سهير عبدالرحيم : صح النوم حمدوك

<p>قبل يومين إلتقيت بأحد أصدقائي الذي عاد من رحلة أستشفاء والدته بأسبانيا ، صديقي الصيدلاني معتز معاذ ، قابلته في الطريق و تحركنا سوياً إلى صيدليته القابعه قبالة مستشفى التميز الأكاديمي &period;<br &sol;>&NewLine;معتز كان قد جلب لي معه بعض الهدايا &lpar;أدوية &rpar;…&excl;&excl; ، يا سبحان الله صارت هدايا المهاجرين أدوية لجبر خواطرنا المكسورة على بوابات الصيدليات الفارغة&period;<br &sol;>&NewLine;في الطريق قال لي معتز &colon; &lpar;هنالك مشهد لن تصدقيه لذلك أرغب في أن تشاهديه بنفسك&rpar;&period;&period; وفعلاً وحين وصلنا قبالة مستشفى التميز البوابة الغربية وجدت مشهداً لا يمكن وصفه&period;&period;؟&period;<br &sol;>&NewLine;عشرات المواطنين يفترشون الأرض و يلتحفون السماء بعضهم متكئاً على الرصيف والبعض تفيأ ظلال شجرة جفّ ضرعها لإنقطاع الماء ، وآخرين تسولوا أسّرة أصحاب الدكاكين ، مرضى قابعون تحت الحوائط ومن لديه بقية عافية توسد مقعداً لدى ست الشاي &period;<br &sol;>&NewLine;ترجلت من السيارة و إتجهت نحو بوابة المستشفى ، وجدت الباب مغلقاً بعارضة حديدية في المنتصف ثم وضعت منضدة خشبية خلف العارضة جلسن فوقها عدد أربع موظفات فيما جلست البقية على كراسي&period;&period;&excl;<br &sol;>&NewLine;شيء أشبه بـ&lpar;تربيزةالخضار&rpar; في الأسواق الشعبية التي يضعها البائع حاجزاً من الداخل أوأقرب إلى &lpar;مغلق&rpar; لمواد البناء ، سألت الموظفات بدهشة بالغة أين الأطباء&period;&period;؟ أين الممرضين&period;&period;؟ أين الإدارة&period;&period;؟ أين&period;&period; وأين&period;&period; ، أين مستشفى التميز الأكاديمي&period;&period;؟&period;<br &sol;>&NewLine;أجبنني أن الأطباء مضربون عن العمل منذ ثلاثة أسابيع &period;&period;؟؟ ، أي نعم والله إضراب في مستشفى حكومي حيوي ولا أحد يدري ماحدث&period;&period;؟&period;<br &sol;>&NewLine;ليس ذلك أسوأ مافي الأمر بل الأسوأ أن الإضراب أيضاً شمل مستشفى إبراهيم مالك&period;&period;؟&period;<br &sol;>&NewLine;بمعنى أن المواطن من هؤلاء يستأجر ركشة بمبلغ ثلاثمائة جنيه ذهاباً و ثلاثمائة إياباً و هو يحمل مريضاً ربما يلفظ أنفاسه الأخيرة في الركشة ثم يفاجأ لا أطباء لا تمريض لا غرفة عمليات لا غرفة إنعاش لا معمل لا إدارة لا سرير&period;&period; لاشيء&period;&period; لاشيء البتة بإختصار لايوجد مستشفى &period;<br &sol;>&NewLine;ولكن يوجد مبنى مؤجر للقطط و الذباب و الباعوض<br &sol;>&NewLine;أين وزير الصحة ياهؤلاء&period;&period;؟ ، أين حمدوك نفسه&period;&period;؟ ، بل أين الحكومة&period;&period;؟ أين الدولة&period;&period;؟&period;<br &sol;>&NewLine;السيد حمدوك متى كانت آخر مرة قابلت فيها وزير الصحة المكلف د&period; أسامة أحمد عبدالرحيم&period;&period;؟ ، عن ماذا سألته و ماكان فحوى ذاك الحديث&period;&period;؟&period;<br &sol;>&NewLine;ماذا قال لك الوزير عن وزارة الصحة&period;&period;؟ ،هل حكى لك الرجل عن المستشفيات&period;&period;؟ وعن الدواء &period;&period;؟ هل قص عليك معاناة المرضى&period;&period;؟&period;<br &sol;>&NewLine;دعك من كل هذا هل حكى لك أن أثنتين من أكبر المستشفيات في الخرطوم مغلقتين تحت بند الإضراب &period;&period; ؟؟ أتراك تعلم &period;&period;؟ ربما أيضاً وزيرك لا يعلم&period;&period;؟&period;<br &sol;>&NewLine;خارج السور &colon;<br &sol;>&NewLine;ماذا يدير وزير الصحة إذا كانت أثنتين من أكبر المستشفيات الحكومية خارج الخدمة&period;&period;؟ ، وماذا يدير حمدوك إذا كانت وزارة الصحة في حكومته ميتة سريرياً&period;<&sol;p>&NewLine;<p>الانتباهة<&sol;p>&NewLine;