Site icon المجرة برس

محمد عبدالماجد : عندما تختزل العلاقة في (زهرة) و(جمعة مباركة)!!

<p>&lpar;1&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; كانت تجمعهما علاقة قوية – طوال سنوات الدراسة الجامعية ، كانت تجمعهما رفقة دائمة…لم نكن نسمى مثل هذه العلاقات لحق الزمالة &lpar;علاقة حب&rpar;&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; كانا يتنقلان بين المتنزهات والحدائق الوارفة ، والكافتريات وقاعات الدراسة&period; كل الاوقات كانت تجمعهما…لا يفترقا إلّا عندما تلملم الشمس اشعتها&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; عندما يغيب احدهما عن الاخر – يبدو ذلك منهما حدثاً غريباً ، وفريداً – كانت الاشواق حينها تظهر عليهما في صورة استنكارية ومستوحشة ، حتى لو كان الغياب لا يتجاوز الـ &lpar;30&rpar; دقيقة&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; نشأت بينهما قصة حب بهذه الالفة الكبيرة – جمعتهما كلية الطب على مدى &lpar;6&rpar; سنوات وحفلات محمد الامين في نادي الضباط وفرقة عقد الجلاد في استاد ود نوباوي&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; محاضرات بروفيسور الضو مختار كان يحضرها طلاب كلية الطب باجهزة التسجيل واشرطة الكاسيت حتى لا تفوت عليهم كلمة من محاضرة البروف&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; وقتها كانت حفلات &lpar;عقد الجلاد&rpar; تمثل تاريخاً عاطفياً وثقافياً لا يمكن لشباب في سنهما ان يتجاوزوه…وكانت محاضرات البروفيسور الضو مختار هي التي بمقدورها ان تجعل &lpar;الروب&rpar; الطبي اكثر بياضاً&period;هما في ذلك الزهو العلمي والثقافي العريض بلغ التفاهم بينهما ، انهما لم يعودا في حاجة الى الحديث – كل منهما يفهم الاخر من غير كلمات&period;لم يحتاجا الى تبادل &lpar;الرسائل&rpar; ، كثرتها تعني تعسراً في &lpar;الفهم&rpar;&period; كم شهد شارع النيل &lpar;جلساتهما&rpar; التي كانت تتخللها &lpar;القهوة&rpar; وسط حضور الزملاء والرفاق وهما يمثلان &lpar;قيس وليلى&rpar; الدفعة كلها&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;2&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; تخرجا من الجامعة ، وفرق بينهما &lpar;العمل&rpar; – وبدأ الاهتمام الذي كان طابعاً لهما يقل شيئاً فشيئاً&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; انتقل هو للعمل في الولايات وصدم بحياة فيها الكثير من القسوة والتقشف ، لم يعد قلبه شغوفاً بذلك الحب الذي كان يحمله في مقرن النيلين&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; هي ايضاً اجبرتها الحياة على الانصراف الى جوانب عملية اخرى – السنوات تمضي والعمر يفلت من بين يديها…اصبحت تجهد نفسها كثيراً امام &lpar;المرآة&rpar; لتخفي تجاعيد الزمن من وجهها&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; ابقت ذلك الحب الذي كان يجمع بينهما في ردهات الدراسة وقاعتها في خانة &lpar;الذكريات&rpar; الجميلة…اصبح مجرد &lpar;البوم&rpar; صور&period;مع ذلك التواصل بينهما لم ينقطع&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; غير ان الحياة كلما زادت في ضغوطها ومضت سنوات العمر قل الحب وانكمش بين الطرفين&period;شيء من &lpar;الفتور&rpar; على علاقتهما العاطفية فرضته عليهما طبيعة الحياة وضغوطها وتقدم العمر&period; الانسان عندما يكبر ينظر للكثير من الاشياء بلا مبالاة – يصاب بثاني اكسيد عدم &lpar;الاهتمام&rpar;&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;3&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; في بدايات قطيعتهما الاولى بعد التخرج من الجامعة ، كانت الرسائل على &lpar;الواتساب&rpar; تصل في كل صباح تحمل بعض الكلمات الجميلة وهي تتبادل بينهما بـ &lpar;لوغو&rpar; عاطفي شهير &lpar;صباح الخير&rpar;&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; هذه الرسائل التي كانت تتبادل بينهما في كل صباح – انقطعت بعد فترة واكتفى الطرفان بالتبادل العاطفي الذي يأتي على رأس كل اسبوع وهو يبشر بـ&lpar;جمعة مباركة&rpar;&period; وزهرة زابلة او عصفورة جريحة&period;ثم انقطعت هذه الرسائل وانحصر التمثيل &lpar;العاطفي&rpar; بينهما في المناسبات العامة وفي الاعياد فقط – اسقطا حتى مناسبتهما الخاصة والتي كانت تمثل عندهما قمة الحضور العاطفي والتمثيل الوجداني الكبير&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; اعرف أن العلاقات العاطفية والإنسانية بصورة عامة عندما تختزل العلاقة وتقلّص الحوار الى &lpar;صباح الخير&rpar; و &lpar;جمعة مباركة&rpar; و &lpar;كل سنة وانت طيب&rpar; فان ذلك مقدمة الى تشييع علاقة جميلة الى &lpar;سلة المنسيات&rpar; وهي سلة اسوأ دركاً من &lpar;سلة المهملات&rpar;&period;الآن لم يعد يجمع بينهما حتى &lpar;جمعة مباركة&rpar;…الاعياد تمر بينهما من غير تبادل عاطفي في الرسائل&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;4&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; بغم &sol;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; الثوّار جمعتهما علاقة قوية مع الحكومة الانتقالية – اضحى حمدوك عندهم امل الامة &lpar;شكراً حمدوك&rpar; ، وأصبحت حتى صور حميدتي تتبادل بينهما في مناسبات الثورة المجيدة&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; لجنة ازالة التمكين ، مؤتمراتها الصحفية صارت مثل حفلات محمد الامين ، تطرب كل الناس&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; الآن اشعر ان هناك فتوراً شديداً بين الشارع والحكومة الانتقالية&period; اصبح هناك &lpar;قاب&rpar; كبير&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; واخشى ما اخشى ان تنحصر العلاقة بين الشعب والحكومة الانتقالية في حدود &lpar;جمعة مباركة&rpar;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>الانتباهة<&sol;p>&NewLine;

Exit mobile version