Site icon المجرة برس

حميدتي وسلفا كير ينجحان في اخماد فتنة ابيي وانقاذ التفاوض من الإنهيار

نجح نائب رئيس مجلس السيادة رئيس وفد التفاوض الفريق أول محمد حمدان دقلو بحكمته المعهودة، خلال لقائه بالرئيس سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان، بقصر الرئاسة في جوبا عقب احداث منطقة ابيي في نزع فتيل الأزمة ومحاصرة الفتنة، حيث اتفقا على إدانة الحادث الذي ادي الي مقتل ٣٢ شخصاً في قرية كولوم.
واكدا بصورة قاطعة وحازمة رفضهما لتخريب علاقة البلدين وبالتالي تعطيل جهود السلام الجارية في جوبا تحت نظر ورعاية المجتمع الإقليمي والدولي، وشكلا لجنة مشتركة للتحقيق في الحادث ولم يكتف دقلو وسلفا بذلك بل نظرا الي المستقبل واستقرار المنطقة وتحقيق الإمان والتعايش بين مكوناتها وتحدثا في هذا الخصوص، عن أهمية حماية المواطنين عبر تشكيل قوة عسكرية مشتركة حيث أكدت هذه الاحداث أهمية التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين.
وكان للتحرك السريع لدقلو دور حاسم في وأد الفتنة في مهدها في وقت وجيز بعد الاحداث التي كان واضحا القصد منها إيقاف إرادة السلام في السودان ودولة جنوب السودان.
وقد قابلت الاوساط السياسية والامنية في جنوب السودان تحرك رئيس وفد التفاوض بارتياح كبير، كونه استطاع ان يجنب جولة التفاوض الحالية في جوبا انهيار محقق، نتيجة هذا الحادث، وذلك بالنظر الي احداث الجنينة بغرب دارفور التي عطلت المفاوضات بين الحكومة والجبهة الثورية.
برهنت هذه الاحداث على وعي وإدراك قيادتي البلدين (دقلو وسلفا) لطبيعة المرحلة وما يخطط له أعداء السلام في الخفاء لتوريط الدولتين وتحميلهما فشل جهود السلام التي يقف ورائها المجتمع الدولي والمحدد لها في منتصف فبراير المقبل، فضلاً عن تطلع شعوب المنطقة للاستقرار وحاجتهم لتوفير الأمن وعلى الفور فوتت هذه الجهود الفرصة علي المتربصين، حيث أكدت الخرطوم وجوبا رفضهما تخريب العلاقه بينهما نتيجة لهذه الاحداث المؤسفة وادانتا الاحداث التي اتهم سلفا كير بها النظام السابق وحمله مسئولية انتشار السلاح فيما اعتبر الفريق دقلو الحادث مدبرا في إطار تقويض السلام .
وعبر دقلو عن اسفة لسقوط ضحايا فى الحادث، وقال إن الحادث عمل تخريبى ضد العملية السلمية التى تجرى الآن فى جوبا.
وتاكيدا لمدى اهتمام السودان بالاستقرار في السودان وجنوب السودان نقل دقلو للرئيس سلفاكير، رسالة شفوية من الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة تتعلق بالأحداث المؤسفة التى وقعت بمنطقة ابيى وجهود الحكومة السودانية فى احتواء آثارها و الوصول للمتورطين فيها.
وابلغ رئيس وفد التفاوض الفريق دقلو الرئيس سلفاكير بأن تحقيقا شاملا سيجرى حول الحادثة وأنهم سيتشاورون مع الجنوب لإيجاد آلية لحماية مواطنى المنطقة من خلال تشكيل قوات مشتركة ترابط بالقرب من المنطقة لهذا الغرض.
وحمل دقلو قوات اليونسفا مسؤولية الحادث باعتبارها مسؤولة من حماية مواطنى المنطقة، باعتبارها منطقة منزوعة السلاح ولا توجد بها قوات عسكرية، ودعاها للاضطلاع بدورها فى حماية المواطنين.
وقدم النائب الأول لرئيس مجلس السيادة شكر حكومة وشعب السودان للرئيس سلفاكير وحكومة الجنوب لجهودهم من أجل السلام فى السودان، مشيرا إلى تواجد كل حركات الكفاح المسلح فى جوبا فى الوقت الراهن ما عدا حركة عبد الواحد نور..
وقد استحسنت الوساطة هذه الجهود التي قام بها دقلو من جوبا لوأد الفتنة حيث إشاد توت قلواك رئيس فريق الوساطة ومستشار حكومة الجنوب للشئون الأمنية نيابة عن حكومة وشعب جنوب السودان بالدور الذى يضطلع به النائب الأول لرئيس مجلس السيادة فى بناء علاقة استراتيجية بين البلدين، وقال أن ” النائب الأول خلال زياراته المتكررة الى جوبا يضطلع بثلاثة ملفات، ملف بناء علاقة استراتيجية بين البلدين وملف السلام فى السودان وملف السلام فى الجنوب ” مؤكدا أن حكومة وشعب جنوب السودان يقدرون هذا الدور الايجابى للسيد النائب الاول لرئيس مجلس السيادة.
وفي سبيل محاصرة الأزمة، على الفور سارع وزيرا الدفاع في البلدين الفريق جمال الدين عمر المتواجد بجوبا، وكوال منيانق جووك، بعقد اجتماع بينهما في جوبا، واتفقا فيه على خارطة لحل المشكلة القائمة بين الاطراف في أبيي”.
حيث ذكر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ان الأحوال بمدينة أبيي عادت إلى طبيعتها وتمت تسوية المشكلة عبر لجان التعايش السلمى لمنطقة أبيي، نافيا ماتناولت الوسائط بشأن احتلال ابيي من قبل قوات جنوب السودان الأمر الذي يوضح مدى استهداف جهود السلام والعمل على تقويضها خاصة ان اتفاق سلام جنوب السودان الذي يرعاه ويضمنه الفريق دقلو قطع شوطا كبيرا ومتقدما..
وتفتح حادثة ابيي تساؤلات عدة تتعلق بمن هم المستفيدون من إشعال الصراع بين السودان وجنوب السودان ونسف التقارب بين البلدين بعد فتح المعابر.
تجدر الإشارة أن الأمم المتحدة ترصد التوتر بين البلدين في أبيي، من خلال قوة “يونيسفا” لحفظ السلام التي أسستها في يونيو/2011، التي تتمتع بصلاحية استخدام ‏القوة لحماية المدنيين والعاملين في مجال المساعدة الإنسانية.
Exit mobile version