محمد عبدالماجد : السلالة الجديدة من الكيزان

<p>&lpar;1&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; قلناها كثيراً إن الفساد والتدهور والغلاء الذي كان يحدث في العهد البائد، كان سلوكاً وأسلوب وحياة ، بلغ مرحلة أن يصل عند البعض &lpar;عقيدة&rpar; و &lpar;شطارة&rpar; ، جعلوه حتى في &lpar;الدين&rpar; وقرنوا تجارتهم في الدنيا بشعارات دينية فضفاضة لم يكن لهم منها نصيب&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; كانوا ينهبون ثورات البلاد من الذهب والفضة والعملات الصعبة ويتحدثون في نفس الوقت عن جنان الرحمان يوم يبعثون واللؤلؤ المنثور و السدر المخضود والطلح المنضود&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; يتزوجون مثنى وثلاث ورباع ويتحدثون في الوقت نفسه عن الحور العين والذي لم ينسوا نصيبهم منهن في الدار الآخرة&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; لذلك إذا أردنا الإصلاح علينا أن نعلم أن &lpar;الكوزنة&rpar; أسلوب وليس مجرد أشخاص يحملون اسم &lpar;الكوز&rpar;&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; النظام البائد مثلما نهب وسلب خيرات البلاد، هو أيضاً خلف موروثات ضربت سلوكيات الناس وأخلاقياتهم&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; لذلك الإصلاح لن يكون في إبعاد &lpar;الكيزان&rpar; والسلام وإنما في إبعاد سلوكهم وأسلوبهم&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; القضاء على الكيزان والتغلب عليهم يتمثل في القضاء على سلوكياتهم وتعاملاتهم وأخلاقياتهم التي تركوه بين الناس&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; أضحى فساد الكيزان نظام وقوانين وأعراف&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; قضيتنا ليست مع الأشخاص – قضيتنا مع الاسلوب والنهج الذي لا يؤدي إلّا للخراب والضياع&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;2&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; القضاء على الكيزان والتغلب عليهم يتمثل عندي في القضاء على الغلاء والمحسوبية وفي حسم ملفات الفساد ، وعودة الحياة المدنية إلى ازدهارها وتوردها في كل المرافق والمؤسسات&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; ما جدوى أن نسقط نظام الإنقاذ ونبقي على الغلاء وارتفاع الأسعار ، وتكدس الصفوف وتمددها&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; ما معنى ثورة ديسمبر المجيدة وما هو هدفها إذا كان وزراء الحكومة الانتقالية يسيرون على نهج الذين سبقوهم في حكومة الإنقاذ&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; لا جديد يذكر&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; أظن أن مجلس شركاء الفترة الانتقالية بما يحمل من عضوية ما هو إلّا سلالة جديدة للكيزان&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; في الوقت الذي كنا ننتظر فيه المجلس التشريعي أتوا لنا بمجلس شركاء الفترة الانتقالية ليضيفوا إلى مخصصاتهم مخصصات جديدة ويضاعفوا من نثرياتهم ورواتبهم وسلطاتهم&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; ماذا فعلتم في الفترة الانتقالية حتى تعملوا لها مجلس شركاء&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; على أي شيء تتشاركون؟<br &sol;>&NewLine;&rsqb; بدلاً من أن يردوا السلطة إلى الشعب استأثروا بها لوحدهم وجعلوا كل السلطات تدور حول شخصيات محدودة في الحكومة الانتقالية&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; لا يعقل أن يكون حميدتي في مجلس السيادة وفي مجلس شركاء الفترة الانتقالية والقائد الأعلى لقوات الدعم السريع ورئيس للجنة الاقتصادية ورئيس وفد السلام وكل ما يسفر بعد ذلك من لجان ومجالس سوف تجدوا حميدتي فيها&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; ما يحدث الآن هو سلالة جديدة للكيزان – ليس لنا تسمية أخرى له&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;3&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; أصدرت وزارة المالية السودانية قراراً بتعديل سعر لتر البنزين إلى 121 جنيهاً مايعادل مقابل 106 جنيهات للتر فيما يبلغ سعر لتر الجازولين 112 جنيهاً مقارنة ب 99 جنيهاً&period; ويأتي القرار تزامناً مع دخول مصفاة الخرطوم إلى الصيانة بدءاً من أمس الأول الأحد ولفترة سبعين يوماً بما يعني اعتماد البلاد على الوقود المستورد&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; نحن في ذكرى أيام الثورة المجيدة وقبالة الاحتفاء بعيد الاستقلال الحكومة أعلنت عن زيادات جديدة في البنزين والجازولين&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; وزارة الطاقة كلما أرادت أن تفعل ذلك أعلنت عن دخول مصفاة الجيلي إلى الصيانة&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; وكأن مصفاة الجيلي تحت إدارة الاستعمار الإنجليزي المصري&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; صيانة في المصفاة تؤدي إلى كل هذه الزيادات…ألا يعتبر ذلك سلالة جديدة من الكيزان؟<br &sol;>&NewLine;&rsqb; مع تلك الزيادات التي حدثت في المحروقات هناك برمجة قطوعات أعلنت عنها وزارة الطاقة&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; دور وزارة الطاقة كأنه يتمحور في هذه الكوارث – نحن لا نشعر لهم بوجود إلّا عند إعلان زيادات في أسعار المحروقات أو الإعلان عن برمجة جديدة في قطوعات الكهرباء&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;4&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; بغم &sol;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; ظلت حكومة الإنقاذ على مدى &lpar;30&rpar;عاماً لا تتعلم من الأخطاء ولا تتعظ من المواكب والاحتجاجات&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; المواطن كان آخر اهتماماتهم&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; أعتقد أن الحكومة الانتقالية تسير على نفس النهج الذي يجعلهم لا يتعلمون من الدرس ولا يتعظون مما حدث لمن سبقوهم في السلطة&period;<&sol;p>&NewLine;<p>الانتباهة<&sol;p>&NewLine;