Site icon المجرة برس

سواكن بين التجفيف و الخصخصة

دعا عدد من عمال ميناء سواكن بشرقي السودان اليوم السبت الى وقفه حتجاجيه لمناهضة قرار الجمارك بايقاف وارد الطبالى الذي اصدر في مطلع يناير من هذا العام ..
فيما وصف ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي القرار بالتعسفي والغرض منه هو تجفيف الميناء لاستنزاف الموارد وتشريد البسطاء الكادحين من ابناء المدينة حتى يتسنى للسلطات بيعها او خصخصتها بحسب زعمهم..
ويضم ميناء سواكن ما يربو على 6 الف عامل في مجال الشحن والتفريغ واكثر من 50 ما بين مخلص ومرحل .
وكانت الحكومة السابقة منحت  هذا الميناء لدولة قطر بقيمة اربع مليارات دولار ،ويتم تاهيله على مدى ثلاث مراحل بحصة بلغت نسبتها 49 % لصالح الدوحة وللسودان 51% على ان يتكمل المشروع في العام 2025 .
على صعيد اخر زار الرئيس التركي رجب طيب اوردغان نهاية العام 2017 السودان ووقع اتفاقا مع الرئيس المخلوع عمر البشير ،منحه بموجبه جزيرة سواكن الاثرية التي تبلغ مساحتها 20 كيلو متر لمدة 99 عاما و بحسب ما نقلته وكالة الاناضول حينها عن قيام الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) المتخصصة بعملية ترميم الآثار العثمانية في الجزيرة واقامة منتجع سياحي .
سواكن سيرتها الأولى بين التناسي والسرد
تقع مدينة سواكن شمال شرقي السودان وتبعد عن الخرطون 642 كيلو متر وعن ميناء بورتسودان 54كيلومتر وسواكن هي مدينة الهدوء والسكون والراحة التي ظلت تشغل وتجذب الطامعين والطامحين فملأت سيرتها ومسيرتها اسفار المؤرخين والتاريخ عبر القرون لعظمتها ومكانتها لكنها لم تحصد من ذلك سوى ان تتقلب ذات اليمين والشمال بين شواكن وشواخن او عهد بلقيس وسجن النبي سليمان للجن فيا ترى هل كتب لهذه المدينة العظيمة والاثرية ان تكون ضربا من ضروب القصص والاساطير مرورا بشوا واسواق ثم العثمانيين وعودتها الى اوسوك .. وصب دمعي وانا قلبي ساكن وحار فراقك .. التحية لراحل المقيم الفنان ادريس الامير وما دندن به من جور السنين الذي حل بها .. حيث لا كهربا ولاماء ووعود تهطل وتجف قبل أن تروي فرحتها واخرها كان صندوق اعمار الشرق وقبل ان تطوى صحائف بشريات ضخ التيار خيم عليها ضباب التجفيف وماذا غدا فهل هو الفراق والهجران الذي بدل سكون الراحة بسكون اصحاب القبور ..
القرارات دون سابق انذار
اعتبر مراقبون اتخاذ مثل هذه القرارات وانزالها بعدم المسئولية وفيها قدر كبير من الاستفزاز والتعالي فلا يمكن اصدارها دون دراسة وحسابات لاصحاب المصلحة مما نعتوه بالخلل والعقلية الخربة التي لا يسندها منطق كيف لا يكون في اهتمامك كل هذه الاعداد والعمالة وتشرع في قرار كهذا دون بدائل او ترتيب وفرض سياسة الامر الواقع .
على صعيد آخر فسر البعض الخطوة الأخيرة من ترحيل الطبالي ببقاء النوايا المركزية وان تبدلت الوجوه واضافوا ما لانشك فيه من تفكير الحكومات الغابرة هو نيتها في افقارانسان الشرق وتعليق قوته ورزقه حتى يرتاح الساسة من ضجيجهم ويضمنوا تبعيتهم بجوع كلبك… وعبروا عن مخاوفهم من استمرار هذا النهج تحت سيناريوهات متعددة ومتعمدة كما كان متبع من قرارات بنقل بضائع موانيء البحر الاحمر مرة لسوبا واخرى للعبيدية و ترحيل الذهب الى حيث ملتقى النيلين لغسله من فجاج البحر المالح الى ان يطيب له المقام دراهما بعد الترحال ..والانسان هنا يقبع في أعماق الثالوث ..
ينتظر المدنية ما افسدته الشمولية
وكان قد ألغى المجلس العسكري عقد الشركة الفلبينية في استئجار الميناء الجنوبي بورتسودان لمدة عشرين عاما فهل ستلغي الحكومة المدنية باقي العقود ام ستنحني لرياح المحاور وتتركنا امام الخيارات الأسوأ في مهب تجفيف الموانيء البحرية الى كابوس سوبا الجاف وبانحيازها لخيار هؤلاء تكون قد اصلحت ما افسدته دهور النظام الشمولي… أم ستظل الامنيات والاجحاف متلازمين هذا ما ستجليه وتجيب عنه مقبل الايام..
Exit mobile version