واجه الموسم الزراعي الصيفي لهذا العام عدداً من التحديات أهمها الفيضانات التي ضربت معظم المشروعات الزراعية، الا أن مشكلة الفيضانات لم تكن وحدها العائق، حيث برزت مشكلات مدخلات الحصاد التي تتكرر كل عام. وبالرغم من الإنتاجية العالية والمبشرة، فقد شكا معظم المزارعين من شح في الوقود فضلاً عن غلاء الأيدي العاملة، وكذلك شح في جوالات الخيش بجانب نقص كبير في الحاصدات.
تحريض العمالة
شكا المزارع أسعد البدوي بولاية القضارف من وجود تحديات تواجه موسم الحصاد بالولاية، وقال لـ (الإنتباهة) إن أبرز المشكلات التي تواجه المزارعين الآن ارتفاع أجرة العمالة اليومية بصورة كبيرة، حيث وصلت إلى (800) جنيه، وأرجع السبب إلى وجود جهات لها علاقة بالسياسة تعمل على تحريض العمال بزيادة الأسعار وتهديدهم بالتعرض للضرب في حال استمرارهم في العمل، ولفت أسعد إلى أن الجانب الأمني في الولاية ضعيف، رغم تبليغ المزارعين الجهات الأمنية المختصة بهذه التجاوزات التي تتم على مرأى ومسمع الجميع، إلا أنه لا توجد استجابة تمنع ما يحدث للمزارعين، وتوقع حدوث اشتباكات بين المزارعين والعمال لجهة وجود (طابور خامس) بين المزارعين والعمال يعمل على عدم استقرار الأوضاع، وأشار إلى عدم توفر وغلاء مدخلات الحصاد خاصة إسبيرات حصادات السمسم، في ظل عدم التعاون بين الشركات الزراعية العاملة والمزارعين، فضلاً عن غلاء جوالات الخيش الذي بلغ سعر البالة منه (190.000) جنيه للبالة الواحدة و (650) جنيهاً للجوال، ونوه بأن سعر البالة في البنك الزراعي (130.000) جنيه لكن الكمية قليلة ولا تكفي للحصاد، فضلاً عن ارتفاع سعر الوقود، مبيناً أن سعر برميل البنزين بلغ (21.000) جنيه، ونبه إلى أن بعض المزارعين يتجهون إلى الزراعة المروية، لجهة أن المحاصيل الزراعية في القضارف مكلفة وأسعارها غير مجزية، مبيناً أن مساحة القضارف الزراعية تبلغ (12) مليون فدان، أما المساحة المزروعة حالياً أكثر من (7) ملايين فدان .
اضطراب في الأسعار
وفي المقابل كشف المزارع عبد الحميد آدم مختار بولاية النيل الأزرق لـ (لإنتباهة) أمس، عن بدء ترتيبات الحصاد مع شركات القطاع الخاص والبنك الزراعي، بغرض توفير مدخلات الإنتاج كالوقود وآليات الحصاد والخيش، وأكد أن البنك والشركات التزموا بتوفير كل متطلبات الإنتاج، ونبه مختار إلى اضطراب في أسعار مدخلات الإنتاج، وقال إن المزارعين سيتعاملون حسب آلية السوق بإضافة التكلفة للأسعار، وأضاف أن حصاد السمسم بدأ منذ بداية الشهر الجاري، أما حصاد الذرة فيبدأ بشهر ديسمبر المقبل، أما بداية حصاد القمح ففي شهر ديسمبر إلى فبراير.
عطاء
ومن جانبه أكد مدير البنك الزراعي عبد الماجد خوجلي على ضرورة توفير الف حاصدة تم استيراد اسبيرات لها بواقع (500.000) يورو، وقال إن الإنتاجية مبشرة في محصول الذرة والفول السوداني، وكشف لـ (الإنتباهة) عن وجود بعض الإخفاقات في محصول السمسم في بعض الناطق، معلناً عن طرح عطاء لاستيراد (95) مليون جوال من البلاستيك لتغطية العجز في الخيش .
عطش
وقال المزارع عبد العزيز البشير بمنطقة السوكي ان بعض الأقسام تعرضت للعطش في شمال (ود أونسة) وشمال قسم (سالمة) مما أضر بالمحاصيل خاصة محصولي الذرة والقطن، الا أن المزارعين استعملوا الطلمبات الرافعة للري، وتوقع أن تكون الإنتاجية متوسطة، وأشار إلى أن الإنتاجية كان يمكن أن تكون أعلى في حال عدم وجود العطش الذي أصاب المحاصيل، وشكا البشير من شح كبير في الوقود، مع عدم توفر الخيش وغلائه، فضلاً عن عدم توفر الأيدي العاملة.
شح الوقود
ويبدو أن الوضع بمشروع الجزيرة ليس بالأفضل مقارنة مع بقية المشروعات الأخرى، حيث أفاد المزارع إبراهيم صديق بولاية الجزيرة بوجود بعض المشكلات في محصول الذرة وأهمها شح في الوقود (الجاز)، وقال إنه عندما يكون الوقود مدعوماً يعمل على تخفيف قيمة الحصاد .
إلى ذلك لفت المزارع أسامة حسين بولاية نهر النيل إلى معاناة المزارعين من شح الجازولين مع جفاف المياه في الوديان لجهة ضعف الأمطار بالولاية، وتوقع ضعف الإنتاجية لضعف معدلات الأمطار، وقال إن المساحات التي تمت زراعتها مروياً كالذرة وعباد الشمس قليلة .
الانتباهة