في تطور غير مسبوق لاسناد حكومة حمدوك من السقوط بعد انخفاض شعبيتها، وجه مجلس الأمن الدولي في الجلسة الأخيرة البعثة السياسية “يونيتامس” بأستعجال الخطى وعلى جناح السرعة مباشرة مهامها في السودان في الخامس عشر من الشهر الحالي قبل الاتفاق على من يرأسها.
ولم تتوقع الأمم المتحدة أن يوقع نائب رئيس المجلس السيادة محمد حمدان دقلو اتفاق سلام مع حركات الكفاح المسلح في الوقت القصير قبل نهاية العام الحالي الأمر الذي سيؤدى إلى تغيير المشهد السياسي الراهن بشكل مستعجل خلال الأيام المقبلة، وتبدأ الفترة الأنتقالية بترتيبات إشراك الحركات الموقعة علي السلام في مجلسي السيادة والوزراء والمجلس التشريعي الانتقالي وحكومات الولايات .
ويرى الخبير في الدراسات الاستراتيجية دكتورمحمد على تورشين ان الأمم المتحدة حتى لا تفقد السيطرة نهائياً في السودان، وبات جلياً ان الشعب السوداني خاب أمله تماماً في حكومة حمدوك الذي فقد التأييد وادرك الغرب انه لن يستطيع البقاء على هرم السلطة طويلاً وعملوا على استعجال التدخل السريع وتثبيت الأوضاع المتأزمة كما هى في ظل وجود حمدوك الذي يتيح لهم التدخل للحصول على مصالحهم.
وأرجع الخبير تورشين ان حكومة حمدوك أدركت أخيراً ان الطريق إلى واشنطن يمر عبر إسرائيل بالرغم من ان القيادتين المدنية والعسكرية في السودان تدركان مخاطر التطبيع كونه غير مقبول من قبل المواطنين ويمكن ان يزعزع الأمن القومي نسبة لهشاشة الوضع الراهن واستفحال الأزمة الاقتصادية وبروز أصوات تهدد بأستخدام السلاح في حال تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتخوف الخبراء من ان الاوضاع الاقتصادية اذا استمرت كما هي الآن ستتحرك ثورة الجياع التي تنطلق شرارتها من صفوف الخبز وغضب الشارع ولن تستطيع حكومة حمدوك الصمود أمام مظاهرات الجياع فى ظل التضخم الاقتصادي والغلاء المعيشي وخاصة ان المؤتمر الاقتصادي لم يخرج بشئ ملموس في معالجة الأزمة الاقتصادية. ويرى الخبراء ان وصول بعثة يونتيامس قبل الموعد المضروب يعزز طلب حمدوك بصورة انفرادية من الامين العام للامم المتحدة بتوسيع مهام البعثة لتشمل كامل البلاد تحت البند السادس والحيلولة دون سقوط حكومته من غضب الشارع، فهل يكون استعجال البعثة نعمة ام نقمة بالنسبة للاوضاع العامة بالبلاد؟
الانتباهة