Site icon المجرة برس

ميناء بورتسودان.. مقبرة الحاويات

<p>لأكثر من خمسة أعوام وهي الفترة التي اعقبت توقيع عقد الشركة الفلبينية، ظل ميناء بورتسودان يعاني من حالة عدم الاستقرار وحالة من الشد والجذب بين أطراف الصراع في هذه الحلبة كل من وزاة البنى التحتية وممثلها ادارة هيئة الموانئ البحرية ثم نقابة العمال المنقسمة على نفسها، غير المشاكل التي يعاني منها الميناء في بنياته التحتية والآليات التي تمثل روح العمل وما زاد الأوضاع سوءا الأحداث الاخيرة وتكرار إغلاق الميناء لاسباب مختلفة كل ذاك أسهم في تراجع الاداء وانعكس سلبا على الاقتصاد القومي وما تم تداوله مؤخرا حول اتجاه بعض الموردين لاستخدام موانئ بكل من مصر واريتريا واخيرا فقد أصدر وزير البنى التحتية نهاية الاسبوع الماضي قرارا بفصل ادارة الميناء الجنوبي وتعيين مدير تنفيذي بصلاحيات واسعة وهو ذات القرار الذي أعاد الميناء لواجهة الأحداث مع تصعيد خطير جعل الوزير يتراجع &period;&period; &lpar;الإنتباهة&rpar; نقبت في ملف الميناء الشائك للوصول الى الحقيقة فكانت هذه الحصيلة&period;&period;<br &sol;>&NewLine;قضية محورية<br &sol;>&NewLine;شغلت قضية الميناء الرأي العام وأخذت حيزا طوال الأيام الماضية ويقول والي الولاية المهندس عبد الله شنقراي في حديثه لـ&lpar; الإنتباهة&rpar; هذه قضية محورية باعتبار انه يخدم نحو 13 الف عامل غير ان مدينة بورتسودان تقدم خدمات لها ارتباطات مباشرة بعمل الميناء الى جانب ان الميناء يؤثر تأثيرا كبيرا على الاقتصاد القومي والولائي والمحلي، ولذلك تجدنا حريصين على استقرار الأوضاع بالميناء ونسعى لان يتطور لزيادة معدلات المناولة وكل الشركاء في الميناء لابد ان يكون تنسيق بين الشركاء لإكمال العمليات في فترة زمنية محددة بالذات في مجال الحاويات ويمثل 80&percnt; من نشاط الميناء لان التجارة أصبحت تعتمد عليها وهذه واحدة من التحديات حول كيفية تطور معدلات المناولات اليومية وحول تكرار إغلاق الميناء والإضرابات يقول الوالي اعتقد اتجاه البعض لإغلاق الميناء امرا مرفوضا جملة وتفصيلا ولا بد ان يكون هناك متسع من الحوار وعدم اللجوء لإغلاق الميناء او حتى الاعتصامات بالميناء وهو أمر مضر بالاقتصاد القومي وحتى اولئك الذين ينفذون عملية الإغلاق وينعكس هذا على مرتباتهم وحوافزهم ولهذا أكرر لا لإغلاق الميناء ولا للاعتصامات بداخله &period;<br &sol;>&NewLine;ماذا قال مدير العمليات ؟<br &sol;>&NewLine;ورغم كثرة الأعباء والملفات التي وجدتها امامه بمكتبه بهيئة الموانئ البحرية إلا ان نائب مدير العمليات بالهيئة د&period; عصام الدين حسابو لم يتردد في الاجابة على جملة من التساؤلات التي طرحتها «Ø§Ù„إنتباهة» وقال ان الاداء يسير بصورة جيد جدا فيما يلي حركة البواخر وكل البواخر التي تصل إلينا تدخل الى الميناء من صادر ووارد وتدخل الى الادارة العامة لعمليات النقل البحرية ولدينا كوادر مميزة في كافة المجالات فقط نعاني من نقص في المواعين البحرية سواء كانت الجرارات وبعض منها يحتاج الى صيانة ، الآن نعمل في إجراءات الصيانة لكن ما يعيقنا عدم وجود قطع الغيار أمر ضروري وتم تقديم طلب للحصول على قطع غيار منذ منتصف يناير الماضي إلا انه حتى الآن لم تصل نسبة لمشاكل التحويلات وأتوقع انه حال رفع الحظر يمكن الحصول عليها بسهولة اضافة لمشكلة جائحة كورونا ونتوقع ان نتحصل عليها في القريب العاجل&period;<br &sol;>&NewLine;آثار الشركة الفلبينية<br &sol;>&NewLine;ويقول حسابو من سلبيات الشركة الفلبينية انها استهلكت الكرينات بصورة كبيرة لمدة عامين خصما على الصيانات الدورية والسؤال الذي يفرض نفسه هل اتفاق الصيانة يقع على عاتق الشركة ام الهيئة ؟ وحدثت مقاومة شديدة من المجتمع المحلي وبالفعل فان الحكومة السابقة كانت في اتجاه بيع الميناء وهذه أقل شيء للخروج من الخصخصة لم أحضر توقيع العقد مع الشركة الفلبينية وأعتقد انه فرض فرضا على هيئة الموانئ البحرية وللأسف كانت هناك حماية من مؤسسة الرئاسة وتفرض على الجهات المعنية، اعتقد انها تجربة لم نستفد منها بعد خروج الشركة الفلبينية في العام 2017 بدأنا بالكوادر المحلية حاليا المحطة بها آليات كثيرة ضمنها 4 كرينات ظلت تعمل لأكثر من 20 عاما &period;<br &sol;>&NewLine;إيقاف الحساب<br &sol;>&NewLine;يقول حسابو بالطبع لها محاسن انها تعمل بنظام عالمي وملتزمون به وبالتالي وهذا افضل من النظام المحلي وبالتالي ارتفع الأداء التشغيلي ووصل انتاجية عالية وركزوا بصورة اكبر على الكرينات الجديدة لكن الاشكالية انعكست في الاسبيرات والقطاع الهندسي، وطالبنا الشركة الفلبينية بإحضار الاسبيرات وتم توريد المبلغ وفوجئنا بإشكالية بإيقاف الحساب هناك &period;<br &sol;>&NewLine;أعطال متكررة<br &sol;>&NewLine;الخبير البحري الكابتن فضل السيد عبيد والحاصل على دورة الحاويات بدأ حديثه متحسرا على ما آلت اليه الأوضاع يقول انه للأسف لا يوجد تخطيط استراتيجي فبعد ذهاب «Ø³ÙˆØ¯Ø§Ù† لاين» تم استيراد 6 بواخر في عام واحد ولكن تظل اشكالية الصيانة قائمة والآن نواجه ذات الاشكالية بعد إنشاء رصيف في العام 2010 به 4 كرينات في مقابل حجم الوارد والصادر اعتقد انها ليست كافية باعتبار انها تكون فاعلة باستمرار وبالتالي ستواجه أعطالا رغم عيب الرصيف 13و14 في واجهة البحر وعندما يكون الجو غير ملائم لا يعمل باستمرار ومن المفترض ان تكون هناك كرينات اضافية لإتاحة الفرصة للصيانة من جانب آخر عدم وجود الصيانة ادى الى استهلاك للكرينات في مقابل ارتفاع نسبة الوارد والصادر ومتوقع حدوث خلل مع عدم وجود الاسبيرات مقارنة في الموانئ العالمية والتي تعمل بنظام النافذة في زمن محدد ولذلك لا يمكن ان نعمل بذات البرنامج لكل شركة في مقابل هذه الاشكالات&period; ويواصل فضل اضافة لما خلفته الشركة الفلبينية وما صاحب تعاقدها من خلل حيث انها عملت على استهلاك الكرينات دون النظر للصيانة وتسببت في تعطيل عدد من المعدات وتم استهلاكها بصورة كبيرة ولم تجد أي اهتمام بالصيانة من قبل الشركة &period;<br &sol;>&NewLine;ضياع<br &sol;>&NewLine;الآن المعدات متواجدة ولكن تحتاج الى صيانة، ففي العام 2019 أكثر من 6 ملايين يورو ضاعت على الميناء وكانت كافية لصيانة الآليات الصادر والوارد يفرغ داخل الميناء هذا ما لا يحدث في بقية الموانئ 90&percnt; يستف داخل الميناء وهذه واحدة من الإشكالات &period;<br &sol;>&NewLine;حافز الحاويات<br &sol;>&NewLine;من الضروري استجلاب آليات وتدريب للفنيين وان يقيم الكادر البشري من ناحية مادية والاهتمام به رغم من ان الخطوط الملاحية تدفع حوافز لكل حاوية، ولكن هذا الحافز صار تعرفة رسمية مع ضرورة اشراك القطاع الخاص في ادارة الميناء الأرضيات تحاسب في ميناء جدة بالكيلو ولكن المشكلة تتكدس البواخر هنا لا بد من شراء الأسبيرات ولا بد من نظرة مستقبلية بإنشاء ميناء استراتيجي على مستوى عال بين القطاع العام والخاص لسبب توسعة الانتشار والاستفادة من دول الجوار مع تفعيل خطوط السكة الحديد &period;<br &sol;>&NewLine;وكيل وزير بالميناء<br &sol;>&NewLine;ولتطوير الأداء بالميناء يرى الخبير البحري فضل السيد انه لا بد من وجود مسؤولين بدرجة وكلاء وزارة للنقل للتجارة للصناعة بالميناء وهذه جهة سيادية تقوم باجتماعات دورية مع الجهات المعنية داخل الميناء بإمكانها محاسبة الجهات الاخرى ولتقييم وتقويم الأداء حتى لا يحدث مثل الخلل الذي نعايشه الآن &period;<br &sol;>&NewLine;واحدة من المشاكل الحاويات الحكومية تظل داخل الميناء لفترة قد تصل الى قيمة الحاوية حيث يوجد التعاقد ولا بد ان تكون هناك سياسات وتفعيل القوانين، ومعضلة اخرى داخل الميناء المواصفات الآن توجد بضائع كثيرة غير مطابقة للمواصفات&period;<br &sol;>&NewLine;مقبرة الحاويات<br &sol;>&NewLine;واحدة من الإشكالات ايضا استيراد التجار للبضائع في وقت الذروة واي بضاعة تمكث في الميناء اكثر من 3 شهور وتتكدس آلاف البضائع فبعض هذه البضائع صار خطرا على البيئة ولا توجد محرقة بمواصفات عالمية لا بد من تعرض للبيع كدلالة بعضها منتهية الصلاحية وبالتالي صار الميناء مقبرة حاويات وللأسف توجد 150 حاوية منذ العام 2018 يوجد بها أرز من المفترض ان يستفاد منه كعلف للدواجن ويضطر الميناء لإبادتها لإعادة الحاويات الى الخطوط الملاحية وهذا إهدار للمال نحن كشركة دفعنا مبالغ لإبادة حاويات &period;<br &sol;>&NewLine;خيارات قاسية<br &sol;>&NewLine;رئيس اتحاد المخلصين قبل تجميده علي حمد النيل نورين يقول في حديثه لـ&lpar; الإنتباهة&rpar; ان الميناء واحد من المؤسسات التي تأثرت بالسياسات السابقة، واضاف انها تمثل عنوان البلد وسيادته وتعتبر مدخلا للاقتصاد السوداني، ويضيف لهذا لابد من الاهتمام بها من كل المهتمين، مبينا ان الاتحاد يرفض بيع الميناء وخصخصته او إيجاره وقال كان هناك اتجاه لبيعه إلا انهم لا يمانعون من استجلاب خبرات اجنبية لضمان خروج الميناء من أزماته وذلك باتفاقيات تحفظ حقوق البلد، وأشار الى ان العالم أصبح يستفيد من الخبرات الخارجية &period;<br &sol;>&NewLine;حل إسعافي<br &sol;>&NewLine;وأرجع أسباب ازمة الميناء الى تعطل غالبية الآليات بما جعل البواخر تمكث خارج الميناء الى فترات طويلة، وقال ان الامر مربوط بمعدلات التفريغ خاصة الحاويات إلا انها تدنت بصورة واضحة غير انه طالب بحل إسعافي باستجلاب آليات للسحب مع صيانة الموجودة، واشار الى ضرورة الاهتمام بالكادر حيث انه في السابق كان يتم اختيارها بعيدا عن الكفاءة المهنية الى شح التدريب سواء بالداخل او الخارج للكوادر الموجودة، وقال ان المشكلات داخل الميناء ان بعض الخطوط الملاحية أوقفت عمليات الحجز بالميناء للتأخير الذي يتجاوز فترات تستمر الى أكثر من شهر وتقلص نشاط هذه الشركات من 4 رحلات خلال الشهر الى رحلة واحدة فقط كمثال كانت الباخرة تأتي من الصين بـ 2500 دولار الآن بما يفوق الـ 10 آلاف دولار وهذا بدوره انعكس تماما على تكلفة البضاعة وبالتالي على الأسعار ويضيف لا بد ان يكون للميناء استغلال مالي يتمثل في معالجة الإشكالات من الموارد الذاتية بالسرعة المطلوبة ولكن قبل تم سحب هذا الامتياز&period;<br &sol;>&NewLine;موانئ خارجية<br &sol;>&NewLine;ربما أثارت الأخبار المتداولة هذه الايام بكثافة حول اتجاه بعض الموردين والمصدرين لاستخدام موانئ خارجية حفيظة المهتمين بالامر على المستويين العام والخاص، وفي ذلك يقول حمد النيل ما يتم تداوله اتجاه البعض الى عمليات العبور او الترانزيت باعتباره مخرجا ومقترحات بان يكون ميناء العين السخنة بمصر ومصوع باريتريا، وهذا بالتالي يؤدي لتعطيل العمل بميناء بورتسودان وبالتالي ينتهي عمل كثير من القطاعات ولكن نأمل ألا يمضي هذا الامر الى الامام لكنه أمر سيكون واقعا إذا ما استمر التردي بالميناء&period;<br &sol;>&NewLine;آخر الأحداث<br &sol;>&NewLine;أعلن مدير الإدارة العامة للميناء الجنوبي جمال مبارك عن انتظام العمل بالميناء بعد توقف دام لساعات بعد الإضراب الاخير الذي دعا له تجمع عمال وموظفي هيئة الموانئ البحرية تنديدا بقرار وزير النقل الذي قضى بتعيين مدير تنفيذي للميناء ، اكد جمال مبارك وفي تصريح صحفي بأن عمليات المناولة تتم بصورة ممتازة بعد رفع الإضراب وعودة مشغلي الآليات والكرينات لمواقع عملهم ، واضاف قائلا&colon; ان الإضراب كان شاملا ادى لشلل تام في عمل الميناء ولكن بعد استجابة الوزير لمطالب العاملين عاد العمل سريعا لتفادي اي ازدحام يمكن ان ينشأ بعد التوقف الأخير &period;<br &sol;>&NewLine;بخلاف ما ورد<br &sol;>&NewLine;وتحدث مدير إدارة الصادر بالميناء عبدالله حسين آدم عن اكمال عملية التستيف للحاويات المعدة للتصدير بعد توقف دام لساعات بسبب الإضراب الاخير الذي انتظم الميناء ، وأضاف في قوله &colon; كما أن الحديث عن تكدس الحاويات بسبب عدم جاهزية الصادر للشحن ولتفادي ذلك قمنا بتخصيص موظفين من هيئة الموانئ لكل شركة ملاحية للإشراف على عمليات التستيف والشحن من أجل تسريع العمل ومنعا للتكدس، وأردف عبدالله قائلا &colon; أصبحت هناك ميزة أخرى بالميناء تتمثل في تخصيص أماكن منفصلة للحاويات لكل شركة لتسريع عمليات المناولة لأن عمليات فرز الحاويات في السابق كانت تأخذ وقتا طويلا يسهم في تأخير المناولة وايضا خصصنا مربطا محددا لكل منطقة من مناطق الصادر لتسريع المناولة&period;<br &sol;>&NewLine;تأهيل جرار<br &sol;>&NewLine;وتشهد ورشة الحوض والمواعين العائمة عمليات اعادة التأهيل للجرار «Ø¬Ø¨ÙŠØª» توطئة لعودته للخدمة حيث تشمل عمليات الصيانة الطلاء في البدن ومن ثم تركيب الماكينات وذلك تحت إشراف لجنة مختصة من خبرات بهيئة الموانئ البحرية على أيادي المهندسين والفنيين العاملين بها &period;<br &sol;>&NewLine;خردة<br &sol;>&NewLine;ومن جهته قال مدير إدارة ورشة الحوض والمواعين العائمة المهندس جيلاني بأن صيانة وتأهيل الجرار جبيت خطوة مهمة لتوطين صناعة السفن بالداخل&period; وتعتبر فرصة حقيقية لتدريب كوادرنا الموجودة بالورش ميدانيًا، واضاف جيلاني قائلا&colon; الجرار جبيت كانت قد جاءت توصية لبيعه كخردة إلا ان توجيهات مدير الموانئ كابتن اونور قضت بتأهيل الجرار ليقوم بتغطية حاجة الموانئ للتشغيل خاصة وأن عملية بناء جرار جديد تحتاج لأكثر من عام&period;<br &sol;>&NewLine;من المحرر<br &sol;>&NewLine;من خلال ما شاهدناه وسمعناه حول ميناء بورتسودان يؤكد ان هناك خللا واضحا واشكالات بعضها مرتبط بالإدارة وبعضها يقع على مسوؤلية العمال والضلع الثالث الوزارة الاتحادية وبالتالي فان تطوير الميناء لا ينفصل من أضلاع هذا المثلث وإلا سيكون الواقع أسوأ عما هو عليه الآن&period;<&sol;p>&NewLine;<p>الانتباهة<&sol;p>&NewLine;

Exit mobile version