ألقي لقاء الفريق الركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ألقي حجرا ضخما علي بركة القضية الفلسطينية الساكنة الساخنة وكذلك حرك الحديث عن تطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية ونحن نتحدث عن محددات القضية سبق أن أشرنا إلي ان استحقاقات التطبيع ينبغي أن يمر بثلاثة مستويات تطبيع حضاري مبحثه الملتقيات الدينية والتقاطعات الرئيسية والفرعية والثانوية، ثم تطبيع إنساني يتعلق بالمشتركات البشرية الإنسانية البحتة، ثم تطبيع سياسي يختص بقضايا الخلاف والصراع السياسي كالاحتلال وماترتب عليه والنزاع وما انتهي إليه ومن المحددات آليات وخيارات الحلول التي جمدت وتلك التي رفضت حتي اللحظة، الشعب السوداني الأبي يعتبر من ابرز شعوب الارض دفاعا عن القضية الفلسطينية بالغالي والنفيس أصالة عن نفسه ونيابة عن الفكر الطائفي ثم الشيوعي ثم فكر وايدلوجيات القومية العربية وأخيرا ايدلوجية الاسلاميين ، جميع هذه المرجعيات لم تحرر الاقصي ولا فلسطين فالطائفية تراجعت إلي القطرية والي منطقة المناورة والمزايدات السياسية والشيوعية اكتفت بخطاب موروث الكفاح التراكمي ضد الإمبريالية والصهيونية وحث الطبقة العمالية للاتحاد وفكر القومية العربية تراجع إلي المنطقة الصفرية أمام ثلاثة حقائق حقيقة التنوع القومي داخل منظومة القومية العربية التي تعرضت لإبادات جماعية وإساءات عرقية واضطهاد سياسي تفوّق في كثير من الأحيان علي التجربة الإسرائيلية والحساب ولد وبنت بلغة الجندر ، ثم حقيقة ربط الخطاب بالموروث الحضاري والتطبيقات وبنتائج التطور والنمو القومي فنبات الفكرة في أرض المنشأ تحول إلي حالة العصف “المزقول” أي : المُبعد؛ وفي امتدادات الانتشار لن يفلح الشتل والتمقين، وغيرها من ألوان الفَلاحة والفِلاحة السياسية والحقائق تطول أما تجربة الإسلاميين مع القضية الفلسطينية فقد انحصرت في أدوات الحلول القديمة العقيمة التي يعوزها الفكر الموضوعي العميق والفقه المتعمق المستمد من الفطرة الإنسانية السليمة ومن الايات المحكمات هن ام الكتاب فقد ذهب في اتجاه المتشابهات والاجتهاد باسم الدين فخسر الجبهة الداخلية مبقيا الإسهام في القضية الفلسطينية في دائرة العنف الخطابي والسياسي والاجتماعي والأمني مجاريا اليمين الاسرائيلي علي وقع حافر الفعل وردالفعل فخطاب الإسلام السياسي والاجتماعي العرقي الذي يدعي الولاية المطلقة علي الدعوة والخلافة مفسرا الدين وفق رؤيتة الخاصة أول المتضررين منه الدين القيم والإسلام الحقيقي الذي يدرك جيدا الفرق بين الايات المحكمات والمتشابهات والمعجزات وله من القدرة والفكرة والحاكمية والوسطية مالا يجرؤ أحد في البسيطة أن يدمغه بالإرهاب والتطرف والعنف وغيرها من أدوات الجهل والعلو والجاهلية الأولي والثانية والثالثة الأخرى ثم مضي الضرر في اتجاه تغييب فرص عقلنة وحكمة الحلول بحجتين عناد الطرف الآخر وتفسيرات دينية تبقي حل القضية الفلسطينية علي حلول ربانية قيد الغيب وبطريقة واسلوب ومواقيت مسمي اجلها وهذه من اكبر تحديات خيارات حلول القضية الفلسطينية لايقابلها تحد الا إصرار اليمين الاسرائيلي إلي تهويد القدس الشريف ثالث المساجد التي تشد لها رحال المسلمين فهذه قضايا شائكة فقهيا وفكريا مكانها كما اشرنا في المبادرة السودانية الاممية لحل القضية الفلسطينية مكانها الطبيعي فعاليات حوار الحضارات الذي يجمع الأئمة والحاخامات والكرادلة ورموز كريم المعتقدات وقادة الفكر الإنساني والرسالي وعندها تنعقد الحقيقة والحقوق ، قاعدتها الحجة بالحجة ولاخوف علي الإسلام والدين القيم عند هذه المحافل التي تبحث عن المشتركات في حدها الآدمي الادني والتعرف علي نقاط الخلاف والاختلاف مع وضع التدابير العقلية والروحية اللازمة بما يجنب البشرية مخاطر تحدياتها ومهدداتها المحيطة والكامنة، ولسع الكلام يتدافع بسيقان العبارات ومناكب الكلمات.