Site icon المجرة برس

شركة السكر .. قصة موت معلن لـ (4) مصانع

<p>في الانتفاضة الكبرى التي شهدتها ارض القيادة العامة والتي أطاحت بعهد الانقاذ البائد الذي اتسم بالفساد والظلم وقف القيادي بقوى الحرية والتغيير مدني عباس مدني في إحدى فعليات الاعتصام يندد ويكيل السباب لحكومة البشير بأنها &lpar;حرامية&rpar; تقوم ببيع جوال السكر زنة &lpar;50&rpar; كيلو للمواطن بواقع الف جنيه وهو في الواقع لا يكلف سوى &lpar;700&rpar;جنيه، وشاءت الأقدار ان وضعت وجه سهامه للحكومة السابقة بان يكون وزيرا للصناعة والتجارة لتجعل في المحك بان يثبت ما ذهب اليه، ولكن بعد مرور عام على توليه منصبه قفز سعر جوال السكر الى &lpar;7&rpar; آلاف جنيه، يقف وراء هذه الرقم دمار وخراب شامل لحق بشركة السكر السودانية ومصانعها الأربعة لم تشهده من قبل في ظل صمت مطبق للوزير الذي يعتبر المسؤول الأول والحكومة المسؤول الثاني التي ارتضت ان يقف على رأس وزارة تشهد جميع قطاعتها الانهيار &period;<br &sol;>&NewLine;الدخول الى عالم شركة السكر السودانية والغور في أسرارها لم يكن بالامر السهل، كذلك الحصول على المعلومة، الإحباط والفشل كان واضحا على الوجوة، فهو يقف شاهد عيان لما وصلت اليه الشركة من تدهور في ظل إهمال وزير الصناعة&period;<&sol;p>&NewLine;<p>بداية الدمار<br &sol;>&NewLine;وعندما تسلم مدني عباس مدني زمام امر وزارته طلب حضور مدير شركة السكر السودانية الذي كان على أعتاب المعاش وقتها في ديسمبر من العام الماضي وقام بتسليمه خطابا بإقالة مديري مصانع السكر الأربعة وبعض مديري القطاعات دون استشارة مسبقة لمدير الشركة الذي رفض تنفيذ القرار&period; مستندا الى لوائح وقوانين وظيفية عمل من خلالها لسنوات طويلة، وشرع في وصفها للوزير بأنهم يعملون وفق نظام الخدمة المدنية الراسخ جدا في شركة السكر السودانية، مبينا له انه وفي حال وجود مآخذ على هؤلاء المديرين يتم عمل لجنة تحقيق ومحاسبة لهم، بيد ان الوزير تمسك بقراره بإقالتهم من مناصبهم وتحويلهم الى خبراء وإنشاء مكتب لهم في الشركة، الامر الذي رفضه المدير وطالب بتعيين مدير خلفا له رافضا التجديد، وتم تعيين د&period; أحمد عبيد خلفا له والذي كان يشغل منصب مدير القطاع الزراعي بالشركة لحين نزوله للمعاش، وشهد في عهده إقالة المديرين ورميهم في مكتب قصي بالشركة سمي مكتب الخبراء،ولكن شاءت إرادة القدير ان يلبي مدير الشركة عقب شهور نداء ربه متأثرا بمرض كورونا، ليخلفه المدير الحالي الرشيد إسحاق&period;<br &sol;>&NewLine;وتشير سيرة الرجل إلى انه تخرج من معهد البحرية المصرية للأسماك، وعمل محاسبا ببنك الخرطوم ثم مديرا ماليا بشركة النيل الأبيض في العام 2012م، الذي تم فصله منها بسبب عدم التزامه بالحضور وتمت إعادته للمنصب مرة اخرى بعد تدخل الوسطاء، ثم نائبا مكلفا لمدير للشركة المرحوم د&period; احمد عبيد الذي كان له من الناصحين بأن مديري القطاعات بدأوا مسيرتهم العملية بالشركة منذ تخرجهم من الجامعات ودخلوهم للشركة وفقا لمؤهلاتهم العلمية مما يعني انهم المختصون بصناعة السكر في السودان لذلك يجب الاستفادة من خبراتهم والعمل بنصائحهم وآرائهم&period;<br &sol;>&NewLine;وبحسب مديرين سابقين بالشركة تحدثوا لـ&lpar;الإنتباهة&rpar; رافضين ذكر اسمائهم فإن الرجل تم تعيينه ليس لعامل الخبرة وإنما لعامل المحاصصة لانتمائه لحزب الأمة القومي، ويبدو ان صفة عدم الالتزام ظلت تابعة له حتى عقب جلوسة على كرسي رئاسة الشركة، وبحسب موظفين بالشركة فضلوا حجب اسمائهم أكدوا لـ&lpar;الإنتباهة&rpar; أنه غير ملتزم بالدوام يأتي للشركة عند الساعة الثالثة عصراً، وفي بعض الأحيان يتغيب عن العمل لمدة ثلاثة ايام متواصلة، واول قراراته عين مديرا لمصنع سنار ينتمي لحزبه، كما تم تعين مديرين بالمصانع وفقا للمحاصصات، لا تتفق مع الهيكل التنظيمي بالمصنع الذي يقوم على مدير عام للمصنع ونائب له ومديري إدارات &lpar;الإنتاج، الزراعة، الورش… الخ&rpar; وتحت هذه الإدارة يكون هنالك كبار المهندسين، لكن ما حدث ان كبير المهندسين يتم تعيينه مديرا عاما، وهذا ما حدث في الأربعة مصانع، وبالتالي حدث تدخل في القطاع عبر سياسات غير رشيدة اثرث تأثيرا مباشرا في المصانع، أدى لتدهور كبير في الشركة &period;<br &sol;>&NewLine;ويتسم الرجل بأنه دائم التشكيك في موظفي الشركة وإتهامهم بأنهم ينتمون للدولة العميقة، هذا بجانب عدم ثقته في الآخرين، وتكليف من ينوب عنه في حالات الزيادات للمصانع، بالرغم من توضيح الامر له بان هنالك تفويضا وتكليفا لموظفين ينوبون عن المدير في الماموريات للمصانع في حال تعذر عليه السفر، بيد ان لا حياة لمن تنادي، وصفة الرجل ان لديه التخبط في القرارات مما عطل العمل بالشركة&period;<br &sol;>&NewLine;التحضير للموسم<br &sol;>&NewLine;وظل لسان حال مديري الإدارات بالشركة يلهث ويطالب المدير العام منذ ثلاثة أشهر بان الموسم على الأبواب ويجب تحضير الوقود، وكل ما يفعله المدير ضرب هذه المطالب عرض الحائط غير آبه بنتائجها، والتي ظهرت حاليا بعدم توفر الوقود في جميع المصانع، ايضا تمت مطالبته بصيانة التراكترات والجرارات لنقل القصب من المزرعة للمصنع خاصة وان إسبيراتها موجودة لدى الشركات، لكن للرجل نظرة أخرى بان اصحاب هذه الشركات ينتمون للنظام البائد وغير جدرين بالثقة لذلك سوف يتم تأجير آليات اخرى للقيام بالمهمة بيد أنه لم يلتزم بها، وتسبب في خروج مصنع عسلايه وسنار من الإنتاج، فوضع الشركة المالي يسمح بصيانة الآليات لجهة عدم وجود مديونية كبيرة للشركات الموردة التي أبدت حسن نيتها في تزويد الشركة بالاسبيرات&period;<br &sol;>&NewLine;الوضع الحالي<br &sol;>&NewLine;مصانع السكر الثلاثة تحتضر حاليا بسبب الانهيار بفعل فاعل، ومن المتوقع بحسب موظفين بالشركة تراجع الإنتاج إلى &lpar;80&rpar; الف طن مقارنة مع الربط الذي تم وضعه والمقدر بـ&lpar;120&rpar; الف طن، هذا بجانب خلو المخازن حاليا من السكر سوى &lpar;7&rpar; آلاف طن تابعة للعاملين، خلافا لما كان بالسابق في مثل هذا الوقت يكون في المخازن مابين ٦٠ الى Ù§Ù  الف طن،فالموسم في العادة يبدأ في أكتوبر وبداية نوفمبر بيد انه بدأ ببطء في الشهر الحالي قبل ايام بمصنعي الجنيد وحلفا، وسنار وعسلاية لم يبدأ بعد لوجود مشكلات في الوقود وترحيل القصب، تراجع الإنتاج من ٣٥٥ الف طن الى &lpar;80&rpar; الف طن، فشركة النيل الأبيض طاقتها التصميمية تمكن من إنتاج ٤٥٠ الف طن بيد أنها لا تنتج سوى ١٠ آلاف طن فقط&period;<br &sol;>&NewLine;وكشف مدير الإنتاج بأحد المصانع فضل حجب اسمه لـ&lpar;الإنتباهة&rpar; أن المصانع حاليا تعمل بنقل القصب بطاقة أقل من النصف، إضافة الى انها تعمل بعدد آليات ضعيف فبدلا من أن ينتج المصنع في اليوم &lpar; 5&rpar; آلاف طن في اليوم ينتج &lpar;2&rpar; الف طن فقط في اليوم، وسط توقعات بعدم عمل بقية الشركات السابقة&period;<br &sol;>&NewLine;حلفا<br &sol;>&NewLine;الوضع في مصنع حلفا أقل ما يوصف بالسيئ ويعاني المصنع من عدم توفر الوقود فسيارة مديرها تقف لعدم توفر الوقود &period;<br &sol;>&NewLine;واذا كان مدير انتاج في مصنع حلفا، حاليا سيارته تقف لعدم توفر الوقود، فكيف يكون حال المصنع الذي بدأ يستخدم الزيت الراجع لتشغيل الماكينات مرة أخرى لجهة ان الحكومة ووزارة الصناعة عجرت عن توفير الزيوت والفيرنس الذي يستخدم في حال توقف المصنع لعدم وجود القصب فيوضع الفيرنس لاستخراج ما تبقى من عصير القصب وحاليا هنالك شوت داون بالمصنع لتخمر العصير الذي تحول لمولاص بسبب عدم استخدام الفيرنس&period;<br &sol;>&NewLine;عسلاية<br &sol;>&NewLine;الحال ليس بأفضل بمصنع عسلاية الذي تصاعدت التوقعات بخروج مصنع عسلاية من الموسم، فهنالك مقترح لم يحدث في التاريخ متمثل في نقل قصب عسلاية بالشاحنات للطحن في مصنع سنار&period; ويحمل مدير إنتاج سابق بأحد المصانع فضل حجب اسمه تدهور القطاع وانهيار المزراع لمجلس إدارة الشركة، وعزا ما يحدث بالشركة لسوء الإدارة وإقالة مديري المصانع، وأضاف ان إدارة الشركة تحتاج لشخص زراعي ذي كفاءة وليس مراقبا ماليا&period;<br &sol;>&NewLine;سيناريوهات القادم<br &sol;>&NewLine;وتماشيا مع مقولة القادم أسوأ فان التوقعات بالشركة تمضي نحو فقدان الإنتاج في الموسم، وحسب تقرير صادر من شركة النيل الأبيض اعتذرت فيه عن الإنتاج في الموسم القادم، بينما الأخطر من هذا ان وزير الصناعة والتجارة وحكومة الفترة الإنتقالية لا يدرون حجم الدمار وخاصة من يرأسون الشركة لجهة أنهم حديثو العهد في القطاع، ومن المتوقع ان تضاف فاتورة باهظة لاستيراد السكر لميزانية الدولة كانت في غنى عنها حيث يقدر الاستهلاك من السكر مليون ونصف المليون طن ينتج منها 80 ألف طن &period;<&sol;p>&NewLine;<p>الانتباهة<&sol;p>&NewLine;

Exit mobile version