Site icon المجرة برس

اخطر تقرير عن التطبيع :بدأ مع البشير وانتهى مع البرهان دون علم حمدوك

 

 

 

كشف الصحفي الاسرائيلي باراك رافيد” في تقرير عن “الصفقة الأمريكية مع السودان”عن اتصالات سرية بين الخرطوم وتل أبيب حول “التطبيع” بدأت منذ عهد الرئيس المخلوع عمر البشير وتواصلت مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان دون علم رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك الذي أبدى رفضه لإقامة علاقات مع الدولة العبرية كشرط لرفع اسم بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب قبل ان تجبره”الضغوط الأمريكية” على القبول “بصفقة ترامب”

وأكد رافيد أن الولايات المتحدة التي توسطت للتطبيع بين السودان واواشنطن كانت هي الواجهة الرسمية، بينما يعود الفضل إلى محادثات سودانية اسرائيلية كانت تتم بشكل سري!

وقال رافيد إن الاتصالات السرية هي التي مهدت الطريق إلى الصفقة التي أكد أنها كانت في طور الإعداد لقرابة العام.

وقال رافيد إن مصدر معلوماته يعود لأربعة مسؤولين أمريكيين واسرائيليين شاركوا في العملية إلا أنهم رفضوا الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية المحادثات.

البشير بدأ محادثات مع اسرائيل، في محاولة يائسة للتمسك بالسلطة!

وأعاد رافيد المحادثات إلى عهد الرئيس المخلوع “عمر البشير”، وتحديدا في العام 2019 حيث تواصل البشير مع اسرائيل فيما وصفه الصحفي الاسرائيلي ب”محاولة ياسة للتمسك بالسلطة”!

وأكد رافيد إجراء “المخلوع” اتصالات مع ضابط مخابرات اسرائيلي، كان خبيرا في التعامل مع حماس في قطاع غزة، قبل أن يتحول فيما بعد إلى دبلوماسي يدعى “ماعوز”؛ لعب دورا داخل مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” في تطوير العلاقات مع دول افريقية وعربية ليس لها علاقات مع اسرائيل.

وبحسب تصريحات لمسؤولين اسرائيليين؛ فإنهم كانوا على استعداد للاستماع للبشير ولكن ليس مساعدته!

وفي يناير الماضي، وبعد أشهر من الإطاحة بالبشير، اقترح “نتنياهو” عقد اجتماع مع رئيس الحكومة الانتقالية في السودان، الجنرال عبد الفتاح البرهان، لمناقشة التطبيع.

كوفمان وقدح الدم لعبا دور الوساطة بين “البرهان” و”نتنياهو”

وكشف “رافيد” عن دور لمحامي بريطاني اسرائيلي يدعى “نيك كوفمان”، قال إنه كان يقدم النصيحة للحكومة السودانية الجديدة حول تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية، وكشف رافيد عن حمل “كوفمان” رسالة للبرهان حول امكانية عقد لقاء مع البرهان، وعاد برد ايجابي!

وتحدث رافيد ايضا عن دور الراحلة “نجوى قدح الدم”، المستشارة المقربة من البرهان والرئيس اليوغندي يوري موسيفيني، وقال رافيد إنها عملت مع “ماعوز” لترتيب لقاء سري في يوغندا تحت رعاية “موسيفيني”.

ووصف رافيد اجتماع عنتبي الذي تم في الثالث من فبراير 2020 ب”الاختراق” في تاريخ العلاقات السودانية الاسرائيلية، وأكد رافيد أن البرهان كان مستعدا للتطبيع على الفور ، وقال مسؤولون اسرائيليون إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي ترك في الظلام بشأن الاجتماع، اعترض بشدة.

ضابط المخابرات الإسرائيلية “ماعوز” كان في اتصال كل اسبوع مع البرهان ومساعديه حتى مع توقف المحادثات الرسمية

وطرأت ظروف بحسب رافيد عطلت المحادثات السودانية الاسرائيلية، منها انتشار جائحة كورونا، والانتخابات الاسرائيلية، إلا أن رافيد أكد على أن التواصل بين اسرائيل والسودان لم ينقطع مطلقا، فقد كان “ماعوز” في اتصال مع “البرهان” ومساعديه كل اسبوع!

وكشف رافيد عن سماح السودان للطائرات الاسرائيلية التي اجلت رعايا اسرائيل من جنوب افريقيا وامريكا اللاتينية في مارس الماضي.

وبعدها أرسل الإسرائيليون في وقت لاحق فريقًا طبيًا إلى السودان في مايو عندما أصيبت “قدح الدم” بفيروس كورونا، واكتشف الفريق الطبي الذي جاء لنقلها لإسرائيل بتأخر حالتها الصحية وتوفيت بعد أيام قليلة من وصول الأطباء.

تل ابيب أشارت على “بومبيو” بفتح قناة اتصال مباشرة مع “البرهان”

وكشف رافيد عن ضغوط مارستها الحكومة الإسرائيلية على وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي زار تل ابيب في ابريل لينظر إلى السودان باعتباره فرصة، وأشاروا عليه بفتح قناة اتصال مباشرة مع البرهان. وأكد رافيد أن المكالمة الأولى تم تسهيلها من قبل الاسرائيلين وجاءت بعد أيام قليلة من زيارته لإسرائيل.

وقال رافيد إن التقدم في المحادثات الأمريكية السودانية سار ببطء، حتى موافقة الإمارات على التطبيع مع إسرائيل، فبدأت واشنطن في البحث عن المزيد من الدول لتحذو حذوها.

واقترح الإسرائيليون أن تدمج إدارة ترامب حوارها مع السودان مع المحادثات الإسرائيلية السودانية بشأن التطبيع. وقدمت الإمارات العربية المتحدة اقتراحا مماثلا.

وأكد رافيد على أن السودان كان على رأس جدول الأعمال عندما زار بومبيو إسرائيل في أواخر أغسطس الماضي، وقام الإسرائيليون بتسهيل رحلة طيران مباشرة له من تل أبيب إلى السودان.

وقدم مساعدو نتنياهو نصائح لمستشاري بومبيو حول كيفية إدارة المحادثات مع السودان. واكد رافيد على حرص “البرهان” على إبرام صفقة تشمل قائمة الإرهاب والتطبيع، لكنه احتاج إلى موافقة حمدوك.

وعندما التقى بومبيو مع حمدوك، اقترح الصفقة التالية: سيتم إزالة السودان من قائمة الإرهاب، وتلقي حزمة مساعدات أمريكية وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأخبر بومبيو حمدوك أن ترامب مستعد لعقد الصفقة على الفور. حتى أنه اقترح إجراء مكالمة مع ترامب ونتنياهو لإبرام الصفقة ، لكن حمدوك اعترض.

بعد زيارة بومبيو واصل المسؤولون الاسرائيليون بمن فيهم السفير “رون ديرمر”، الضغط على إدارة ترامب لعقد الصفقة واقترح نتنياهو أن تقدم الولايات المتحدة المزيد من الحوافز للسودان

كما كان للسفير “ديفيد فريدمان”، سفير واشنطن لدى تل ابيب ومستشاره “ارييه لايتستون” دورا في الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق.

محادثات أبوظبي انفجرت بسبب الفجوة بين المساعدات التي قدمتها واشنطن والتي توقعتها الخرطوم!
بحلول 21 سبتمبر2020، بدا أن الصفقة كانت وشيكة. نظم الإماراتيون والإسرائيليون لقاء في أبو ظبي بين وفد سوداني رفيع وفريق من البيت الأبيض بقيادة الجنرال ميغيل كوريا، مدير مجلس الأمن القومي لإفريقيا والخليج.

لكن بعد يومين من المفاوضات، انفجرت المحادثات! كان أحد الأسباب هو الفجوة الكبيرة بين حزمة المساعدات التي توقعها السودانيون والحزمة التي قدمتها الولايات المتحدة.

وأكد رافيد على أن حواجز اللغة تسببت في ضياع الرسائل من الجانبين في الترجمة، “نطح المفاوضون الرؤوس وانهارت المحادثات”!.

عمل الإسرائيليون والإماراتيون على تخفيف التوترات وتقريب الجانبين، محذرين السودانيين من أنهم لن يحصلوا على مثل هذا العرض الجيد بعد الانتخابات الأمريكية، بينما ضغطوا على الأمريكيين لتيسير الصفقة.

بعد فترة هدوء قصيرة، استؤنفت المحادثات. تحدث “كوريا” ومبعوث البيت الأبيض “آفي بيركوفيتش” إلى السفير السوداني في واشنطن، وواصل بومبيو التحدث مع حمدوك، وواصل الإسرائيليون والإماراتيون الضغط على الجانبين.

وفي اجتماع حاسم كان في 21 أكتوبر عقد في الخرطوم كادت المحادثات ان تنهار مرة أخرى بسبب تسلسل عناصر الاتفاق.

حمدوك أصر على رفع اسم السودان من لائحة الإرهاب قبل إعلان التطبيع
أرادت الولايات المتحدة أن يعلن السودان عن اتفاق تطبيع مع إسرائيل أولاً، أو على الأقل بالتزامن مع الإعلان عن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.

إلا أن الجانب السوداني تمسك برفع اسم السودان من لائحة الإرهاب أولا، واستسلم الأمريكان في النهاية.

بعد يومين، من المفاوضات، نقلت كاميرات التلفزيون اتصالا رباعيا جمع ترامب ونتنياهو بالقادة السودانيين، وأعلن ترامب عن الصفقة!

وفي نهاية التقرير كتب رافيد أن هناك تخوفا من جانب الحكومة السودانية التي تخشى الانهيار وهي تعقد صفقة مع ترامب

Exit mobile version