حسين خوجلي : إن الذئاب طويلة الأعمار!

<p>المتابع هذه الايام لعدد القتلى وأنواعهم في بلادنا يصاب بحزمة من المشاعر المتداخلة ما بين الأسف والحزن والقلق والخوف والغثيان والإشفاق والمذلة&period;<br &sol;>&NewLine;لقد أصبح الجميع يصمون آذانهم ويغمضون أعينهم عن طوفان الموت المجاني وإغراق الأرواح في برك العدمية الآسنة الغارقة في شح النفس وتحريض الشيطان&period; إن معرض الآثام فيه كل أنواع القتل منذ فجر البشرية وقد أضاف إليه السودانيون بإبتكارهم المعهود الكثير من الأنواع والأمثلة والصرعات&period;<br &sol;>&NewLine;قتلى صفوف الخبز<br &sol;>&NewLine;قتلى الصراع القبلي<br &sol;>&NewLine;قتلى الصراع الطبقي<br &sol;>&NewLine;قتلى الصراع المناطقي<br &sol;>&NewLine;قتلى الصراع المذهبي<br &sol;>&NewLine;قتلى صراع الأراضي والمشروعات<br &sol;>&NewLine;قتلى المواتر والخناجر والسواطير<br &sol;>&NewLine;قتلى الموت العبثي في &lpar;سفة&rpar; أو &lpar;فكة&rpar; أو شتيمة عابرة<br &sol;>&NewLine;قتلى الصراع في سبيل حبيبة نافرة أو زوجة متمردة<br &sol;>&NewLine;قتلى بيوت الأفراح باستجلاب المأساة بالملهاة<br &sol;>&NewLine;قتلى المدن – الجنينة – كسلا وأخريات<br &sol;>&NewLine;قتلى الخلاوى<br &sol;>&NewLine;قتلى الحقد السياسي<br &sol;>&NewLine;قتل الانتقام والاعتصام<br &sol;>&NewLine;قتلى المخابرات وخلايا دول الجوار<br &sol;>&NewLine;قتلى المطبات والتخطي في طرق المرور السريع<br &sol;>&NewLine;قتلى إهمال اقسام الحوادث والمشافي<br &sol;>&NewLine;قتلى إنعدام الادوية المنقذة للحياة<br &sol;>&NewLine;قتلى إحتراق الحشي وشق الغبينة<br &sol;>&NewLine;قتلى الغابة والدهّابة<br &sol;>&NewLine;قتلى ارساليات ومتمردي البابا<br &sol;>&NewLine;قتلى العيون التي في طرفها ضجر<br &sol;>&NewLine;قتلى الاعتراض والاغتصاب<br &sol;>&NewLine;قتلى الأطفال وسحق الآمال<br &sol;>&NewLine;قتلى العرقي الداشر والسم الهاري<br &sol;>&NewLine;قتلى إنعدام مصل العقارب والثعابين<br &sol;>&NewLine;قتلى الشاحنات والكلمات الجارحات<br &sol;>&NewLine;قتلى الأيادي المأسورة والأحزاب الماسورة<br &sol;>&NewLine;قتلى المهاجرين عبر البحار<br &sol;>&NewLine;قتلى الليل والنهار<br &sol;>&NewLine;لقد أدمن الجميع كل أنواع الموت في سبيل الحياة المرتخصة والرخيصة وامتنعوا عن الرحيل الرائع والموت أو الحياة في سبيل الله&period;<br &sol;>&NewLine;إن المتأمل لعدد القتلى وأنواع القتل والموت والاغتيال يتأكد بأن هذا الشعب النبيل الكريم قد انهار تماماً وتدحرج صوب الهاوية وأن هذه البلاد النبيلة الكريمة البكر قد سقطت إلا من إلتماعة أمل بعيد&period;<br &sol;>&NewLine;أما حكومة المحاصصة وغرباء المنافي فهي وحدها التي ظلت معلقة على خيط السقوط وقد إستحقت كل أسبابه ومستحقاته بجدارة لكنها ظلت متأرجحة وسط دهشة أهل الداخل والخارج لم تسقط بعد ولايملك أهل التفسير لذلك إلا عبارة شرف الكلام &lpar;إن الذئاب طويلة الأعمار&rpar;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>الانتباهة<&sol;p>&NewLine;