Site icon المجرة برس

امريكا وعود زائفة و ابتسامة خادعة

رفض قضاة المحكمة العليا الامريكية قبول الطعن – الذي قدمته حكومة السودان – على حكم محكمة الاستئناف الاتحادية الذي استجاب لطلبات التعويض المقدمة من أفراد أسر القتلى والمصابين في التفجير الارهابي الشهير ،
للسفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام في السابع من أغسطس عام 1998، وأوقعا 224 قتيلا، في أول هجوم ضخم ينفذه تنظيم “القاعدة”.
ورفضت المحكمة كل دفوعات الحكومة السودانية الجديدة التي قالت ” انها دولة فقيرة تمزقها الحرب وتعيش في خضم انتقال تاريخي إلى دولة ديمقراطية قيادتها مدنية . وعليه فإن الزيادة الهائلة في تبعة المسائل المثارة ، تقوض الانتعاش الاقتصادي الذي يحتاج إليه السودان بشدة”. ويبقي علي السودان دفع 3.8 مليار دولار بعد اثبات محكمة أدني ( بزعمها ) تواطؤه في العملية الارهابية بالسفارتين .
وهو جزء فحسب من المبلغ الذي حكم به قاض اتحادي لمئات المدعين في إطار التقاضي بشأن التفجيرين، والذي بدأ في عام 2001 . وبحسب ” رويترز ” : من المقرر سلفا أن تنظر المحكمة العليا في فبراير طعنا منفصلا أقامه السودان لتجنب دفع نحو 4.3 مليار دولار اخرى عقابا على الأضرار التي قالت مجموعة كبيرة من المدعين إنها لحقت بها ! .
نعم هذه هي امريكا التي لا تعبأ بالعواطف او تلين امام تعبيرات مثل الديموقراطية او المدنية وماشاكل من مفاهيم ليست سوى ( شعوذات ) لاتغني شيئا لديها عندما يتعلق الامر بالمال والمنافسة الانتخابية ومايمر به رئيسها ( ترامب ) من ظرف خاص فضلا عن طبيعته الشخصية كرجل اعمال لايؤمن الا بلغة الارباح والمصالح . هذا اذا تجاوزنا المصالح الحقيقية العليا للسياسة الامريكية تجاه المنطقة والعالم ! ولنا ان نتساءل ماهي المصلحة الامريكية في سودان قوي ومعافى ؟! وماهي حقيقة الاجندات والمطامع الامريكية في المنطقة ؟ وهل تتعامل امريكا مع العالم وفق القيم الانسانية و المبادئ المجردة ؟ ! سوف يطول انتظار السودان للرضا الامريكي برفع اسمه من قائمتها للدول الراعية للارهاب اذا ظن ان امريكا لها قلب ومشاعر حتى يترافع امامها من خلال استدرار العاطفة وكأنها حريصة وداعمة للقيم و المبادئ الانسانية الرفيعة من خلال مفاهيم الديموقراطية والحرص علي انتقال البلاد من مراحل النزاع وتطبيع الحياة بتحقيق السلام وخلافه من المعاني النبيلة !! .
امريكا لايعنيها كل ذلك الا لاصدار المزيد من العقوبات لاحكام السيطرة وتنفيذ الاجندة الخاصة بزيادة الارباح والمحافظة علي اسرائيل ومصالحها في المنطقة . لغة المصالح هي ماتفهمه ويفتح مغاليق ابوابها الموصدة . لهذا نعلم ان امريكا غير معنية بمعاناتنا ولا بانتقالنا الي دولة الديموقراطية والحكم المدني الا بالبقدر الذي يحقق مصالحها ويجعلنا ادوات في يديها وبيادق في حقولها ومزارع خلفية لسد حاجاتها . ومغرور من تخدعه ابتساماتها الدبلوماسية وتفاهماتها على مستوى العلاقات السياسية وخطابها المعسول الذي لا تترجمه الا بمزيد من القسوة في التعامل ومزيد من الالحاح بالتنازل عن اي موقف من المواقف التي تؤسس للتطور الذاتي والتنمية بعيدا عنها وعن سياساتها في المنطقة . ولا نقول بمعاداتها لانا واقعيين ولكن نقول باقتراح سبل بديلة لمعالجة اوضاعنا المأزومة مع بقية دول العالم الاخرى التي يمكن ان نتجاوز بعلاقاتنا معها المحنة الاقتصادية من خلال برامج اقتصادية وتنموية وتبادل للمنافع واستثمار ما تنطوي عليه بلادنا من موارد وثروات . الاعتماد علي الذات والانكفاء عليها و علاقات راسخة مع الكتل الدولية الاخرى المتاحة مثل دول كالهند وروسيا والصين ومجموعة البريكس وغيرها من المجموعات الافريقية نستطيع تجاوز الازمة الاقتصادية ونضع بلادنا في المسار الصحيح
Exit mobile version