لقاء حمدوك بعبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان بصفته الشخصية في باريس، ولقاء الجنرال عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال في كاودا اليوم بصفته الرسمية يؤكد فرضية انه يبحث عن السلام العادل الشامل بدون شروط مسبقة.
الجهود التي بذلت من جانب نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو في جوبا لتقريب وجهات النظر وبناء الثقة مع الجنرال عبدالعزيز الحلو من أجل تحقيق السلام وقبول فتح المسارات لتوصيل المساعدات الإنسانية الي مناطق الحركة الشعبية قبل توقع أي اتفاق بين الطرفين أدت الي إزالة مخاوف الغدر ومرارات نقض العهود والمواثيق من النظام البائد.
وصول حمدوك إلي”كاودا” واستقباله بكل رحابة وأهازيج الفرح وأغاني السلام تؤكد ان الحاجز النفسي بين حكومة الفترة الانتقالية والحركة الشعبية قد تكسرت بعد سقط البشير بأرادة الشعب السوداني، وان كاودا تفتح أبوابها اليوم لاحتضان حمدوك والوفد المرافق له كرسل سلام ومحبة، تعني ان حركات الكفاح المسلح ليست أعداء الوطن.
الحركة الشعبية كانت تقاتل نظام الأنقاذ منذ عام 2011 من كاودا في اعقاب توترات نتائج الأنتخابات والترتيبات الأمنية الواردة في اتفاق السلام الشامل لعام 2011 إلي حين استئناف المفاوضات في جوبا في شهر ديسمبر الماضي .
وتمسك عبدالعزيز الحلو بموقفه التفاوضي ولم يقدم أي تنازل في هذه المواقف المبدئية والقضايا التي اججت الصراع مع النظام البائد، مشدداً علي أن موقفه الثابت هو بناء دولة علمانية قابلة للحياة ومنع سن وفرض قوانين ذات طابع ديني.
وعلقت الحركة الشعبية بقيادة الحلو تفاوضها مع وفد الحكومة قبل اسبوعين وتمسكت بموقفها الرافض للاتفاق الذي ابرمته حركة عقار مع الحكومة لتوصيل المساعدات الانسانية للمنطقتين بحجة ان مالك عقار لا يملك أراضي يسيطر عليها في الواقع، وما تم مع الحكومة لا شأن له بل يخص الأطراف الموقعة.
المواطن يوسف ادم اللاجئ بمعسكر ايدا بجنوب السودان يقول نحن ننظر الي زيارة حمدوك لكاودا بحذر شديد لاننا لا نث في نظام الخرطوم الذي شردنا بالحرب ونأمل أن تسارع الأطراف لتوقيع اتفاقية سلام شامل وعادل يرد المظالم ويساعدنا في العودةالطوعية الي ارض الوطن.
يذكر ان رئيس الحركة الشعبية جناح مالك عقار وقع اتفاق إطاري لمعالجة القضايا الإنسانية بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق،مع الحكومة متمثل في الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة.
وينص الاتفاق علي تكوين لجنة مشتركة لتقدير الاحتياجات الإنسانية، وتوفير المعونات وفتح المعابر، وتحديد المسارات لتوصيل الاحتياجات للمتأثرين بالحرب في تلك المناطق،وآليات للمراقبة ووقف العدائيات، فهل يستطع حمدوك إزاله الصورة القاتمة التي رسمتها حكومة البشير علي مدي ثلاثين سنة في ذهن سكان كاودا؟ وهل سيكون استلامه لمطالب الحركة الشعبية من معقلها كاودا تفتح مسارات السلام في جوبا .
الخبير الاقتصادي حافظ اسماعيل يرى ان زيارة حمدوك الي كاودا بادرة لحسن النوايا ولا يمكن احداث اي أختراق لحلحلة جذور المشاكل المعقدة لانه لايملك قضية الهوية وعلمانية الدولة في ظل المطالب بتأجيل المؤتمر الدستوري.
ويقول الخبير الاقتصادي حافظ ان تأجيل المؤتمرالدستوري سيؤدي الي فشل المرحلة الانتقالية وحل الازمة الاقتصادية وحل مشكلة الحرب في المنطقتين وقال ان افضل طريقة لحلحلة القضايا الشائكة الرجوع إلي مبادرة مفاوضات جون قرنق والميرغني عام 1989 التي حددت في ديسمبر من عام 1988 بعقد المؤتمر الدستوري لمعالجة كافة القضايا الخلافية من كافة الاطراف السودانية ثم الجلوس مع حركات الكفاح المسلح لمناقشة الترتيبات الامنية والمراحل الانتقالية .