كشفت وزارة الصحة الإتحادية عن إرتفاع معدلات الإصابة بالملاريا في الخرطوم، وقال مدير مكافحة الأمراض بالوزارة، د. مصعب صديق، إن وزارته تلقت عدة بلاغات وشكاوى من إزدياد الإصابات بالملاريا على نحو مُفاجيء هذه الأيام، مؤكدًا تكوين لجنة لدراسة الأوضاع بالولاية، ومعرفة معدلات الانتشار ومُسببات المرض، ونوه صديق إلى أن اللجنة توصلت إلى نتائج مهمة سيتم عرضها اليوم في تقرير رسمي، وأن الوزارة والجهات المعنية ستضع نتائج التقرير موضع الاعتبار لعمل خطط عاجلة واستراتيجية لمكافحة المرض بالبلاد. وكشفت وزارة الصحة بولاية شمال دارفور عن عدد الإصابات بمرض الملاريا في مراكز الإنذار المبكر خلال الأسبوع الماضي بلغت أكثر من 5 ألف حالة إصابة، واصفة العدد بالكبير مقارنة بالأعوام السابقة. واشتكى مواطنون في مدينة الفاشر من تفشي حُمى الملاريا على نحو غير مسبوق هذه الأيام، مبدين تخوفهم من سرعة انتشار المرض وسط الأطفال والنساء دون وجود أية حلول من قبل السلطات المختصة. ونفذت لجان المقاومة بمدينة الفاشر نهار الإثنين وقفات احتجاجية أمام رئاسة وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية وحوادث مستشفى الفاشر التعليمي احتجاجاً على تفشي حمى الملاريا بين المواطنين في المدينة. ورفع المشاركين في الوقفات لافتات وشعارات تستنكر غياب حكومة الولاية حيال الأمر وتطالب بضرورة توفير الأدوية في الصيدليات ومعالجة المرض جذرياً. وقال مدير عام الصحة بالولاية، د. سليمان إدريس، في تصريحات عقب لقائه والي الولاية اللواء ركن مالك الطيب خوجلي نهار اليوم إن الولاية تشهد هذه الأيام زيادة كبيرة في معدلات الإصابة بحمى الملاريا. وعزا السبب إلى ارتفاع معدلات الأمطار توالد الباعوض هذا العام، مجدداً حرص وزارته في السيطرة على المرض، مضيفاً “عدد الإصابات بمراكز الإنذار المبكر بمختلف محليات الولاية خلال الاسبوع الماضي بلغ أكثر من 5 ألف حالة إصابة”. من جانبه اكد مدير ادارة الطواري ومكافحة الاوئبة في وزارة الصحة السودانية الدكتور بابكر المقبول أن نسبة الإصابة بالملاريا ارتفعت في كل الولايات مقارنة بالسنوات العشر السابقة ونقلت وكالة السودان للأنباء “سونا” عن المقبول قوله إن مستنقعات المياه منتشرة فى البلاد، معلنًا الحاجة لتوفير مبيدات البعوض والذباب. من جانبها، قالت مدير إدارة الصحة العالمية فى وزارة الصحة الاتحادية الدكتورة سارة محمد عثمان، إن هناك خمس ولايات تعتبر أمام تحد كبير، مشددة على ضرورة تنفيذ العديد من الحملات للتخلص من الذباب والبعوض. وأوضحت أن الحملة الواحدة تتطلب توفير نحو 11 ألف دولار، فضلًا عن حاجة ولاية الخرطوم وحدها لمبلغ 100 ألف دولار. وحسب خبراء فان عودة الملاريا وانتشارها بكثافة في الخرطوم بعد دخرها بسبب ضعف التحوطات الصحية من ردم البرك والمياه الراكدة، وضعف عمليات الرش بجانب، اختفاء الناموسيات المشبعة المجانية، واشار خبراء الى اﻻثار الاقتصادية للمرض.