لهو جريمة مثلها مثل التولي يوم الزحف……&period;اللهم هذا قسمي فيما أملك&period;<br &sol;>&NewLine;نبضة أخيرة&colon;<br &sol;>&NewLine;ضع نفسك دائمًا في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين&period;<&sol;p>&NewLine;<p>الانتباهة<&sol;p>&NewLine;

Exit mobile version