“رؤى متجددة” .. “يسألونك عن الإرهاب والإرهابيين وعن سبل المكافحة” .. “ابشر رفاي”
المجرة
تنظم هذه الأيام الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية، بالتعاون مع جهاز المخابرات السودانية و المكتب الإقليمي للانتربول لشرق ووسط أفريقيا بنيروبي، وكذلك الشرطة السودانية والجهات ذات الصلة بالموضوع، تنظم ورشة عمل وتدريبات حول التدابير الوقائية والعلاجية ضد داء الإرهاب، الذي أخذ في الانتشار المحلي والإقليمي والدولي بمعدلات نمو لافت يستحق الانتباه والالتفاتة وتسخير الجهود ومضاعفتها من قبل الجهات الفنية المختصة ومن شعوب المنطقة والإقليم. هذا ومن المعلوم أن للإرهاب بمستوياته الثلاثة حواضن أساسية، ومرجعيات مفاهيمية، ومن حواضنه إرهاب الأفراد وإرهاب الجماعات والتنظيمات وإرهاب الدولة، ومجموعة دول ومن مرجعياته المفاهيمية التطرف الديني، والتطرف الأيدلوجي، والتطرف العرقي والعدائيات الفطرية للبشر الناجمة عن تدني الوعي الإنساني، والصراع حول تبادل المنافع والمصالح الغرائزية، ومن أسوأ أنماط هذا النوع من الإرهاب عبر التاريخ إرهاب الجهل والجاهلية الأولي، ثم تبعه إرهاب العلو الشعوبي، إرهاب الاستعمار وإرهاب الرق والاتجار بالبشر، وأخيرا ظهر إرهاب جماعات التطرف الديني، وإرهاب الجريمة المنظمة، ومن المعلوم كذلك أن من أخصب البيئات التي ينمو فيها الإرهاب أجواء التسييل والسيولة السياسة وهشاشة البنيات الاجتماعية والشعوبية علي الصعيد القطري والإقليمي والدولي ، وقد تلاحظ في هذا الصدد أن الورشة موضوع القراءة قد جاءت في الزمان المناسب تماما ذلك أن الأوضاع داخل القارة الأفريقية ودولها وتقسيماتها الإدارية ودورها علي المستوي الدولي في منع ومكافحة الإرهاب تستحق أن تعكف علي هذا النوع من الورش التوعوية والتدريبية وتبادل التجارب والخبرات والمعلومات باعتبارها من أهم أدوات وآليات المنع والعلاج والمكافحة ومن التوصيات التي تدفع بها رؤانا المتجددة في مجالات المنع والعلاج والمكافحة بالنسبة للمنع تكثيف الحوارات مثل الحوار الحضاري داخل المنظومات الدينية الواحدة وحوار الحضارات بين الأديان وجماعة الأفكار الإنسانية ثم الحوارات السياسية والدستورية المرتبطة بالدول والأنظمة في مجال الحقوق والواجبات المسندة علي قاعدة حقوق الإنسان والمواطنة ، وفي المجال الاجتماعي والشعوبي ضرورة الوقوف علي مناطق الضعف والقوة مع وضع التدابير الشعبية والمجتمعية اللازمة المعززة لفلسفة تكامل الجهدين الرسمي والشعبي في عمليات منع ومعالجة ومكافحة الإرهاب وفي الجانب الرسمي ضرورة تعزيز دور ورسالة الأجهزة المختصة فنيا وإداريا تحديدا القوانين والتشريعات والإمكانيات المادية والبشرية والمعنوية والمعلوماتية مع الابتعاد الكلي والنأي التام بالجهات الفنية والمهنية المختصة بمنع وعلاج ومكافحة الإرهاب الابتعاد بها تماما عن دوائر التسييس والتصنيف الاستقطاب والاصطفاف خاتمة القراءة نؤكد بأن الإرهاب كائن دخيل علي الأديان السماوية السمحة وعلي الفطرة الإنسانية السليمة، إذن الإرهاب من فعل الأشرار والشر سلوك مشترك لشياطين الجن والإنس وهو المطلوب تثبيته وتجنبه.