اخذت ظاهرة حرائق النخيل تتكرر بشكل ملحوظ بالولاية الشمالية وتلتهم آلاف النخيل، ويتزامن ذلك في الغالب مع اقتراب فترة حصاد البلح التي يتنظرها المزارعون بفارق الصبر. وتسبب ذاك في خسائر مادية تعرض لها عشرات المزارعين، وتبدو القواسم المشتركة بينها جميعاً هي ان الفاعل مجهول مع استجابة ضعيفة من قبل سلطات الدفاع المدني وغياب التحقيق، وما بين حادثة حريق واخرى تطل واحدة اكثر بشاعة من سابقاتها، وكان آخر ما حملته الاخبار ما تعرضت له منطقة (نلوة) بمحلية وادي حلفا، حيث تمكنت شرطة الدفاع المدني بالولاية الشمالية من السيطرة على الحريق، وأودي الحريق بمحصول البلح الذى كان اهالي القرية يستعدون لحصاده, وسط توقعات ان يحقق انتاجية عالية. وقد ناشد ممثلو اهالي القرية والي الشمالية ومجلسي السيادة والوزراء، التدخل لانهاء ظاهرة الحريق، الى جانب تقديم دعم لشرطة الدفاع المدني بتوفير عربات مطافئ، على الاقل في كل وحدة ادارية. ويقول المزارع خليل حسين من منطقة عبري انه فقد كثيراً من محصوله بسبب الحريق الذي تعرضت له اشجار النخيل، وقال انه كان يعول كثيراً على هذا الموسم، وذلك لتغطية مديوناته للبنك وغيرها، ويضيف قائلاً: (نطالب الجهات المختصة بتعويضنا وجبر الضرر). واكدت قيادات اهلية بالمنطقة أن المواطنين أسهموا في إخماد النيران، وأشاروا إلى أن الحريق يعد الثاني من نوعه دون أن تقدم حكومة الولاية اية تعويضات، ولم تتفقد حتى المزارع التي طالها الحريق . وشب حريق هائل في نخيل قرية بجزيرة صاي بوحدة عبري الإدارية محلية حلفا نهار أمس، وامتد لفترة طويلة قبل إخماده، وقضى الحريق على مساحات كبيرة من النخيل المثمر بسبب شدة الرياح التي ضربت المنطقة، وشاركت مطافئ وحدة عبري وشرطة الدفاع المدني برئاسة محلية حلفا ووحدات أخرى من الولاية.
وأكد مدير إدارة شرطة الدفاع المدني بالولاية الشمالية بالانابة الرائد شرطة ياسر الياس الصافي أحمد في تصريحات صحفية، انه تم التدخل لاحتواء الحريق بعربة إطفاء من محلية دلقو وطلمبات وقوة من وحدة عبري الادارية، بجانب إرسال فريق من دنقلا بقيادة الملازم أول شرطة محمد علي ابو بكر ومساعدة وتعاون اهالي القرية مع شرطة الدفاع المدني للسيطرة على الحريق. وأشار الى ان الحريق خلف اضراراً وخسائرة كبيرة في أشجار النخيل بالقرية بلغت حسب الحصر الاولي الذي تم (700) نخلة مثمرة. وأشاد مدير ادارة شرطة الدفاع المدني بالشمالية بالانابة بالجهود الكببرة التي بذلت من قبل افراد شرطة الدفاع المدني وتعاون الاجهزة التنفيذية بمحلية حلفا وانسان قرية (نلوة)، الشيء الذي أدى الي إخماد الحريق خلال (38) ساعة من العمل المتواصل، منذ اندلاعه يوم الخميس الماضي وحتى يوم الجمعة. وقال الرائد ياسر الياس الصافي إن الحرائق المتكررة التي ظلت تتعرض لها المناطق شمال الولاية الشمالية تحتاج من الجميع لتضافر الجهود وتوفير الإمكانات اللازمة لادارة شرطة الدفاع المدني التي تعمل في ظل نقص الآليات والقوة البشرية.
وعزا مصدر، فضل حجب اسمه، لـ (الإنتباهة) الحريق لنظافة الحشائش في المساحات الزراعية المحيطة بأشجار النخيل بغية التحضير للزراعة، وقال إن الحريق تسبب في خسائر مادية فادحة وقضى على ما يقارب (2000) نخلة غالبيتها مثمرة، إلى جانب تلف ثلاثة وابورات زراعية وخراطيم الري، وامتدت آثار الحريق إلى ثلاثة منازل غير مأهولة بالقرية.
ويقول ناشطون محليون ان حرائق النخيل قضت على أكثر من (500) ألف نخلة، منذ عام 2006م وحتى مطلع عام 2020م.
الانتباهة