Site icon المجرة برس

محمد عبد الماجد : عبدالله الكردفاني للأحزان أقوال أخرى

<p>&lpar;1&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; وأنا اتحسس الموسيقى السودانية بنصف &lpar;كم&rpar; من الثقافة ، وتطلعات قد تحسب مني &lpar;تطفلاً&rpar; ، وجدت ان هناك موسيقياً يضع بصمته ، ويقدم شخصيته بعد اسماء كبيرة سبقته في هذا المجال امثال محمدية وعبدالله عربي، بإبداع وحرفية عظيمة&period; لم اكن اظن ان يأتي بعد هذه الاسماء من يلملم دهشتنا في زمن قل فيه الاحساس بالدهشة&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; وجدته اذا عزف على &lpar;الكمان&rpar; نافس محمدية وعربي وان عزف على &lpar;العود&rpar; تغلب على حملته من العوادين&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; فوق هذا الابداع كان يتحرك بثقافة &lpar;موسيقية&rpar; كبيرة – يتحدث عن الموسيقى السودانية بكل الوانها وآلاتها حديث العالِم الخبير&period; يعرف كل التفاصيل – له دراية تامة بأغنيات عبدالعزيز محمد داؤود والحان محمد وردي&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; ان تحدث عن ابراهيم الكاشف حسبته كان اقرب الناس اليه&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; غير هذا فقد كان صاحب &lpar;قبول&rpar; كبير بين الموسيقيين والفنانين ، وله شخصية &lpar;المايسترو&rpar; عند الجمهور&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; هو الموسيقي الوحيد الذي كان يتفوق على نجومية الفنان وشهرته في أي فرقة موسيقية يكون عضواً فيها&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; الاضواء كانت تذهب اليه وهو بين اعضاء الفرقة متفوقاً بها على الفنان الذي تعزف خلفه الفرقة&period;في كل المنابر الاعلامية كان عندما يتحدث في شيء لا يقل حديثه امتاعاً من عزفه&period; كان بسيطاً ، صاحب طرفة حاضرة ، وحكايات لا تملها عند الاستماع له ، وهو يرويها بطريقته الفرائحية ، او دعونا اقول &lpar;الفراشية&rpar; الرائعة&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; انه الموسيقار عبدالله الكردفاني ، عازف الكمان والعود الشهير ، والذي فجعنا برحيله امس الاول ومواقع التواصل تحكي &lpar;الخنساء&rpar; بكاءً عندما فقدت شقيقها&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;2&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; في الموسيقى السودانية اعتقد ان الكردفاني من ناحية نقدية كان صاحب موسيقى &lpar;تقدمية&rpar; ، جاء اليها وهو يحمل &lpar;كمانه&rpar; بشكل عصري ، كاسراً &lpar;التقليدية&rpar; التى كانت عليها الموسيقى السودانية قبله&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; لذلك سوف تجد ان الراحل عبدالله الكردفاني وضع بصمته الموسيقية مع كل الفنانين الذين عمل معهم وكان احد اعضاء فرقتهم الموسيقية&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; تظهر بصمة عبدالله الكردفاني في ألحان الفنان زيدان ابراهيم ، وتظهر كذلك في ألحان علي ابراهيم اللحو ولا تختفي تلك البصمة حتى في موسيقى محمد وردي وعبدالكريم الكابلي وصلاح بن البادية&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; ويمتد الاثر الموسيقي لعبدالله الكردفاني في مسيرة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز والذي رافقه كعراب موسيقي له ووضع له لحن اجمل اغنياته &lpar;يا عمر&rpar; الاغنية التي وضعت محمود عبدالعزيز في الطريق الصحيح وهي من كلمات الشاعر والإعلامي الراحل الزين احمد محمد&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; الكردفاني كما ابدع في العزف والتوزيع الموسيقي هو من القلائل الذين ابدع في صناعة اجواء &lpar;اسرية&rpar; ذات ألفة عميقة في كل الفرق الموسيقية التي عمل فيها&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; يخلق الكردفاني تلك الروح ، التي تجعل كل المجتمعات التي يأتي لها مجتمعات نقية وضاحكة وجميلة&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; له قدرة فائقة على صناعة حال &lpar;الاسرة&rpar; في كل فرقة موسيقية وفنية يعمل فيها&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;3&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; لا املك بُعداً موسيقياً كبيراً يؤهلني للحديث عن عبدالله الكردفاني موسيقياً ، بغير هذا الذي يحس به كل الناس نحو الكردفاني&period;انت تشعر بذلك تلقائياً… تشعر بعبقريته الموسيقية وهو يداعب الاوتار والوجدان معاً&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; الذي استطيع ان اتحدث عنه الآن هي تلك &lpar;الانسانية&rpar; التي تميز بها الكردفاني رحمة الله عليه&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; اذكر عندما شاهدت تدهور حالته الصحية وانخفاض وزنه بصورة كبيرة في قناة الهلال شعرت بان &lpar;الوجع&rpar; الذي فينا من هذا المرض الذي اعيا الكردفاني اكبر من &lpar;الوجع&rpar; الذي كان فيه… وكان ذلك احساس كل الناس الذين شاهدوا تلك الحلقة التي بثت في العيد الماضي&period; كان يتحدث بأدب وطمأنينة ورضا كبير لا اجده في الاصحاء الذين لا يشكون من شيء&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; كان لا يرفع رأسه من الارض وهو يتحدث حامداً الله سبحانه وتعالى على هذا البلاء والابتلاء الذي يمتحن به&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; بعدها علمت انه غادر الى القاهرة ثم تفاجأت بخبر رحيله تحمله لنا مواقع التواصل الاجتماعي وهي تئن بالوجع&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; ليكون احساسنا الدائم الذي ينتابنا بعد رحيل أي مبدع وهو التقصير في حقه&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;4&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; كنت اعرف ان الكردفاني لن يعيش طويلاً – ليس ذلك لأنه كان مريضاً ، بل كان ذلك الاحساس حتى وهو معافى وسليم وقوي&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; شعرت باقتراب رحيل الكردفاني لوجعته التي شاهدتها عنده عندما رحل الفنان علي ابراهيم اللحو – كانت تجمعه علاقة قوية مع اللحو – جمعتهما ومشاويرهما ورحلاتهما وحكاياتهما كانت واحدة&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; كذلك حمل الكردفاني حزناً لا تحمله الجبال بعد رحيل صديقه زيدان ابراهيم وقد كانا شركاء &lpar;طرفة&rpar; واحدة&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; بعد رحيل محمود عبدالعزيز لم اجد احداً اكثر حزناً ووجعاً من عبدالله الكردفاني على &lpar;الحوت&rpar; وهو يعصر اوجاعه كمداً في احشائه حتى اعيته&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; لهذه العلاقة التي جمعته مع زيدان ابراهيم ومحمود عبدالعزيز وعلي ابراهيم اللحو كنت اعرف انه لن تطيب له الحياة بعدهم&period; لحق بهم سريعاً بعد ان اعتلت صحته حزناً وتضاءل جسده ، وبدأ انحساره حتى لحق بهم&period;<br &sol;>&NewLine;&lpar;5&rpar;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; اللهم نسألك الرحمة والمغفرة له&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; اللهم تقبله قبولاً حسناً ، وارفعه في اعلى الدرجات مع الصديقين والشهداء والنبيين&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; اللهم تولاه برحمتك وعوضه اهلاً خيراً من اهله وداراً افضل من داره واخلف على اهله وأسرته وصحابه بالعوض والسلوى وحسن العزاء والدعاء له&period;<br &sol;>&NewLine;&rsqb; ولا حول ولا قوة إلّا بالله&period;<&sol;p>&NewLine;<p>الانتباهة<&sol;p>&NewLine;

Exit mobile version